عشق خاطئ(شجون)✔️

جزء 19

ترك خالد وابراهيم سامح بعد أن أوسعاه ضربا وأسرعا إلى حسن الذي كان يصرخ بأروى كي تستيقظ.
جاء خالد مسرعا و حمل أروى بين ذراعيه و قال لا وقت للصراخ يجب أن نذهب إلى المستشفى بسرعة، و بالفعل أسرع خالد نحو سيارته لكن أوقفه حسن و فتح له باب سيارته الخاصة و طلب من خالد أن يضع أروى في الكرسي الخلفي و هو معها ليعتني بها حتى يصلوا وصعد مع ابراهيم في الأمام.
أدخل خالد أروى إلى السيارة وركب معها. وقبل الانطلاق صرخ حسن بعم محمد: خذ آلاء ونورحالا إلى السيارة الأخرى واخرجوا من المنزل.

مرت ساعة...
ساعة من الصمت، الصمت المرعب.

كل فرد موجود أمام الغرفة شارد في أمر مختلف. آلاء تفكر بخالد وأروى وما فعله أخوها. خالد يفكر بآلاء وأخته.حسن يفكر بصغيرته ماذا سيكون حالها عندما تفيق؟ هل ستعود لها البسمة مرة أخرى؟ نور تفكر بصديقة عمرها ورفيقتها في كل شيء وعقد قرانها الذي انتهى بكارثة.
عم محمد يبكي حزنا وهو يقول لنفسه إنه لم يستطع أن يحافظ على الأمانة التي وصاه عليها صديقه قبل موته. وابراهيم قلبه يتمزق لحال نور.

وفي تلك اللحظة خرج الطبيب من الغرفة فأسرع الجميع إليه.

قال حسن في توتر و قلق: ما الأخبار؟ أهي بخير؟
تنهد الطبيب و قال: لدي اخبار جيدة و سيئة. الجيد هو أنها بخير،هناك كدمات ستزول مع الوقت والادوية والكريمات التي سأطلب منكم أن تحضروها. وقد قمنا بعمل جلسة أكسجين لها حتى تستطيع التنفس مرة أخرى إلى حين تشترونلها بخاخ ربو تحسبا لأي شيء.

يبدو أيضا انها تعرضت لاعتداء فقمت بالكشف عليها فلا تخافوا هي بخير.

أما الخبر السيء فهو أنها قد تعرضت لصدمة كبيرة وخوف شديد سبب لها نوبة الربو وفقدان مؤقت للنطق. هيلن تتحدث لفترة حتى تهدأ نفسيا، لذا يجب ان تتعاملوا معها بحذر شديد.
كان وجهحسن يزداد احمرارا من الغضب و يضغط على أسنانه غيظا وهو يكور قبضته. كم كان يتمنى أن يكون سامح أمامه الآن ليقتله.

قال خالد: هل يمكن أن ندخل إليها؟
قال الطبيب: بالطبع، هي قد أفاقت منذ دقائق، لكن يجب الحذر في التعامل معها.
قبل أن يكمل الطبيب كلامه أسرع حسن لداخل الغرفة وأسرع نحو أروى وعانقها بقوة و هي أيضا تمسكت به بشدة وبدأت في البكاء الشديد والارتعاش، كانت تقول اسمه على مقاطع كأنها طفل صغير يحاول أن يكون جملة لكنه يفشل، حقا إنها لا تقدر أن تتحدث من الخوف.
قال حسن بصوت رخيم و بهمس: هشششش، اهدأي أنا هنا، لن يستطيع أحد أن يلمس شعرة منك يا صغيرتي. أعدك، سامحيني لأنني تأخرت عليك، أرجوكي سامحيني.
كان بكاء أروى يزداد وارتعاشها أيضا
أبعدها حسن قليلا عنه ووضع وجهها بين كفيه و قال بهدوء: أنتِ فتاة جيدة وستسمعين ما أقوله وستنفذينه صحيح؟
هزت رأسها موافقة من بين دموعها و شهقاتها.
مسح دموعها بيده بهدوء و قال: أريدك أن تهدأي وألا تبكي حتى تتحسني وتخرجين من هنا بسرعة، إذا ازادت حالتك سوءًا سيضطر الطبيب أن يجعلنا ألا نراكي حتى تصبحين بخير، هل تريدينأن أذهب وألا ترينني مرة أخرى؟

دخلت بين أحضانه وتمسكت بملابسه بقوة وهي تهز رأسها نافية، فأبعدها حسن و جلس أمامها وقال بهدوء: جيد، والآن هلا هدأتِ ومسحتِ هذا اللؤلؤ الذي ينزل مع هذا العيون الجميلة.
ابتسمت و مسحت عيونها بيدين مرتعشتين.

كان الجميع يراقب ما يحدث بصمت...
للحظة شعر خالد بسعادة.أخته وجدت من يفهمها و يحب طباعها المجنونة، لا بل إنها تطيعه أيضا، هل تلك أروى حقا؟هل تلك المتمردة التي لا تهتم لأحد؟
لكنه عاد و قال لنفسه حتى وإن كانت مريضة وكان يحبها ليس له الحق أن يعانقها بهذا الشكل.
تقدم خالد بهدوء ونظر لأخته وقبل حتى أن يجلس على السرير ارتمت في حضنه و عانقته بشدة و تمسكت به.
ربت على شعرها بحنان و قال: لا تخافي يا أميرتي، نحن جميعا معك هنا، لن نتركك مرة أخرى، أعدك يا حلوتي الصغيرة.
أبعدها عنه قليلا و قال بمرح: إذا تكرر ما حدث الآن بينكما. ونظر إلى حسن ثم أكمل: لن أتحدث معك أبدا، مفهوم؟
احمر وجهها و هزت رأسها موافقة.
وضع قبلة على رأسها وقال بحنان: سنحضر الطعام لكي تأكلي و تأخذي الدواء، حسنا!
هزت أروى رأسها موافقة.

بعد ان كانت أروى تبتسم، بدأت تبكي وتتحرك في السرير بشكل غريب وهي تشير إلى الباب.
نظر الجميع إلى الباب...

كانت آلاء قد دخلت الغرفة، قالتآلاء: أريد أن أتحدث إليك يا أروى أرجوك.
وضعت أروى يديها علىأذنها وكأنها ترفض الكلام وأغمضت عيناها وتكورت في سريرها خائفة

قال حسن: آلاء إذا سمحتِ تفضلي خارج الغرفة قليلا.
خرجت آلاء وهي تبكي، بينما حاول الجميع أن يهدأوا من خوف أروى.

خارج الغرفة...
يسير شخص طويل القامة، أسمر البشرة قوي العضلات و كبير الجسد، يحمل قماشة مبتلة بشيء ما في يده، ويقترب من آلاء دون أن تلاحظ.

قيدها ووضع القماشة على فمها وقال هامسا: أنتِ الشاهد الوحيد لذا يجب ان تختفي إلى الأبد.
فتحتآلاء عينيها فزعة ولكن سرعان ما ارتخى جسدها من أثر المخدر الموجود على القماشةفحملها الرجل على كتفه وذهب.