" الدمية الخشبية "

269 23 11
                                    

انطلق صوت انذار لتتحدث المتحدثة الآلية مجدداً :
انتهى الوقت المحدد ، تمت اضافة ٥ نقاط للفائزين ( بوزنوكوف ) ، ( أنيتا )
تهانينا !

صرخت بيكي بعينين دامعتين ( لقد صدقتك بوزنوكوف !! )
يقول ساولو بغضب و هو هاديء جداً موجهاً كلامه لأنيتا ( هل كنتِ تعلمين أن هذه الغرفة تخصك )
( لم أكن أعلم ) أجابت بخوف
قاطعهما آدم ( لقد كان اختيارنا للغرفة عشوائي )
نظرت اليهِ أنيتا بامتنان ..

صمتٌ يعم ، التوجس و الشك يملآن اكسجين الغرفة ووجوه غاضبة تشعر بالغباء مما جنت يديها .
قطع جاد أجواء الصمت ( كيف لم نفكر بهذا الحل ؟ )
سارا ( صحيح ، ماهو الحل ؟ )
قال جاد موجهاً الكلام لأنيتا ( كم تبلغين من العمر ؟ )
أجابت ( ثلاثون عاماً )
ابتسم فيرناندو و جلس في تصوير لخيبة الأمل ( كان الحل تافهاً فيما تكبدت عناء التفكير في حلٍ ذكي )
سارا بخيبة ( ناتج جمع صفر و ثلاثة هو رقم الغرفة الصحيح
( لقد خدعنا بوزنوكوف ، من يعلم ربما عرف الحل منذ البداية ).

توجه ساولو نحو الباب ( سآخذ حماماً دافئاً ، و أنتم لا تيأسوا لازلنا في بداية الطريق )
توجه كل منهم الى غرفته يجر أذيال الخيبة و مرت الليلة بسلام .

يبدو واقعاً عندما تراها في بعض ذكرياتها ، فتاة تذهب بتفكيرها لعالم آخر و تظل متسمرة في الحوائط التي تعزلها عن العالم .. لا تبكي فقد تخطت البكاء .
تختفي في الضباب و تعود بصورة بطيئة تبتسم و عينيها تبكيان ، غاضبة احياناً و كثيراً ما تصمت .. أخرستها الحقيقة و بشاعة العالم .
لا تتقدم و لا تعود للوراء ، تقف في منتصف كل شيء .. تتمنى أن تكون حرة .

تفتح كريستيل عينيها .. لا تزال الساعة الواحدة فجراً ، تضع أطراف اصابع قدمها على الأرض الباردة و تستقيم ..
تشير اليها تلك الفتاة أن تتبعها ، تنهض كريستيل و تتبعها في الأرجاء حتى تقف أمام باب غرفة أحدهم .

يُفتح الباب و ينعكس الضوء على وجه كريستيل المتعب ، ينظر اليها جاد بدهشة .
تمتليء عينيها بالدموع و تنفجر بالبكاء ( لا يمكن أن انجو مجدداً )
تزداد دهشة جاد و هو ينظر الى كريستيل التي أخذت تترنح حتى عادت الى وعيها و نظرت اليه ببلاهة ( مالذي أفعلهُ هنا ؟ )
قال جاد بتعجب ( لقد تحدثتي للتو بالعربية !! )

( مالذي حدث كريستيل ؟ لقد تحدثتي للتو باللغة العربية ؟ )
نظرت اليه محاولة التذكر ( أظن بأنني أسير أثناء النوم ، تعلم ربما سمعتها من شخصٍ ما .. لا أعلم ) تصمت و تنظر اليه محاولة فك رموز ماحدث
هز رأسه نفياً ( لقد تحدثتي كشخصٍ عربي استطيع تأكيد ذلك )
نظرت اليه كريستيل و غاصت في عينيه و رموشه الكثيفة في زاويتها ، حاجباه العريضان يبدوان مألوفان جداً .. الا أن احساسها بالألفة تجاهه جعلها مرعوبة و خائفة ، حتى أنها هرعت الى غرفة نومها و هي تشعر بأسىً شديد لا تعلم مصدره .. قلبها ينبض بشدة كما لو كانت فزعة .

Brainحيث تعيش القصص. اكتشف الآن