" الرسالة الأخيرة "

116 10 2
                                    


في اجتماع للأطباء وقف الطبيب رودريغو سانتا أمام مجموعة من الأطباء في غرفة اجتماعات ( و أخيراً و عند الحالة رقم ١١ ، استطعنا أخيراً إحراز تقدم فيما يخص نقل أجزاء من الدماغ من متبرع الى شخص آخر مصاب ببعض التلف في أجزاء الدماغ نتيجة الاصابة ببعض الأورام أو الاصابات .. و حتى أنه تقدماً في أبحاثنا قد نتمكن ايضاً من معالجة الخرف و النسيان و موت الدماغ المفاجيء .. كما ترون فقد تم استخدام هذه الأنسجة ) يشير الى عرض تقديمي على لوحة ضخمة .. ( لاستبدالها بأنسجة تعرضت للتلف جراء اصابتها بالورم ) ..

تحدث أحد الأطباء ( لقد مر على قيامكم بهذه العملية سنتين و أكثر ، هذه مدة زمنية كبيرة و كان بالإمكان اكتشاف المزيد من الأمور )

أجاب رودريغو بثقة ( أنسجة الدماغ من أكثر الانسجة حساسية و زراعتها في دماغ آخر يحتاج وقتاً طويلاً لالتئامها و تجانسها مع الأنسجة الأخرى )

تحدث طبيب آخر بين الحضور ( ماذا عن حالة المريض النفسية ؟ هل من الممكن أن يتأثر ببعض البيانات و المعلومات التي تحملها الانسجة المزروعة ؟ )

رودريغو ( نحن نقوم بدراسة هذا الأمر من خلال تطوير لعبة تقيس مدى فاعلية عملية الزراعة و هو ليس بالأمر الهين ، ابتداءاً بايجاد مشتركين يحملون خصائص مشتركة أو حالات مشابهة سبق للمتبرع معايشتها أو المرور بها .. و انتهاءاً بتجهيز أحدث الأماكن و التقنيات لسير العملية )

نهض أحد الأطباء فيما يبدو عليه تعلقه الشديد بمهنته ( بالحديث عن المتبرع ؟ هل يعلم أن استئصال جزء من دماغه مهلك له ؟ )

نظر اليه رودريغو نظرة متحيرة و هو يحاول السيطرة على ردة فعله ( من الأفضل ألا يعلم .. ) و أستمر الطبيب المتحاذق بطرح سؤال آخر ( طيلة الوقت نتحدث عن حالة المريض النفسية ، لكن ماذا عن المتبرع ؟ هل يعلم أنه مجرد دمية بمجرد الاستفادة من بعض الاجزاء في دماغها ستُلقى في أقرب سلة مهملات ؟ )

صمت الطبيب رودريغو مظهراً ملامح الأسف و هو يستمع اليه ( في الواقع .. هذه التجارب مريرة على الكثير ، لكن لو نظرنا الى الناحية الأخرى سنكون قد توصلنا الى العديد من الأمور التي قد تفيد البشرية .. قد نقضي على الخرف و الزهايمر و النسيان ، و الحالة ١١ سنقيم لها تكريماً و ستبقى رمزاً لهؤلاء الذين ينتظرون متبرعاً ) ..

تسائل الطبيب اخرى ( هل كانت تعلم الحالة أنها ستموت ؟ )

قطع هذا النقاش المحتدم ولوج أحد حراس الأمن بسرعة و همس في اذن الطبيب رودريغو .. حيث بدا الخوف على ملامحه .. قال بتلعثم ( لقد انتهى اجتماعنا اليوم ، يجب أن تغادروا هذا المكان حالاً ! )

Brainحيث تعيش القصص. اكتشف الآن