جزء 15

2.7K 132 3
                                    

كان حسن يقود السياة دون أي كلمة،وكانت أم آلاء غاضبة و تصرخ لما حدث و الأب لا يتحدث كعادته، بينما سامح يجز على أسنانه غيظا و يقول: سأقتلها قبل أن يعرف أحد و تكون فضيحة بين الناس.
أوقف حسن السيارة عند تلك الكلمة وقال ببرود: إذا فعلت ذلك فسأقبض عليك وأسلمك للمشنقة بنفسي. كفاك جنونا، لقد تزوجت و انتهى الأمر، يجب أن تعتادوا الأمر ، حتى تعيشوا بسلام ، حسنا.
سكتت الأم و نظرت من النافذة في غضب، بينما هدأ سامح قليلا و قال: حسنا.

أكمل حسن الطريق دون كلمة، وقد كان شارد الذهن في تفاصيل وجه أروى ، عيون سوداء حادة ، رموش طويلة، عيون مكحلة بشكل طبيعي، خصلات شعرها الهاربة من الحجاب، خصلات سوداء ناعمة كالحرير، أشعر بخنجر انغرز في قلبي، عندما رأيتها تبكي حركت مشاعري بشكل مبالغ فيه.
أفاق حسن من شروده على صوت ابراهيم يصرخ:انتبه

فأوقف السيارة بسرعة، وهو يتنفس بصعوبة. لقد كاد أن يتسبب بحادث،
قال إبراهيم: حسن أنا سأقود، فلتسترح قليلا، يبدو أنك متعب.
بدل إبراهيم وحسن المقاعد و أكمل ابراهيم الطريق .
قالت الأم ساخرة: مسكين ، سيفقد عقله منذ أن علم أنها تزوجت.
رد حسن ببرود: أنا لم أحب ابنتك قط، أما حبيبتي فلا تخافي لن تتزوج غيري وإذا حاول رجل أن يقترب منها سأدفنه حيا.
أبتلعت الام ريقها و لسانها من الخوف و لم تعلق، ولم يعلق إبراهيم أيضا وظل صامتا، بينما حسن ظل ينظر من نافذة السيارة حتى تسلل له سحر النوم و نام.

حسن.. حسن...

قال حسن بخوف: أروى أين أنتِأنا لا أراكِ. فتح حسن عينه فزعا عندما وجد أروى ملقاة على الأرض و الدماء تخرج من كل مكان في جسدها ، حملها بين ذراعيه و هو يقول:أروى، ماذا حدث؟ من فعل هذا بك؟ أروى.. أروى..أرو....
أفاق حسن على ماء انسكب على وجهه فانتفض من مكانه و نظر حوله. كانت أسرة آلاء وابراهيم بجواره.
قال إبراهيم: حسن إنه حلم ، اهدأ.
هدء حسن و أخرج زفيرا طويلا من صدره كأنه كان يختنق.
قال إبراهيم: أنت بخير؟
هز رأسه موافقا و قال: أريد الذهاب لشقتي الخاصة.
قال إبراهيم: نحن عندها بالفعل، توقعت أنك لن تذهب لمنزل أسرتك اليوم.

فتح حسن باب السيارة دون أي كلمة و صعد لمنزله.

دخل حسن إلى منزله واتجه إلى الحمام وخلع ملابسه و ظل واقفا تحت الماء الساخن هو يقول بصوت عال: اخرجي من رأسي.. اخرجي. لا أريد التفكير بكِ، لا أريد، كفى.
خرج حسن من حوض الاستحمام و لف منشفة حول خصره و نظر للمرآة الكبيرة الموجودة في الحمام. نظر بغصب إلى نفسه و صرخ اخرجي من رأسي، ثم ضرب المرآة بقبضة يده فجرح جرحا عميقا بسبب الزجاج.


في تلك اللحظة كانت أروى في المطبخ تشرب الماء، فشعرت بألم قوي في قلبها حتى أنها أسقطت الكوب من يدها فتحطم.

وضعت يدها على صدرها و هي تقول: حسن!

***************

في الصباح الباكر...
ترن تررررن ترن تررن
صوت جرس الباب.
فتحت أروى الباب في برود، فوجدت عم محمد و نور، رحبت بهم فدخلا المنزل.

شعرت نور أن أروى بها شيء غريب، تبدوأروى باردة حزينة، ليست كعادتها.

كانت آلاء تعد حقيبتها بينما أعدت اروى حقيبتها و حقيبة أخيها و بعض الطعام و العصائر و أشياء أخرى للسفر، رحب خالد بعم محمد و نور.
جلس خالد و عم محمد يتناقشان في أمور العمل بينما دخلت نور للجلوس مع أروى في الغرفة الأخرى.
نور بمرح: لمَ القمر حزين اليوم؟
أروى ببرود: متعبة قليلا
قالت نور: تبدين حزينة و لستِ متعبة.
قال أروى بحدة: قلت متعبة، متعبة.
قالت نور بتوتر: حسنا، حسنا
دخل خالد الغرفة و قال: هيا حان موعد الذهاب.
حمل خالد الحقائب وأنزلها إلى السيارة وركبت الفتيات في الخلف معا و ركب خالد وعم محمد في الأماموتحركوا متجهينإلى القاهرة.

عشق خاطئ(شجون)✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن