" ارحلي بسلام "

138 10 4
                                    


تظن أنها بمعرفتها الحقيقة ربما ستتمكن من المضي قدماً ، ربما سيفيدها هذا التوغل في إدراك ماهيتها و بدلاً من ذلك عاد الألم .. الخوف و الوحدة .. و كأنها فتحت باباً يحمل ريحاً عاتية لم تكن لترغب بفتحه ، ذاقت الفرح في بعض الذكريات السعيدة و تناولت العلقم بعد أن أدركت أنه مضى ..

عادت مايا في لحظة متوقفة و مظلمة ، لا أحد هناك .. كانت تشعر بالظمأ و تشعر بحُرقة في معدتها الا أنا ذلك لم يمنعها من تمزيق ستار الظلام لتعود مجدداً للذاكرة .. حيث قضت ميلادها السادس و العشرون بمفردها في غرفتها أو في زنزانتها كما كانت تراها ، بطريقةٍ ما صنعوا لها نافذة في غرفتها تلك التي تقع في مايسمى بالقبو ، و ذلك لكونه الطابق السفلي بالقصر .. طابق يحمل غرفاً للمرضى التي تُقام عليهم بعض التجارب المحرمة التي لو علمت بها الحكومة لقبضت على جميع الأطباء و العاملين بالقصر أو ربما ستستفيد من أبحاثهم لاولئك الآخرين الذين لا تُطبق عليهم العقوبات ..

عادت الى الصفر حيث والدتها التي اعتادت ضربها و تسارع الوقت حتى اللحظة التي عرفت فيه رجل الأعمال الذي تقدم لها و الذي يُدعى طوني ، رفضته لكنه حاول كثيراً و بعد أن علم عن علاقتها بجاد استخدمه لاقناعها ..
وافق جاد في بداية الأمر و ارسل لها رسالة نصية بمكان اللقاء الا أنه بعد أن فكر ملياً شعر بانقباضة قلبه و أرسل لها رسالة اخرى يخبرها أنه قد ألغى الموعد .. لكن مايا لم تتلقى تلك الرسالة لان بطارية هاتفها قد فرغت ، و بعدها كانت الليلة المشؤومة .. حيث تعرضت للاغتصاب من ثلاثة رجال ، كانوا رجال طوني .. ربما خطته اقتضت أن تلجأ اليه بعد أن عرض عليها تهريبها من تلك المدينة و من تلك البلاد ، لم تكن تعلم أن هناك امرأة تدعى سيسيليا كانت مستعدة لتقديم مبلغ بخس لشراءها .. ..

كانت كريستيل تجلس على كرسي مريح و كأنها تشاهد فيلماً ما و هي تشعر بجميع آلام مايا ، ابتداءاً بالضرب الذي كانت تتلقاه من والدتها و مروراً بحادثة الاغتصاب المؤلمة و انتهاءاً بالأسيد و الأقسى ألام قلبها التي تشعر بها كلما عرفت أن صديقتها الوحيدة كانت تستخدمها ايضاً ..
اُصيبت كريستيل بنوبة صرع على ذلك الكرسي و أخذت مادة بيضاء تخرج من فمها .. ولا أحد هناك لاسعافها .


أخذ جاد يشاهد تسجيلات لغز المتاهة الزجاجية ليكتشف أن ساولو هو قاتل آدم الحقيقي ، تخطى ذلك بألم و هو يبرر لفعلته بتأثير الغاز .. حتى وصل أخيراً الى لغز المقبرة و شاهد الجريمة بالتفصيل الممل ، ابتداءاً من محاولة بوزنوكوف تحريض بيكي لتقوم بقتل ساولو من خلال التنويم المغناطيسي الا أنه فشل ، و انتهاءاً بغرس المنجل في صدر ساولو الذي أخذ يصارع الألم و هو ينظر الى بوزنوكوف ... شعر جاد بغثيان و أخذ يتقيأ في زاوية الغرفة ، مسح فمه بملابسه و عاد مجدداً الى شاشات المراقبة و الغضب يملأ تجاويف قلبه و عقله .. لمح في إحدى الشاشات مرافق القصر .. و غرفة الكنيسة حيث تتفحص أنيتا الكبسولة و سارا تشاهدها ، و رأى بوزنوكوف يسير في احدى الممرات و كأنه يبحث عن طرفٍ ما .. و لمح تلك الغرفة حيث تجلس كريستيل على الكرسي تواجه نوبة صرع و تخرج الزبد من فمها ( كريستيل في القصر ؟ ) نظر الى كلمة - الطابق السفلي - في زاوية الشاشة ..

Brainحيث تعيش القصص. اكتشف الآن