اقوى من الواقع

1.5K 59 3
                                    

استقرت جاينى فى اوكلاند ساعدتها حياتها الجديدة على تجاهل انين قلبها.تترنح كلما لمحت عن بعد شاباً اشقر طويل القامة ، لكنها ادركت بعد زمن بأن ثيو كارينغتون هو الرجل الوحيد الذي احبه قلبها، ولن تستطيع ان تحب اي شخص آخر ، ثيو اختفى عن سطح الارض ، زار آواكيبو زيارة مختصرة كما اخبرتها امها في رسائلها، جاء ليصطحب كلب جايني المفضل (سيمبا) الذي انقذه مع كلبين غيره عن رمال الشاطئ.
بدا عليه التعب قالت امها في الرسالة، لكنه مازال الانسان نفسه، وقال انه ينوي السفر الى اوستراليا، ومن التوقع ان يكون كتابه التالي هو هذا الموضوع . 
اشترت جاينى رواياته وقرأت قسماً منها لكنها وضعتها جانباً مصممة الا تلمسها بعد الآن .يؤلمها جداً احياء ذكرياتها من خلال السطور التي تحتوي كلماته وعباراته وشخصه بتعقيده واتحاد ذكائه وقساوته
ولشدة دهشتها وجدت جاينى انها تتمتع بدراستها فى المعهد التجارى وتخرجت بتفوق وفي الوقت نفسه كانت العمة كاترين بحاجة الى سكرتيرة تعاونها في مهمامها، فكان من الطبيعي ان تعطي الافضلية لجايني، رحبت جايني بالعرض خاصة ان عملها يتطلب منها ان ترافق عمتها في سفرها حول العالم ، فلمدة سنتين وجدت جايني نفسها تنتقل من بلد الى بلد من وطن يمزقه الحرب والفقر والتعاسة، الى المؤتمرات العالمية في افخم الفنادق، اذهلتها حياة التنقل هذه لكنها ما لبثت ان اعتادت الأمر وركزت جهدها على الافادة من الفرصة السانحة امامها للتعرف على انواع مختلفة من البشر والتقاليد والحضارات، والتقت برجل فى لندن احبها وعرض عليها ان تتزوجه فترددت جاينى اذ مازال حب ثيو مطبوعاً فى قلبها فارادت ان تاخذ اجازة لتفكر فى الموضوع.
قررت العوده الى اواكيبو حيث ستقرر مصيرها.صعقها اختلاف المكان وتطوراته واستلقت على مقعدها في الشرفة برفقة والديها وقالت :
- لم اكن اتوقع ان يتغير المكان على هذا الشكل ، لم تذكري لي ياامي مايجري هنا.
- لكني اخبرتك عن كل شيء
اجابت امها بلطف:
- ربما لم اتصور ان يكون الفرق شاسعاً الى هذا الحد ، في اي حال يسعدني وجودي هنا من جديد، الخريف في آواكيبو فائق الجمال فالنهار متوسط الحرارة والليل منعش وتبدو النجوم اكبر وانقى من اي مكان آخر.
قال ايين:
- يسعدنا وجودك معنا من جديد ايضاً.
ثم تابع:
- لم اعرفك لقد تغيرت جداً، اصبحت آنسة انيقة وجميلة جداً.
ابتسمت جايني ثم عبثت اناملها بشعرها قائلة:
- والآن مارأيك ياابي؟ هل اذكرك بجايني من جديد، بشعرها المهمل وقامتها الموجاء؟.
- لا ابداً، يسعدني انك تعلمت اخيراً الوقوف مستقيمة واكتسبت ذوقاً رفيعاً في اختيار الملابس التي تناسب قامتك.
وقالت امها وابتسامة الفرح بادية على وجهها :
- علينا ان نجمع شمل اصدقائك من جديد . على الأقل ما تبقى منهم في هذا الارجاء، كارين ومارك مثلاً سيسرهما الاجتماع بك من جديد، احزنهما عدم قدرتك على حضور حفلة زفافهما، بدت كارين عروساً رائعة ،كذلك فاتك عرس بينى هل قمت بزيارتها خلال مرورك فى اوكلاند؟
- نعم لاشك ان الحياة الزوجية تلائمها تماماً، جوليان هائم بحبها ويبدو انه جعل منها اسعد امرأة في العالم.وماهي آخر الاخبار المحلية؟.
- لا شيء يجدر بالذكر، تتولى فيل وزوجها مسؤولية ممتلكات عائلة تالبوت بعد ان اصيب والد فيل بنوبة قلبية .
- وكيف حال فيل وزوجها؟.
سألت جاين: 
- انهما على مايرام ومتفقان اجمالاً ، تعلمين الاشاعة التي سادت في المنطقة حول هوية والد الطفل لكن يكفي ان تلقي نظرة على الولد لتعلمي انه صورة مطابقة لابيه، ابدعت فيل في دورها الجديدة كأم وهي زوجة كفوءة ايضاً.
- والسيدة تالبوت؟.
ضحكت جوي واجابت:
- قطعت كل اتصالها بابنتها اولاً حتى ولادة الطفل ، فالاحفاد صلة وصل بين الأهل واولادهم.
- هناك نهاية سعيدة لكل قصة كما يبدو.
اصبحت جاينى حسناء جميلة وانيقة .صففت شعرها تصفيفة حديثة تلائم ملامح وجهها واكتسبت ثقة قوية في نفسها ، ولاحظت انها لأول مرة تنال اعجاب وفخر امها. فغمرها السرور وفكرت ان التعبير الذي طرأ عليها خلال السنتين الفائتين كان لأجل شخص واحد ، ثيو .
وبعد العشاء خرجت جايني الى الشرفة تتأمل النجوم اللامعة في السماء وقررت جاينى ان تقصد فى اليوم التالي الخليج حيث بنت منزلها الخيالي وحيث امضت اسعد اوقاتها برفقة ثيو.
وحيث ولد حبها له ولم يزل حياً في قلبها ، يسكن اعماقها ولا يفارقها ، تراه في عينيها، وفي انعكاس صورتها في المرآة، ويرافقها اينما ذهبت ومهما طال الزمن ،كيف لها ان تتزوج شخصاً آخر؟ فالزواج التحام شخصين روحياً وجسدياً.
ثيو امتلك روحها ومايزال السيد المستبد في ملكه عندما تعود الى ذلك الشاطىء العزيز يمكنها ان تصل الى حل نهائي
وفى صباح اليوم التالي اتجهت جاينى بزورقها نحو الخليج فكرت انه من الممكن ان يكون الشاطئ قد تغير كلياً ، ربما لن تجد الاشجار والبساتين على النحو الذي الفته ، لكنها كلما اقتربت تضاعفت دقات قلبها ، فمن بعد مسافة لاحظت جايني ان الشاطىء لم يتغير ابداً، وعندما اقتربت اكثر اذهلها رؤية منزل فى مكانها المفضل . امتلأت عيناها بالدموع وهمت بالعودة الى البيت لكنها اخذت فجأة منظار ابيها لترى المنزل بوضوح اكثر ، كان بيتاً خشبياً ، نوافذه الزجاجية واسعة وطويلة ، تحيطه الاشجار من كل النواحي
اقتربت من الشاطىء وتركت زورقها لتتفقد المنزل عن قرب، جذبها شعور لم تقو على مقاومته، فالمنزل منزلها يطابق الهندسة التى صممتها ذلك اليوم الذى افترقت فيه عن ثيو، لم يتغير شيء. دخلت المنزل وراحت تتأمل المفروشات القيمة والذوق الرفيع.
كانت تملأ البيت تحف شرقية من الطراز الصيني القديم .ابتسمت جايني حين تذكرت حب ثيو لتحف الصينية ، بات كل شيء حولهت اليفاً كما توقعته وكما عهدته ان يكون ، فلا شك ان ثيو رجل ثري وما يؤكد ذلك التحف الثمينة النادرة التي تملأ زوايا المنزل ، تذكر ثيو جميع التفاصيل التي اتفقا عليها فيما يتعلق بزخرفة المنزل وهندسته واتضح لها انا لا شك ستراه في اي لحظة.
كانت تقترب ببطء وصمت نحو غرفة المطالعة التي اصر على وجودها ، وقبل ان تفتح الباب وقع بصرها على كلب اسود ممدد قرب الغرفة فادركت جايني انه سيمبا كلبها المفضل الذي تولى ثيو امر الاعتناء به خلال السنتين الماضيتين ، رمقها سيمبا بنظرة تساؤل ثم اطلق نباحاً مما ادى الى انفتاح الباب وراءه على مصراعيه ،خرج منه ثيو فاصبحا وجهاً لوجه ،ظهر على ثيو التعب و الارهاق وكأنه امضى سنتين من الاشغال الشاقة ، لكن عينيه مازالتا مفعمتين بالشوق والحب ولرؤيتها ازداد بريقهما ووقف ثيو لحظة محاولاً استيعاب مايراه ثم قال :
- جاين.......
وعانقها بذراعيه بقوة وكأنه لن يدعها ترحل بعد الآن. واشتدت قبضته حولها ،ثم ابتعد قليلاً قائلاً:
- آسف ،هل آلمتك؟
- لا ابداً
اجابت بصوت ناعم.واقتربت منه تلامس شفتيه باناملها.فقال:
- كدت افقد الامل، لا شك انك اتخذت وقتاً طويلاً لتقرري العودة الي.تركتني اتعذب فى جحيم بعيداً عنك.
- انا؟آه..انت......انت..
وفارقتها الكلمات فابتسمت ثم حاولت من جديد قائلة:
- انت الذى رحلت اولاً وغادرتني، هل تذكر، لم اتلق منك اية رسالة ولاحتى بطاقة بريدية، فمن منا المذنب؟
تمعن ثيو فى وجهها دارساً تفاصيله بدقة ثم عانقها من جديد دافناً رأسها فى صدره راغباً لو يستعيد الوقت الذى هرب من امام حبهما وشوقهما ،كانت جاينى تستمع لدقات قلبه السريعة وتشعر بارتعاش جسمه لوجودها قربه، حينئذ فقط ادركت انه فعلاً يحبها
حملها ثيو بين ذراعيه داخلاً بها غرفة الجلوس والقاها فوق الاريكة ثم جلس قربها يتأملها بامعان ،باتت عيناه وكانهما تلتهمانها وضاعت جايني في عالم من السرور والغبطة، كانت قد نسيت الى اي حد يمكن للانسان ان يكون سعيداً، انه ثيو بلحمه ودمه جالساً قربها وفي عينيه يرتسم كماكانت ترجو ان تراه منذ زمن ، بريق حب وهيام وشوق ورغبة لامتلاكها ، لجعلها سيدة قلبه وحياته، واخذ ثيو وجهها بين يديه قائلاً:
- ليس المكان ولا الزمان مناسبين ليعبر كل منا عن الحب الأسير الذي تجاهلناه لسنتين .
- حسناً.
- اذا لنسيطر على عواطفنا حتى يحين الموعد لزفافنا .
- ماذا؟ هل نقصد اننا سنتزوج ؟.
صاحت جايني بدهشة وكادت تطير من الفرح.ريحانة
- بكل تأكيد.
اجاب ثيو مبتسماً، واتجه نحو النافذة بينما وقفت جاين وراءه تتأمل جمال المنظر في الخارج، شعرت بسعادة لا توصف ، لا شك ان حب ثيو لها قوى والا لما نفجر بهذا العنف وهذا الوضوح، وهي تبادلته الحب بالقوة نفسها، ولعل موعد زواجهما سيكون قريباً جداً لأن البعد دام طويلاً وشوقهما لبعضهما لا يقوى على الانتظار بعد الآن ، ثم وردت ذهنها تسؤلات ارادت توضيحها فقالت:
- لماذا تركتني بهذه القساوة ياثيو؟ لاشك انك ادركت حبي لك منذ بدايته. 
التفت ثيو نحوها وجذبها اليه مجيباً:
- اكيد علمت بحبك نحوى قبل ان تدركى انت حقيقة هذا الشعور لكننى كنت خائفاً.
- خائفاً؟ومماذا؟
- نعم خائف لأنى لاول مرة في حياتي وجدت انى احب حباً حقيقياً ولم اعد املك السيطرة على عواطفي ولم يعجبني ذلك ابداً وادركت ان الحل الوحيد لهذا الوضع هو ان ارحل سريعاً وادعك في سلام.
- ولكن ماهو السبب؟ لماذ شعرت ان لابد لك من الرحيل؟ كان بوسعنا ان نتزوج منذ عام على الأقل، فهانحن نضيع سنتين من حياتنا معاً.
- نحن؟ لا ياحبيبتي، انا الذي اضاع عامين من حياته بينما انت رحلت واكتسبت تجارب ومعلومات قيمة ساعدتك على النمو والنضوج.
- اذاً ، هذا مااردته اليس كذلك؟ اردتني ان ارحل لأنني كنت ساذجة ودون اي خبرة في الحياة.
- هذا جزء من السبب، كنت طفلة ، فتاة في سن دراسة ، لا تعلم بوضوح مايجري في حياتها، اردتك لي ، احببتك حباً عميقاً لكنني اردت ايضاً الآن ان اتأكد من ثقتك في نفسك ، في حبك لي ، هل تفهمين السبب الآن؟.
اومأت جايني رأسها ، اظهر ثيو حكمة وذكاء ، حبه لها اقوى مما كانت تتوقع، اختار العذاب لنفسه من اجلها، من اجل ان ترى بوضوح حقيقة مشاعرها نحوه وخاطر بها ،تركها ترحل ،ربما ادرك انها ستعود اليه يوماً ما وانهمرت الدموع من عينيها عانقها ثيو قائلاً:
- لم اقصد ايذائك بعد ان نتزوج سابرهن لك عن حبي وحنيني نحوك كما لم افعل من قبل.
وجفف ثيو دموع جاينى ثم همس فى اذنها قائلاً:
- لكننى اعطيتك فرصة خلال ذهابنا معاً الى اوكلاند ذلك اليوم .فلو لم تصممي بحزم على الالتحاق بالمعهد التجارى لكنت طلبتك للزواج عندئذ، لكنى ادركت الآن ان مافعلته هو الافضل لانك كنت تحتاجين لوقت بمفردك لتقيمي درجة حبك لي وقوته...
تذكرت جايني تلك الرحلة وكم قاومت رغبتها بمصارحته بحقيقة شعورها، لكن الندم لا يفيد في شيء وكما قال ثيو ساعدتها السنتان الماضيتان لمعرفة نفسها اكثر وسألها فجأة:
- وهل تروق لك فكرة العيش برفقة انسان بارد وماكر مثلي؟.
- ثيو...
تنهدت جاين وعانقته بقوة قائلة:
- احبك ثيو واعتذر لك للعذاب الذي سببته لي لسنتين كامليتين رغم انك حاولت ان تكون نبيلاً تجاهي.
- نبيل؟
ونظر ثيو في عيني جاين واضاف:
- هذا موضوع آخر ، تعرفين القليل عن الماضي الذي عشته قبل لقائي بك، لا ادري اذا اخبرتك بيني، لكنها قالت لي ان ماجذبني اليها كان بالأخص سمعتي الماضية، اما انت فتختلفين عنها، هل يوقع ماضي النفور في نفسك؟.
- شعوري نحو ماضيك ليس شعوراً بالنفور بل بالبغض ، اكره التفكير بالنساء اللواتي تخللهن ماضيك لكن ذلك حصل قبل ان تلتقي بي، فحياتك الماضية بجميع تفاصيلها جعلتك الرجل الذي احببته، فليس عدلاً مني ان اشعر بالبغض بعد الآن، بل بالشكر.
وضحكت جاين ثم اضافت:
- لا اكترث لعدد النساء اللواتي امتلكتك قبلي مادمت انا المرأة الوحيدة في حياتك منذ الآن.
ابتسم ثيو واجاب:
- اؤكد لك اني بقيت مخلصاً لك منذ لقائي بك.
رمقته جاين بنظرة تساورها الشك فتابع قائلاً:
- الاتصدقين؟ اتشكين في حقيقة حبي لك؟ لقد جمعنا ارتباط قوي منذ ولادة حبنا لبعضنا، ارتباط اقوى من الوعد والعهود، عندما رايتك اول مرة تتفقدين شاي التي دخلت حجرة السفينة، ادركت انني وجدت نصفي الآخر.
تنهدت جاين وعانقته قائلة: 
- ثيو حبيبى كم يسعدنى هذا الخبر احبك كثيراً واعتذر لك مغادرتي . 
وقاطع سيمبا عناقهما بنباحه محاولاً لفت انتباه سيده لوجوده.ضحك ثيو واخذه بين ذراعيه ثم قال لجاين:
- اود لو تمكثي معى ، لكن سيمبا على حق ، لم يحن الوقت بعد ،تعالى لاعرفك على منزلك.
كان كل شيء يطابق وصف جاين للمنزل الذى تخيلته منذ عامين، تذكر ثيو كل التفاصيل ولم ينس الوانها المفضلة.
-كيف تذكرت كل ذلك؟
- اذكر كل شىء قلته لي.
- ادركت حبك لى حين رايت المنزل هل علمت بقدومي؟
ابتسم ثيو وجاب:
- كنت انتظرك ،تابعت تنقلاتك باستمرار خلال السنتين الماضيتين.
- كيف؟ 
- اسألي عمتك كاترين 
- آه....
ادركت جاينى ان زيارتها لاواكيبو كانت من تنظيم وتنسيق عمتها بالاشتراك مع ثيو.
- يالكما من ثعلبين وهل يعلم والدي بالخبر؟
- طلبتك للزواج من والدك منذ ستة اشهر بعد ان انتهيت من بناء المنزل، فكما ترين وقعت في فخ اعدته مؤامرة عائلية.
بقي امر واحد فى ذهنها ارادت توضيحه وهو يتعلق ببينى فسألته:
- وماذا عن بينى؟
- بينى؟ 
-نعم
كان ثيو يعلم ماوراء تساؤلات جاين.: 
- اعتقدت بينى اننى لعبة اصرت الحصول عليها لارضاء رغباتها الشخصية وكبريائها.
-أكان من الضروري ان تظهر نحوها اية عاطفة ودية؟.
- لكنها اصرت على ذلك ولم تترك لي اي خيار، صدها كان سيعقد الامور اكثر ولم تعتد بيني على من يصدها احد فكان من المهم جداً ان اعالج بلطف ونعومة اولاً، ثم اضع حداً للعلاقة بسرعة ودون اي تعقيدة.
- لكنك اسأت اليها .
- ربما كان تصرفي نحوها قاسياً لكن الوقت لم يساعدني على التصرف بأي طريقة اخرى ،كان علي ان ارحل بسرعة. 
وساد الصمت بينهما لفترة، كانت جاينى مستغرقة فى التفكير.
لم يعد الماضى مهماً بعد الآن وبداية جديدة تنتظرهما .احبها ثيو وامضى سنتين وهو ينتظر بصبر عودتها اليه وحياتهما معاً ونظر اليها ثيو وسأل: 
- اذاً؟ 
- كل شىء على مايرام
- حسناً، لا مفر لك بعد الآن ساتبعك الى آخر العالم لو احتاج الامر
ابتسمت جاينى وفكرت فى ذهنها ان ثيو اظهر اخيراً انه انسان ضعيف امام عواطفه وحبه ومهما بين عن قوة شخصية وصلابة ارادة لا يزال قلبه ينتصر على عقله ويتغلب على كبريائه وغطرسته.
- هيا لنذهب ونواجه اهلك بالخبر
واتجهها معاً الى الخارج ووقفا يتأملان الافق وقال ثيو :
- تعالى ياحبيبتى تنتظرنا حياة سعيدة ومستقبل زاهر
وامسك بيدها ومشيا معاً وغمر قلب جاين شعور بالطمانينة والراحة. انتهى النزاع وتلاشت المرارة واصبح كل شيء في مكانه كونهما معاً حقيقة اقوى من الواقع نفسه.

تمت بحمدالله

منتديات ليلاس ريحانه

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 16, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

البحار الساخر (مكتوبة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن