الجزء الاول

1.7K 170 304
                                    

تجري فتاة وسط أشجار كثيفة بينما تلهث و تلتفت خلفها بين الحين و الآخر، تجري دون معرفة اين وجهتها، هي فقط تجري و تدعو أن تصل إلى بر الأمان قبل أن يفوت الأوان و تصبح في خبر كان..
الطُرقات هي نفسها لا تعرف أين المخرج و أين المفر، و ما يُصَعّب عليها الأمر أكثر هو حلول الليل، فهي لا ترى سوا الضوء الخافت للقمر..

شهقاتها و بكائها لم يتوقفا بينما تركض.. كما لم تتوقف أيضاً دقات الطبول المنتشر صداها في جميع أنحاء الغابة ،و فجأة ظهر أمامها كيان من العدم، مما جعلها تلتف و تركض في الجهة المعاكسة، و لكن لم يتركها الكيان في حالها بل أخذ يعدو خلفها.. و بعد محاولات فاشلة من الهرب ظهر أمامها شخص آخر مقنع،في هذه اللحظة تجاوز صوت دقات قلبها صوت الطبول، تسمرت الفتاة في مكانها معلنة الاستسلام، فهوَت مطرقة علي رقبتها مما جعل صوت صراخها ينتشر في أنحاء الغابة و تفقد وعيها..

*****

"عام ١٩٦٦ هو لم يمر عليّ مثل أي عام آخر، بل كان عام مصيري.. مليئ بالمواقف العصيبة التي لا يتحملها بشر..مليئ بالخوف و الشعور باليأس..
ليتني لم أذهب الى هذه المدينة الملعونة المسماة ب(كالانا) لكن شغفي و فضولي الصحفي هو السبب.."

*

*****

أنا أسمى ( جوليكا ) عمرى 25 عامًا و أعيش فى أمريكا، أعمل صحفية فى جريدة (all the news) هذه الجريدة كانت من أشهر الجرائد عالمياً لكن أصبح الناس يفقدون إهتمامهم بالجريدة شيئاً فشيئًا ، لذلك قرر فريقى أن نبحث عن موضوع مختلف و جديد و يجذب انتباه الناس لجريدتنا مرة أخرى .

بعد هذا القرار أخذ فريقنا يبحث عن شيء غامض و مشوق لينشروه فى الصحيفة، شئٌ تقشعر له الأبدان، شئٌ يزيد مستوى الادرينالين للقارئ عند قرائته..

و لكن لا فائدة فلم نعثر على شيء و اصبحت الساعة الثامنة مساءً يعنى أن دوام عملى إنتهى فذهبت مع صديقتى الصحفية ( روز ) للمنزل فأنا و هى نعيش سويًا لأن كلانا يتيمتا الأبوين، كما أن استطاعتنا في تأجير شقة كانت صعبة المنال، لذلك نتشارك دفع الإيجار..

مررنا بالكثير من الأيام العصيبة معًا و السعيدة كذلك، هي تشبهني في الكثير من الأشياء ، نتشارك نفس الاهتمامات و نملك نفس التفكير و الآراء لذلك لا اعتبرها فقط زميلة لي في العمل أو في السكن بل نحن أعز الاصدقاء.

بعدما خرجنا من العمل أخذنا نتحدث كالعادة أثناء رجعونا من المنزل.

قلت بنبرة تملؤها التعب و الإرهاق: "انا مرهقة جداً و ليس لدي أي أمل فى عودة صحيفتنا كما كانت فى السابق"

كالانا:مدينه الغموض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن