الفتى الهزيل

11.4K 291 9
                                    

#شجون
#عواطف_العطار
#الفصل_الأول
كان خالد يجلس على مكتبه في محل الأقمشة ، شارد الذهن ، يفكر في الضائع التي سيرسلها للقاهرة ............
سمع صوت صراخ أحد العاملين بالمحل ، قام من مكانه بهدوء و ذهب لمصدر الصوت ...........
- " هل أنت غبي ؟ لقد أفسدت القماش ، كان يجب أن تحذر و أنت تنقله "
- لا يرد ذلك الفتى الصغير ..........
- قال خالد بهدوء " ماذا حدث ؟؟"
- قال العامل بغضب " لقد أرسلت هذا الصبي ليحضر لي نوع من القماش و قد تمزق و أفسده بالكامل "
نظر خالد لذلك الصبي الهزيل ، القصير و هو يرتجف خوفا و ينظر للأرض ، حتى أنه من الصعب النظر في وجهه ، بالأضافه لملابسه المهلهله الممزقة ، و القبعة القماشية التي علي رأسه و يده و قدميه المتسختين ..........
وقال له بهدوء " ماذا حدث ؟"
قال العامل الغاضب " لقد أخبرتك يا سيدي ، أنه............"
قاطعه خالد بأشاره من يده و قال " أريد أن اسمع من كلا الطرفين "
لم يتحدث الفتى و لكنه أخرج مجموعه أوراق من جيبه و قلم صغير و بدأ في الكتابة ، لم يستوعيب خالد ما يحدث و لكن بعد خمس دقائق و جد الفتى الصغير يعطيه الورقة و هو لا زال يرتجف ..............
# أنا أسف حقا ، لم أقصد أن أفسد القماش عمدا ، لقد قطعع بسبب مسمار في الحائط ، أنا لم أره ، و لكنه قطع القماش ، أرجوك سامحني ، تستطيع أن تخصمه من راتبي أذا أردت .......#
قال خالد بتعجب " لما لم تقل هذا بنفسك ، لما كتبت على ورقه ........"
أمسك الفتى ورقه أخرى و كتب شيئا بسيطا و أعطاه الورقه .........
# انا لا أتكلم #
أشفق خالد علي ذلك الصبي الضعيف و المريض ، أنه يحاول أن يكسب رزقه بقدر الأمكان ..........
قال خالد بهدوء و حزم " حسنا ، لا أريدها أن تتكرر ، سأعطيك فرصة أخرى و لكن المره القادمة ، سأطردك من العمل "
هز الفتى رأسه موافقا ..........
ذهب خالد و جلس على مكتبه من جديد بهدوء ............
كان خالد صاحب هذا المحل الفخم الكبير بعد والده ، كان المحل يتكون من ثلاث طوابق مخصص لكل أنواع الأقمشه ، الملابس ، الاثاث ، الستائر و غيره ..........
توفي والد خالد قبل أنتهاء خالد من أخر سنه من كلية الطب تعب كثيرا لينهي دراسته و بعد أن أنتهى ، أصبح يعمل في هذه المحلات نظرا لوصيه والده المتوفي ، ماتت والدته منذ زمن بعيد و هي تلد أخته الصغيرة و لم يبقى له بعد موت والده غيرها ، فأصبح لها الأب و الأم و هي أصبحت له كل شيء ..........
كان خالد يتمتع بجمال خاص ، فقد أكتسب لون شعره الأسود من والده ، أما العيون الخضراء من والدته ، بشره قمحيه ، هادئ الطباع و ذكي جدا ، أحسن أدارة المكان بعد والده رحمه الله .........
جلس خالد على مكتبه و تنهد ، ثم طلب من أحد العمال أن ينادي له عم محمد .......
عم محمد هو مساعد والد خالد _رحمه الله_ و يده اليمنى ، و كان خالده يعتبره مثل والده بل أكثر و كان يعمل بالمحل مع خالد ، رجل في العقد الخامس من العمر ، بشوش الوجه ، قصير القامه ، منحني الظهر و شعر ابيض ......
جاء عم محمد و هو مبتسما جعادته و قال " ماذا هناك يا بني ؟؟ طلبت رؤيتي ؟؟"
قالد خالد بهدوء " تفضل بالجلوس يا عم محمد "
جلس عم محمد ، فستكمل خالد كلامه " من هذا الصبي ؟؟" ، و أشار خالد بيده نحو الصبي الهزيل .
قال عم محمد " هذا صبي فقير ويتيم و أبكم كما ترى ، أحضرته هنا لكي يعمل ، فنحن نعاني من نقص في العماله و أيضا لكي يكسب رزقا للعيش ، بدلا من أن يمد يده للغير ، بالمناسبه يا ولدي ، هل يمكن أن ينام هنا مساءا ، في المحل ، فهو بلا مسكن "
تنهد خالد و قال " لا مشكله يا عم محمد ، أنا أثق بك ، و لكن يجب ألا نثق به بتلك السهوله ، فنحن لا نعرفه "
قال عم محمد مبتسما " مع حق يا بني "
قال خالد " كم الساعه ؟؟"
قال عم محمد " أنها الرابعة ، لقد أذن العصر منذ قليل "
قال خالد " حسنا ، هيا لنصلي أذا "
تنهد عم محمد مبتسما و قال " هيا ........"
#يتبع

عشق خاطئ(شجون)✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن