" النهوض "

94 11 2
                                    


نظر اليها بقلق و بادرت بيكي ( لا تقلق لم أقتل احداً هذه المرة ) ..
قال بهدوء ( أعلم انكِ لم تقتلي ساولو )
نظرت اليه بيكي ( لستُ متأكدةً من ذلك ) اخرجت ضمادة و كحول و صرخت ( كريستيل ! استخدمي هذه الأدوات لمداوات جروحك ، و استخدمي هذا للرؤية .. لكن لا يمكننا النزول فالارض منخفضة للغاية )
التقطت كريستيل الأدوات ( شكراً لكما ، تابعا المسير و سأحاول العثور على مخرج )
نهضت بيكي فيما لا يزال جاد ينظر الى الى كريستيل ( هيا جاد ، هذا أقصى مايمكننا فعله )

ابتعد جاد و كريستيل تنظر اليه وهو يتلاشى ، حملت الكحول و سكبتها على جرحها و اخذت تعض شفتيها ألماً .. امسكت الضماد بيدين مرتجفتين و ضمدت جرحها في مناطق مختلفة .. و بصعوبة نهضت مع أن ألم جرح الفخذ يكاد يقتلها الا أنها استطاعت تجاهله عبر تفكيرها فيما بعد ، فتحت المشعل الكهربائي لينير لها طريقاً ترابياً ، و ممرات في نهاية الممر و يبدو أشبه بخندق مهجور .


فيما يمشيان بوزنوكوف و أنيتا في المتاهة ، في احدى المنعطفات يعثران على فزاعة مبتلة بالدماء ، كعلامة تحذيرية أو ما شابه و يعلو الفزاعة رأس خنزير ، يضع بوزنوكوف منديله على أنفه ( مالذي يعنيه هذا ؟ )
( علامة تحذيرية ) قالت ذلك أنيتا و ماهي الا لحظات حتى ظهر صوت خنزير .. تلفتا معاً لتحديد منطقة ظهور الخنزير ، ليظهر من آخر الممر خنزير بري متوحش و ذا حجم هائل متوجهاً بسرعة تجاههما .. انطلقا هرباً من الخنزير و افترقا في منعطف طرق .



اخذ بوزنوكوف الممر الأيمن و تبعه الخنزير حتى وصل الى حفرة في الأرض .. قفز بوزنوكوف من فوقها و تبعه الخنزير و سقطت قدماه في الحفرة ، فيما أخذ يحاول الخروج واضعاً أظلافه على الأرض بلا جدوى ، نظر اليه بوزنوكوف بعد أن توقف عن الجري و تقدم ببطء ( لطالما كرهت الخنازير ) ركله على وجهه بقوة ليقع الخنزير عبر الحفرة .


أثناء مشي كريستيل سمعت دوياً في النفق ، شعرت بالفزع لكنها حاولت تجاهل الخوف قد الامكان .. مرت بعربات و سكة حديد و رأت الكثير من الهياكل العظمية ، تحاول تمالك نفسها ألا تخاف و ألا تحزن ولكن هيهات .. عقلها يرسم لها صوراً لمايا في كل مكان ، و تهرول للنجاة من المكان المرعب و أحلام اليقظة .. و أثناء هرولتها تعرقلت من خلال صخرة لم ترها وسقطت على الأرض ، بعد أن سقطت فتحت عينيها لتجد نفسها في مكان مختلف .. عمودان جانبياً للمساعدة على المشي .. التفت حولها لتجد كرة تدريب .. و مقعدان للجلوس كانا فارغان ، و كانت على الأرض تحاول المشي .. نظرت أمامها لتجد مرآة كبيرة ينعكس عليها وجهها ، الا أنها هذه المرة نظرت الى نفسها ، الى كريستيل و ليست مايا ..
ابتسمت كريستيل لانها مرتها الأولى و حاولت النهوض بصعوبة ، دخل اليها الطبيب غابرييل ( بعد كل سقوط نهوض ، أنتِ تتحسنين كريستيل ) امسك بيديها و ساعدها على النهوض ، كانت تنظر اليه كريستيل و ترغب بشدة أن تتحدث .. الا أن شيئاً يمنعها عن الكلام ، تحرك غابرييل حولها بشكل دائري وهو يتفحص قدميها ( سأساعدك هيا ) .. امسك بفخذها المصاب و ادخل ابهامها في جرحها بشدة ، و كريستيل تتألم و تحاول اطلاق صراخها ليهون عليها حتى استيقظت و هي ملقاة على الأرض و جرحها ينزف ، ثامت مرتجفة و وجهها مبلل بدموعها ، حملت المشعل الكهربائي محاولةً تشغيله لكنها فقدت احدى البطاريات إثر سقوطها .. سمعت صوت خنزير على مقربة يصدر أصواتاً غريبة ..


بعد الهروب توقفت أنيتا بعد أن فقدت أثر الخنزير .. تنفست بعمق و عادت للمشي بهدوء ، سمعت صوتاً في العشب ووقفت بحذر .. وخزتها أداة حادة في ظهرها ( لا تتحركي ) ..
قالت أنيتا بلامبالاة ( ليس مضحكاً أبداً سارا )
ضحكت سارا ووقفت أمامها ( لماذا هذا التعرق أنيتا ووجنتيك حمراوين ؟ )
اخرجت سيجاراً و حاولت اشعاله بلا جدوى ( سحقاً وهذه القداحة لا تعمل .. لقد صادفنا خنزيراً متوحشاً ، اللعنة لم أرى خنزيراً بهذا الحجم في حياتي )
( اذن افترقتما أنتِ و بوزنوكوف .. هل يعرف شيئاً؟ )
نظرت اليها انيتا وهي تضع السيجارة بين شفتيها ( لا يمكنك نعرفة فيمَ قد يُفكر ولا يمكنك التنبؤ بتصرفاته )
قالت سارا ( لقد وقعت كريستيل في حفرة ، أشك أن بقدرتها النجاة .. بيكي سمعنا صراخها مسبقاً لذلك لم يتبقً سوى جاد و بوزنوكوف )
ابتسمت أنيتا ( يمكننا تدبر أمر جاد ، أما بوزنوكوف فيجب أن نجد له خطة محكمة )
قالت سارا بضحكة ( يجب أن نعثر على قداحة أولاً )


بينما جاد و بيكي يمشيان في المتاهة ، قالت له بيكي ( لماذا اعتقدت أنني لم أفعل ذلك ؟ )
( لقد قالت كريس مسبقاً أن القاتل يسعى للجائزة بشدة ، لستِ شخصاً يقتل الآخرين من أجل ذلك .. لكنني أعرف يخون من أجل ذلك ) نظر الى بيكي ، فيما نظرت اليه و قالت بتوتر ( أنيتا .. )
ظهر بوزنوكوف من أحد المنعطفات ( أنيتا لم تفعل ذلك بمفردها )
تقدما اليه بهدوء و قال جاد بنبرة متشككة ( من ساعدها اذن ؟ )
ابتسم بوزنوكوف ( سأترك لك حرية الفهم ، على كل حال .. الممرات من خلفي لا تحوي شيئاً ماعدا الحفرة التي وقع بها الخنزير المتوحش ، لنتابع من الأمام )
فتح جاد عينيه قلقاً ( أتمازحني ؟؟ )
قالت بيكي بخوف ( كريستيل سقطت بتلك الحفرة .. )
تجاهل جاد حديثهما و هم بالعودة اليها ، لكن بوزنوكوف اوقفه ( على رسلك يا صاح ، لقد ركلته على وجهه ، و من ذلك الارتفاع حتماً سيكسر أحد أطرافه القصيرة .. لا تقلق فخطره قد تضاءل الى الضعف ، يمكنها أن تتفاداه )
( لكنها مصابة .. )
وضع بوزنوكوف يده ف جيبه ( حسناً ، كريستيل فتاة قوية .. يمكنها تلافي الخطر )
ثقة بوزنوكوف بحديثه طمأنت جاد نوعاً ما ، ذلك ما جعله يتراجع و يواصل المشي معهما .


( أصبح القصر قريباً جداً ) .. أشارت اليه سارا و هي تمشي بصعوبة .. ( لماذا أصبح الجو رطباً بحق الجحيم ؟ )
التفتت سارا ناظرة الى أنيتا التي احمرّت وجنتيها و التي اصبحت تتنفس بصعوبة بالغة ، و قعت ارضاً جراء الدوار ، تفحصتها سارا لتجد نملة ضخمة على كتفها حملتها و قذفتها بعيداً ( اعتقد أنكِ تعرضتِ للسع النمل ، تمسكي بي أنيتا يجب أن نخرج من هذه المتاهة ) .. ماهي الا لحظات حتى شعرت سارا بذات الشعور و الدوار .. ( أنيتا ! انقذيني .. )


في الظلام اخذت تتفحص كريستيل الأرض من خلال اللمس باحثةً عن البطارية الاخرى ، حتى عثرت عليها ، ادخلتها في المشعل بسرعة .. و أشارت بها نحو الصوت لتجد الخنزير الضخم ينام على جانبه و يبدو أنه تعرض لإصابة بالغة ، نهضت بصعوبة و بهدوء لئلا توقظه و استمرت بالمشي في الظلام حتى وصلت الى نهاية مسدودة ، و سلالم مهترئة تأخذها الى بويب فتحة صغيرة في الأعلى .. اخذت تصعد على السلالم بصعوبة محاولة تجنب تحريك فخذها بسرعة قدر الإمكان ، وصلت الى البويب و دفعته بشدة الى الأعلى ، لتعود الى المتاهة مجدداً .. خرجت بصعوبة و تنفست الصعداء و نظرت الى الجهة الشمالية لتجد دخاناً متصاعداً .


Brainحيث تعيش القصص. اكتشف الآن