جزء 16

2.6K 130 2
                                    

كانت أروى في حالة سكون غريب لم تنطق طوال الطريق بحرف، ليست كعادتها تمرح و تضحك و تشاكس.انزعج خالد لما حدث لأخته و تمنى لو كان قد سمع ما قاله حسن لها. لو كان قد قتله قبل أن يكسر قلب فتاته الصغيرة بهذا الشكل.
توقف خالد عند استراحة على الطريق و ذهب ليشتري بعض الأشياء، بينما قامت آلاء و نور بفتح العلب وإخراج الشطائر لتناول الفطور، لم تهتم أروى و ظلت تنظر من النافذة.
جاء خالد بعد فترة ليست بكبيرة و هو يضحك و قال لأروى: أحضرت شكولاته لطفلتي الصغيرة.
لم تتحرك أروى مثل عادتها بل نظرت له في برود و قالت: شكرا.
ضرب خالد بقبضه يده السيارة بعنف و قال في غضب: ماذا بك يا أروى ، الي متى ستظلين بهذا الشكل؟
لم ترد أروى و ظلت هادئة.
قال عم محمد بهدوء: خالد، أختك مريضة وليست على طبيعتها منذ الأمس فقط ، لا مشكلة ، هيا لنكمل طريقنا.
دخل خالد السيارة في غضب و سار بسرعة ، لدرجة انه وصل في أقل من ساعة إلى القاهرة، لم تهتم أروى كثيرا و ظلت هادئة كما هي.
قال عم محمد: آلاء صفي عنوان منزل أسرتك لخالد، يجب ألا تنقطعي عن عائلتك ويجب أن تتصالحوا.
قالت آلاء: حسنا، هي فيلا في مصر الجديدة، في شارع... عمارة رقم...

اتجه خالد للمكان المطلوب، وقد كانت فيلا فخمة جدا، تتكون من طابقين، مبنية على أحدث طراز، ذات حدية واسعة مليئة بالأشجار والزهور ويوجد أمن و كلاب حراسة وغيره. إنها غنية.
خرج الجميع من السيارة وبالطبع تعرف الأمن و بواب الفيلا على آلاء ورحبوا بها و سمحوا للجميع بالدخول وقالت لهم آلاء إن بإمكانهم أن يدخلوا في أي وقت إلى المنزل.
دخلت آلاء إلى المنزل وخرجت الام و الاب و سامح و نظروا لها في تعجب.
قالت الأم في حماسة: ستتركين هذا الشخص و تتزوجين بحسن صحيح؟
قالت آلاء في حدة: بالطبع لا.
ابتسم خالد لرد فعلها بينما همت أروى بالذهاب فأوقفتها نور قائلة:إلى أين؟

قالت أروى في حدة:أشعر بالاختناق. سأبقى خارجا في الحديقة.
قالت نور بقلق: اعتني بنفسك.

تركتها أروى و خرجت إلى الحديقةوظلت واقفة وهي في شدة غضبها وأخذت تضرب الأرض بقدمها و هي تقول: حسن حسن حسن...
- ماذا؟
انتفضت أروى من مكانها و نظرت لمصدر الصوت. كان حسن خلفها مباشرة.وكانت ملامحه باردة جدا.
قال ابراهيم في سعادة: هل نور في الداخل.
قالت أروى: نعم
فأسرع ابراهيم إلى الداخل.
ظل حسن وأروى ينظران لبعضهما ببرود ، فقال حسن بنفس البرود: ألن تدخلي؟
قالت: لا.
رد: جيد
قالت ساخرة: أسرع إلى الداخل أنت الآخر لتراها.
توقف حسن لدقيقةفقد شعر بغيرة أروى فابتسم قليلا ثم عاد للبرود مرة أخرى ونظر لها و قال: هل تغارين؟
قالت بتوتر و هي تفرك أصابعها كالأطفال: أغار؟؟ لمَ سأغار عليك؟
قال: لم أقصد أن تغاري علي، بل تغاري منها، هي محبوبة من الجميع.
نظرت له بحزن و قالت: هل تظن أنني بهذا السوء؟
وبدأت أروى في البكاء و كأنها كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير.


رفع حسن رأسها بهدوء ووضع وجهها الصغير بين كفيه و مسح دموعها وقال: أعتذر لم أقصد ان أجعلك تبكين أنا آسف حقا. أنتِ بريئة جداكالاطفال. حقا أصبحت أخاف أن أمزح معكِ فتبدأين بالبكاء كالطفلة الصغيرة.

ابتسمت وأبعدت يداه عنها، ولكن ملامحها تغيرت عندما وجدت تلك الضمادة على كفه.قالت بخوف: ما هذا؟ ماذا حدث؟
توتر حسن ليس من سؤال أروى بل لأنها تمسك بيده. لم يشعر بهذا التوتر من قبل، فقال في تلعثم: لقد جرحت بالزجاج عن طريق الخطأ.
صرخت به: يجب أن تنتبه أكثر من ذلك. أفهمت؟أرجوك احذر.
ابتسم و قال: حسنا.
ابتسمت أروى و أبعدت رأسها خجلا من نظراته ثم قالت في إحراج: هل تحسن حال ظهرك؟
قال بمزاح: أحقا!تقتلين القتيل وتسيرينفي جنازته.
ضحكت أروى و قالت:أنا حقا لم أقصد، لقد أفزعتني.
قال حسن: ماذا؟ هل ستفعلين هذا كلما أفزعتك؟
قالت بمرح: امممممممم ممكن...
ثم أخذت تجري لداخل المنزل.
ابتسم حسن و قال: لماذا أشعر بكل تلك السعادة؟ اااه أيتها الصغيرة الشقية.
دخلت أروى و هي تجري و تضحك و جلست في الصالة وسط العائلة.

عشق خاطئ(شجون)✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن