" من قتل آدم ؟ "

141 10 3
                                    

تبلل كريستيل جسدها تحت حبيبات الماء الدافئة ، تنساب على شعرها حتى أقدامها .. يتناثر بغزارة ليبعث احساساً بالراحة .

تضع أقدامها المبللة على الأرض المصنوعة من الرُخام الفاخر .. فنجاحهم في حل اللغز قد نقلهم الى منطقة أفضل من تلك التي سبقتها .
نظرت الى المرآة حيث تغطت بالندى ، مسحت بيدها لتنظر الى وجهها و شعرها المبلل ( كريستيل ديماركوس ) ابتسمت ببلاهة و اخذت تفرش أسنانها ، انحنت لتُبصق المعجون و رفعت رأسها ناظرةً الى المرآة لكنها رأت مايا بشعرها الطويل المبلل ، صرخت كريستيل فزعة واقعةً في الأرض .
اخذت تتنفس بسرعة واضعةً يديها على صدرها و قدماها ممتدتان على الأرض ، لازالت الرؤى تراودها ، يكاد وجه مايا يلاحقها حتى على وجوه الآخرين .
وقفت بعد أن لحقها الألم في مؤخرتها و لفت المنشفة على صدرها مغادرةً الحمام .

في غرفة الجلوس أخذ ساولو و بيكي يتسامران ، و في زاوية أخرى يجلس جاد و بقربه سارا محاولةً استمالته اليها بحديثها المصطنع و غنجها ، أما بوزنوكوف ففي احدى الزوايا يقرأ كتاباً بعنوان الحرب و السلام للكاتب ليو تولستوي قد وُضع في مكتبة صغيرة في غرفة الجلوس .

خرجت أنيتا من غرفة نومها و قد بدى على ملامحها التوتر و القلق ، بالتفكير في أمر آدم فلاشك هناك قاتلٌ بينهم .. لكن الجميع كان يبدو هادئاً و كأن شيئاً لم يحدث ، القتل أمر مرعب .. لكنه مرعب أكثر حينما يكون شيئاً عادياً .
رمت نظراتها عليهم جميعاً و قالتها بصوتها العميق ( كما لو أن جريمة قتلٍ لم تحدث ! )
نظر اليها بوزنوكوف بصمت بينما سابق لسان ساولو تفكيره ( غاز الهلوسة قد يجعلك ترين كل شيء )
نظرت اليه سارا و خزت رأسها ايجاباً ، و قال جاد متسائلاً ( ماذا عن الدماء ؟ )
ساولو بتعجب ( أي دماء ؟ )
جاد مجيباً بنبرة صوت مرتفعة ( تلك التي كانت على وجه وملابس أنيتا الا تتذكر ؟ )

وضعت شعرها المبلل على الوسادة آملة أن تنال قسطاً من الراحة ، لابد أنها كانت تُفضل النوم بعد الاستحمام .. غرقت في نومٍ عميق .

نهضت في غرفة صغيرة ، و على جدران الغرفة صور لابد أنها كانت لأشخاص يكتسبون الشهرة ، طاولة تحمل مرآة دائرية مصنوعة من الصندل .. و على تلك الطاولة منسوج يدوي .. و كأن عجوزاً قامت بحياكته ..
تنهض من السرير و تنظر مايا الى نفسها في المرآة و اخذت تزين شعرها بالظفائر الصغيرة في كلا الجانبين ، حملت هاتفها النقال و لفت وشاحاً على رقبتها نظراً لبرودة الأجواء ، و حملت حقيبة كتف تشكل تقاطعاً على صدرها .

بعد أن تأكدت من أن والدتها نائمة خرجت برفقة صديقتها كندا حيث يراقبها جاد في اخر الحي و يتتبعهما فيما تضحكان و تجريان على الطرقات .. كانت الفراشات تطير في عقل مايا لابد أنه الشخص الذي لطالما أحبته ، يحل الظلام فجأة !
و تختلط أصوات الضحكات بهدوء صاخب .

Brainحيث تعيش القصص. اكتشف الآن