" متاهة الأعشاب المتسلقة "

96 11 0
                                    

( ألا يمكنك الشعور به ياكريستيل ؟ )
( مالذي تسألني عنه تحديداً ، الصداع ؟ أم النسيان الذي اجتاحني مؤخراً ؟ )
( كل شيء ياكريستيل .. وصلتٍ الى مرحلة متطورة من المرض ، ستستمرين في الألم .. ستفقدين كل شيء تدريجياً حتى الممات ، هل أنتِ مستعدة لمواجهة كل ذلك ؟ )
( مالحل اذن ؟ )
( كثيراً أتردد في ذلك ولكن الدراسات لدينا تُثبت امكانية .. )
تقاطعه كريستيل بغضب ( أما مِن حلٍ آخر ؟ )

يدخل الطبيب الذي يحمل بطاقة كُتب عليها رودريغو سانتا - استشاري المخ و الأعصاب - تتبعه امرأة تحمل بشرة باهتةً و التي يبدو أنها حقنتها مراراً لتخفي تجاعيدها التي تجمعت في اسفل الرقبة ، حيث يزينها عقد من اللؤلؤ و ترتدي ملابس حمراء مخملية و تحمل في يدها حقيبةَ يد صغيرة و فاخرة ، تنظر الى كريستيل بتعالٍ ( كل شيء جاهز ) تبتسم بطريقة مصطنعة محاولةً اخفاء حزنها ( يبدو أنها الخيار الأمثل كما قال الطبيب )
نظرت اليها كريستيل بحقد دفين ( أما آن الأوان لتدعيني و شأني )
ضحكت المرأة و جلست على طرف السرير واضعةً قدماً على الأخرى ( لا يمكنني ترككٍ تموتين ، هذا أبسط شيء استطيع تقديمه لوحيدتي )
( لكن على حساب من ؟ ) ..


في غرفة مجاورة ..
( كل شيء بخير ، لم يتبقى سوى أن تعبر هذه الحقنة عبر وريدك )
نظرت مايا الى الممرضة و قبل أن تحقنها امسكت مايا بيدها ( أخبريني مجدداً ، سأكون بخير .. )
نظرت الممرضة مطولاً الى مايا و امسكت بيدها ( ستكونين بخير )
حقنت مايا بابرة في وريدها لتسترخي اخذت تردد الممرضة بتأنيب ضمير ( سيمضي )

فتحت كريستيل عينيها بعد نومٍ طويل ، نهضت بألم في الجهة اليسرى من قفصها الصدري .. تشعر بالكآبة و الحزن .
تذكرت الحلم حرفاً و تفصيلاً ، المرأة و الممرضة ، رودريغو سانتا و مايا .. بدا و كأنها تملك ذاكرة لا تنتمي اليها .. شعرت بالحيرة و الارتباك ، تنظر الى نفسها في المرآة آملة أن يكون مجرد حلم لا علاقة له بالماضي و هي تردد ( انتي كريستيل ديماركوس ).

خرجت الى غرفة الجلوس حيث يجلس جاد يتناول افطاره ، نظر اليها و لمح شيئاً غريباً على وجهها ( أنفك ينزف )
وضعت منديلاً ورقياً على انفها وهي تنظر الى جاد بقلق و جلست بقربه ( هل كانت تعاني مايا من مرضٍ ما )
( لا .. لماذا ؟ )
صمتت لوهلة ثم تسائلت ( لماذا هربت مايا ؟ )
غص جاد بطعامه و ابتلع كميةً كبيرة من الماء ، و تابعت كريستيل غير آبهةٍ به ( مايا ستهرب من القيود بعد أن اثرت بها علاقتها بذلك الرجل .. أصبحت تريد التخلي عن كل شيء لذلك هربت ، أليس كذلك ؟ )
صمت جاد ووضع كوب الماء على الطاولة .. نظرت الي يده و اختلط الواقع بالخيال و الذاكرة بالحاضر ، تتذكر هذه اليدين على خاصرتها و هما يتمايلان طرباً على الموسيقى ، المطر يبلل حذائها المفضل لكن لا تكترث .
تتحول الصورة الى ذلك المساء المشؤوم .. السماء غائمة ، تصل رسالة الى هاتف مايا من جاد : يجب أن نلتقي ، منزل الجارة سعاد القديم هذه المرة.

Brainحيث تعيش القصص. اكتشف الآن