جثث نساء و أطفال متناثرة في كل مكان ، في قرية في جنوب أفريقيا .. بيوت من القش حيث يقف ساولو مشدوهاً بعد أن نفذ أوامر اللواء في القضاء عليهم ، لم يكن يستطيع رفض الأوامر أو ابداء استياءه ، كان عليه ذلك مكرهاً .
بعد ذلك لم يستطع التخلص من أشباح القتلى ، نظرة تلك الطفلة التي ترتجي من أجل حياتها .. ايضاً لم يستطع التخلص منها .
بعدها هرب من اوغندا تاركاً وراءه كل شيء الى تيكساس بمساعدة من صديقٍ له .
في المتاهة كان ساولو غارقاً في بحيرة من الدماء كما يرى في الهلوسة ، حتى يترائى له بأن اللواء في نفس المتاهة .يجد بوزنوكوف بيكي و يضع يده أمام رأسها ليقيها من الزجاج ( بيكي ! كل ماترينه مجرد هلوسة .. ان جلستٍ بمستوىً منخفض ستتمكنين من الحصول على هواءٍ نقي )
جلست بيكي و هي تئن ( لم استطع انقاذها )
نظر اليها بوزنوكوف و امسك بوجهها و نظر اليها بحدة ( ستستنشقين الهواء بعمق ، ستدخل جزيئات الاكسجين الى رئتك لتطرد غاز الهلوسة .. تنفسي بعمق ثلاث مرات و بعدها ستختفي الهلاوس و سنخرج من هذه المتاهة ، و الآن خذي نفساً عميقاً )
تنفست بيكي بعمق ( سأعد الآن حتى رقم عشرة و بعد ذلك سيكون كل شيء على مايرام .. واحد .. اثنان .. ) تزفر بيكي الهواء و تستنشق من جديد ( ثلاثة .. أربعة ) تغلق بيكي عينيها كدهليز ينقي الرؤية و يُعيد اليها البصيرة ( خمسة .. ستة .. سبعة .. ثمانية .. تسعة .. عشرة ) تفتح بيكي عينيها و يقدم اليها منديلاً لتحمي نفسها من غاز الهلوسة و ينهضان سوياً .نظرت كريستيل الى جاد و كأنها أفاقت للتو من كابوس مزعج ( مالذي يجري ؟ )
نظر اليها جاد و لا زال غارقاً في نشوته ، و شدها اليه في محاولة لتقبيلها مجدداً لكنها وقفت كمن ارتكب خطأً فادحاً ( نحن لسنا على طبيعتنا هناك خطب ما )
وقف جاد فاقداً توازنه و ثبت كريستيل على الحائط الزجاجي و اقترب ليقبلها الا أنه لمح الزجاج في المتاهة يتحرك ببطيء ، و كأنما استعاد رباطة جأشة سار مبتعداً عن كريستيل متفحصاً الزجاج ( لقد رأيته يتحرك هل رأيتي هذا ؟ )
ذهبت كريستيل متفحصةً الجدار ( لقد تركت بصماتي على المنعطفات لكن انظر ! انها ليست على زجاج منعطف )
نظر اليها جاد ( الجدران تتحرك )بينما تتفحص أنيتا الجدران ، ظهرت سارا من خلفها .. فزعت سارا فور رؤيتها وجه أنيتا الملطخ بالدم ( مالذي يجري بحق السماء ؟ دماء من هذه ؟ )
( لا أعلم لقد كان آدم واقفاً أمامي مباشرة و فجأة اصيب بعيارٍ ناري ، لا أعلم من الذي فعل ذلك و لست متأكدة ما اذا كان ذلك فعلاً آدم .. انظري هناك غاز هلوسة مختلط في جو المتاهة لا نستطيع التمييز مابين هو حقيقي او غير ذلك )
لازالت سارا متأثرة بغاز الهلوسة ( هل أنتِ غير حقيقية ؟ لماذا اقصيتي فيرناندو ؟)
أنيتا بتعجب ( لقد كان ذلك اتفاقنا سوياً؟ نسيتي ! اقصاء فيرناندو لانه يشكل خطراً عليكِ )
امتلئت عيني سارا بالدموع ( لماذا أراد اقصائي ؟ )
أنيتا ببرود ( لأنه أناني )
قالت سارا بعد أن تبدلت ملامحها ( ماذا عنكِ ؟ أنتِ لا تختلفين عنه )
ظهر صوت ساولو من احدى منعطفات المتاهة ( سارا محقة ، لقد كنتِ تعلمين كل شيء منذ البداية و تظاهرتِ بالبراءة .. حتى أنك تعمدت ترك سارا و فيرناندو في لغز الدمية الخشبية )
التفت سارا نحو ساولو ( لقد كان مخططنا أنا و أنيتا .. لا يمكنك لومها على ذلك )
جلس ساولو على ركبتيه ( أنتن مخادعات .. كيف استطعتِ ترك حبيبك بهذه البساطة )
ابتسمت أنيتا بخبث ( لأنه لم يكن حبيبها منذ البداية )
توجهت سارا الى أنيتا و قبلتها على خدها .. يضع ساولو رأسه على الأرض و يفرك عينيه و فجأة يشعر بيد سارا على كتفه ( هل أنت بخير ؟ )
نظر اليها بتعجب و قاطعته قبل أن يتحدث ( انت تهلوس عليك أن تبقى منخفضاً )
نظر اليهما ساولو ( ماهذا الدم أنيتا ؟ )
أنيتا بتذمر ( يبدو أنني سأقص الحكاية أكثر من مرة )

أنت تقرأ
Brain
Fiksi Ilmiah" من نحن ؟ و لماذا نتشبث دائماً بمعرفة الحقائق التي قد تزيدنا جهلاً بذواتنا ..؟ " كريستيل ديماركوس تبحث عن ذاتها بعد أن فقدت الذاكرة اثر حادث سير ، و بعد أن وصلها طرد من شخص مجهول تقرر التوغل في عالم الحقيقة من خلال لعبة العقل .