جزء 30

2.4K 115 5
                                    

وصل خالد وحسن إلى المستشفى و قد بدأت آلاء تعود لوعيها، فذهبوا لغرفة الطوارئ و تركوا آلاء بالغرفةوذهبوا للحسابات ليدفعوا المبلغ المستحق، لكنهما سمعا صراخا من غرفة الطوارئ...
نظر حسن لخالد و قال: كما توقعت ، تحتاج للقسم النفسي.
أسرع الاثنين و كما هو متوقع الطبيب والممرضات يحاولن تهدأتها منثورتها وتوجد ممرضة تنزف ملقاة على الأرض، فأسرع حسن و خالد وأمسك خالد قدميها بقوة وأمسك حسن يديها و قيداها إلى السرير، وصرخ حسن: أحضروا المهدئ بسرعة.
بالفعل أحضر الطبيب المهدئ وحقنها به فبدأت تهدأ بالتدريج حتى فقدت الوعي ونامت.
قال حسن بجدية: هذا يكفي لن نتحمل المزيد من الخسائر.
اتصل حسن بأحد الأطباء و طلب أن ياتي بأعضاء مستشفاه الخاصة ليأخذوها للعلاج.
كان خالد مترددا من تلك الخطوة، لكنه بعد ما رآه كان بجب أن تخضع للعلاج قبل أن يتزوجها .
بعد نصف ساعة حضرت السيارة و قيدوا آلاء جيدا وأخذوها.

كان خالد يريد الذهاب معها لكن الطبيب منعه و قال: غير مسموح، سأقوم بفحص شامل أولا وعندما ننتهي سأخبركم بما يجب فعله.

كان خالد يشعر و كأن روحه تخرج من جسده وهم يأخذونها بعيدا للعلاج، وكان يحدث نقسه: لقد جاءت للتو ، لقد.. لقد اشتقت إليها...
ذهب حسن بلا مبالاة ليسأل في السكرتارية عن نور محمد الفوال فعرف مكان الغرفة وفي أي طابق، نظر لخالد فوجده على نفس حالته ينظر للباب ولم يتحرك، فذهب إليه و قال: لقد ذهبت.
انتبه خالد له ، ولم يعلق، فاستكمل حسن: هيا، لقد عرفت أين توجد حجرة نور، يجب أن نطمئن عليها و نعرف من محمود هذا.
لم يعلق خالد ايضا ولكنه سار خلف حسن في هدوء...

كان الصباح قد جاء و بدأت أشعة الشمس تنير المكان و تقول أنه قد أتى يوم جديد.
دخل حسن و خالد الغرفةفوجداأروى نائمة على الأريكة وعم محمد نائمٌ بجوار نور على الفراش بجوار رأسها في وضعية غير مريحة، أما إبراهيم فكان يجلس على الارض في هدوء و يظهر عليه التعب. تقدم خالد من أخته ليوقظها ليذهبا للمنزل حتى تستريح قليلا و يعودوا مرة أخرى.

تقدم حسن نحو صديقه، الذي كان مسلوب الارادة يستمع لكلام حسن دون رد و دون أي تعليق، فاستند على حسن الذي قال: سأخذه إلى المنزل ، ليستريح وسنعود بعد العصر، وأنت خذ أروى و عم محمد ليستريحوا.

ذهب حسن و ابراهيم وأفاقت أروى التي كانت ما تزال تشعر بالنعاس، فعدلت من حجابها و انتظرت خالد حتى يحضر عم محمد الذي أفاق لكنه رفض أن يترك ابنته و يذهب ولكنه مع اصرار خالد عليه وافق وذهبوا جميعا ليستريحوا ثم يعودوا.

***************

- لم نعد بحاجتهم بعد الآن. انتهينا

***************


الساعة 5 بعد العصر استيقظ حسن على صوت هاتفه الملح...
رد حسن...
- فادي والدكتور علي، وجدا مذبوحين في الزنزانة يا سيدي.
انتفض حسن من مكانه: ماذا؟ كيف؟ والحراسة؟
قال العسكري: لقد تم تخديرهم جميعا بمخدر قوي.
اغلق حسن الخط في غضب و قام و ارتدى ملابسه و ذهب لمكتبه ليتابع مستجدات القضية.


**************


أفاق ابراهيم للمرة العاشرة على صوت نور وهي تضحك، لم يستطع النوم رغم الارهاق و تعب و النعاس ، صوتها في أذنه
هل ستتركني بعد ما حدث إذا كانت مظلومة؟ سأعود وحيدا مرة أخرى، بلا عائلة، وبلا أي شخص، لا أحد يهتم، أنا غبي لقد ضيعت آخر فرصة تجعلني انسانا طبيعيا ولدي حياة طبيعية، سأعود وحدي مرة أخرى..

ذهب الجميع ليطمئن على نور ولم يتحدث أحد فيما حدث لحين تهدأ أعصابها.


*************


بعد مرور 5 أشهر
في خلال الخمس أشهر شفيت نور و أصبحت تمشي و تأكل بشكل جيد، ولكن لم يزرها ابراهيم و لو مرة، كما أنهأنهأ لم يرد على مكالمات حسن. وعندما سأل بواب العماره أخبره أنه مسافر متبعا لأوامر ابراهيم بأن يقول أنه مسافر لأي زائر.
تم إغلاق القضية بعد قتل فادي و دكتور علي ضد مجهول.
أفاقت روان من الغيبوبة و لكنها تعرضت للشلل النصفي وبقيت تحت العلاج.
خرجت آلاء من المصحة النفسية بعد أن تم منعها من رؤية اي أحد من العائلة في فترة العلاج ، أخبرهم الطبيب أنها لازالت لم تشف بشكل كامل لكنها تحسنت قليلا لكنها ستأخذ أدوية تجعلها تتحسن بالتدريج.


لا زالت أروى لم تخبر حسن بقرارها، ليس لأنها تفكر بل لأنها عادت إلى الاسكندرية وهو مشغول بعمله فلم يستطع أن يسافر في تلك الفترة.

كانت نور تجلس بجوار النافذة شاردة كحالها اليومي منذ ان اختفى ابراهيم.
فقالت لهاأروى: هل ستبقين على تلك الحال؟
قالت بحزن: اشتقت إليه كثيرا.
قال أروى بغضب: لقد تسبب بكسر يدك و قدمك بل كان سيتسبب في موتك.
قالتنور بحزن: كان يجب أن أحكي له ما حدث، هو رجل وأنا زوجته ومن الطبيعي أن يغار، لقد فعل الشيء المتوقع.
تنهدت أروى و لم ترد.
قالت لها نور: ماذا عن حسن؟
قالت بملل: ماذا؟ لقد تقدم لخطبتي و يبدو أنه سيتزوجني عندما أصبح في الأربعين من عمري.
قالت نور: لكنك لم تخبريه بموافقتك.
قالت أروى بسخرية: مصر بأكملها تعرف أننا نحب بعضنا ، بل القارة. لالا بل الكوكب كله.وهو يحتاج بأن أخبره ، إنها حجة.
قالت نور: ماذا عن آلاء و خالد.
قالت: إن خالد لا يزال مصرا على أن يتزوجها معنا بفرح كبير يجمع ثلاثتنا.
ثم أكملت ساخرة: سنتزوج بعد سن اليأس بإذن الله.
ضحكت نور وضحكت أروى بينما كان خالد يستمع لكلام الفتاتين فدخل وقال: سن اليأس هاااا؟
انتفضت نور وأروى وضربته بوسادة السرير وقالت بغضب: لقد أفزعتني.
قامت نور و تقدمت لخالد و قالت في توسل: أرجوك يا خالد ، فلنذهب إلى القاهرة، أريد أن أطمئن على ابراهيم.
قال خالد: ولكننا لا نعلم أين هو.
قالت نور: لكن أنا أعلم ، لقد أخبرني أنه اشترى شقة جديدة حتى أنه أعطاني نسخة من مفتاحها وأنا أتذكرعنوان الشقة، لقد أخبرني عندما كنا نتحدث عند النيل.
تنهد خالد و قال: حسنا، غدا صباحا سنذهب، حسن أيضا يريد أن يتقدم لخطبة أروى ولكن أسرته لا تستطيع السفر بسبب مرض والدته، لذا سيخطبها في القاهرة وسيعيش في القاهرة
قالت أروى: ماذا؟ ألن أعود إلى الاسكندرية؟
تنهد خالد و هو يعانق شقيقته و قال: للأسف أنتِ ونور بعد الزواج ستعيشان في القاهرة لكننا سنأتي لزيارتكم بين الحين و الآخر.
شعرت أروى بالحزن لكن خالد نظر لها و قال بحنان: حبيبتي ، لم تعودي صغيرة ولن تكوني وحدك، نور ستكون معك، و ستمر الايام و سترزقين بأولاد و ستعيشين حياة سعيدة
قالت بحزن: أو سأموت وأتركهم.
قال بجدية: الموت و الحياة بيد الله ، هل سنعترض على قضاء الله؟
قالتأروى: لا ، بالطبع لا.
قال خالد: أحسنت، هيا استعدي لرحلة الغد.

عشق خاطئ(شجون)✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن