جزء 12

2.9K 134 4
                                    

قالت آلاء بهدوء: كما سمعتم لن أذهب معكم أنا أردت فقط أن تعرفوا أنني على قيد الحياة وبخير، لكنني لن أذهب إلى أي مكان.
ابتسم خالد مما قالته آلاء، بينما صرخ حسن: ستذهبين شئت أم أبيت.
قالت آلاء بغضب: لا لن أذهب و لن أتزوجك، أنا أكرهك.
أمسكها من ذراعها و قال: ستذهبين و لن أكررها.
بدأت في البكاء و نظرت لوالدها الذي صمت و نظر بعيدا و كأنه يوافقه الرأي كالعادة ، فجاءتها فكرة مجنونة، لكن ستجعلها تبقى مع خالد و أسرته ويبتعد عنها هذا الحقير.
فقالت في بكاء: أنا متزوجة بخالد.
صدم خالد و لم ينطق و نظر لها الجميع في صدمة، ولم يستطع عم محمد أو نور أو أروى أن ينطقوا، فقد كانت صدمة لهم.


تركها حسن من الصدمة وقال: ماذا؟ ماذا قلتِ؟ لم أسمع.
قالت و هي ترتعش: أنا زوجة خالد.
صفعها حسن بقوة فنزفت أنفها، فانهال عليه خالد بالضرب، و بدأ العراك بينهم من جديد، حتى فصل بينهم عم محمد و ابراهيم و سامح ووالد آلاء.
صرخ خالد بغضب: إذا لمست شعرة من زوجتي سأدفنك حيا.
كان سعيدا من داخله بكلمات آلاء و يرغب حقا في أن يكون زوجها.
قال حسن بغضب: ستتطلقها. بل أنك لم تتزوجها، كيف تتزوجها و هي بلا ولي أمر؟
قامت آلاء و مسحت دماء أنفها بيدها و قالت: لقد تخطيت ال21 من عمري، لست قاصر، وأستطيع أن أزوج نفسي.
حاول حسن أن يضربها لكن تلك المرة، ضربته أروى بالصاعق في ظهره ، فارتعش من الكهرباء و سقط فاقدا الوعي.
صرخت الأم و قالت: ماذا فعلتِ؟
قال أروى ساخرة: أستعجب منكم، تركتموه يضرب ابنتكم و لم تنطقوا، والآن أنتم خائفون عليه؟

ثم وجهت كلامها لآلاء و قالت: هل أنتِ متاكدةأنهم عائلتك؟أنا أشك في هذا.
صرخت الأم: اخرسي.أنتِ فتاة عديمة التربية.
صرخت اروى: اخرسي أنتِ. أنتِ في منزلي و تفعلين هذا! بالإضافه أننا لا نريدك هنا. ألم تري ابنتك؟ حسنا هذا يكفي، فلترحلوا، إنها زوجة أخي و لن ترحل معكم ، فلتأتوا لتزوروها من حين إلى آخر.
قال خالد: أروى كفى.إنها أكبر منك ، عيب.
قالت الام ساخرة: عيب؟ و هل الزواج من فتاة دون علم أهلها ليس عيبا؟

قال خالد بهدوء: أولا أنا لم أعرف أن لديها أهلا إلا اليوم، كنت أظن أنها يتيمة، بالإضافة إلى أن حالتها النفسية لم تسمح بالضغط عليها. على أي حال نحن أمام أمر واقع، أنا زوج ابنتكم، وابنتكم على قيد الحياة، و هذا الشخص إذا اقترب من زوجتي مرة أخرى، سأقوم بعمل محضر في قسم الشرطة بعدم التعرض لها و لي و لعائلتي ، مفهوم!
صرخ سامح: أنت مخطئ و تضع الشروط أيضا؟
قال خالد بهدوء: أنا أحترمكم لأنكم في منزلي، و لكن أنا أستطيع أن أطردكم من هنا و أمنعكم من رؤيتهامدى الحياة. هل سنتعامل كأسرة؟ أم أنكم ستعتبرون ابنتكم ميتة منذ الآن؟
لم ينطق الجميع و جلس الأب والأم ونظر سامح لأخته و قال: حسبي الله ونعم الوكيل.
قال خالد: أروى، حضري العشاء أنتِ ونور للضيوف، أريد التحدث مع آلاء على انفراد لدقيقة.
سارت آلاء خلف خالد لغرفة النوم، دخل خالد و دخلت آلاء خلفه و أغلق الباب.
قالت آلاء بحزن: أنا آسفة ، أنا...
وضع يده على فمها بحنان و قال: هشششش لا عليك، أنتِ لا ترغبين بحسن، و عائلتك ستجبرك على الزواج به، بالإضافة إلى أنك أردتِ البقاء معنا، بحجة قوية. ولا تريدين دخول مستشفى الأمراض العقلية، و تريدين أن تكشفي المجرم، وأن تبقي مع الفتيات. أنتِ سعيدة معنا ، صحيح؟

أبعد يده عن فمها، فابتسمت و هزت رأسها موافقة.
تنهد و قال: لا عليك ، سنتصرف أمامهم كأننا متزوجين و بعد أن يرحلوا ، سنعود كما كنا ، العمل و الحياة كما هي، بل و سنبحث عن المجرم، موافقة؟
ابتسمت عينها قبل فمها الصغير و قالت: موافقة
كانت لمعة عيناها تدغدغ مشاعره وقلبه وشعر بقشعريرة تسري في جسده فقال في توتر: هيا لنذهب لنتناول العشاء.
نقل سامح وابراهيم حسن للغرفة الأخرى، حتى يفيق وجلس الجميع ليأكلوا. كان الجميع في توتر، الكل يتصنع أنه يأكل عدا إبراهيم و نور، يتبادلان النظرات و الابتسامات و خالد وآلاء يأكلان بشهية كبيرة، كأنه لم يحدث شيء.

كانت أروى تنظر على الغرفة الموجد بها حسن وتشعر بالقلق عليه كثيرا، أما عم محمد كان يراقب وضع خالد وآلاء و لم يعجبه ما حدث،وأما عائلة آلاءفقد كانوا في قمة غضبهم لكن لم يستطع أحد التحدث.

عشق خاطئ(شجون)✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن