البارت الأول:

7.7K 80 3
                                    

كانت جانغ مي جالسة على الكرسي مقابل المرآة في الفندق الذي سيقام فيه الزفاف. تنظر لنفسها وهي مرتدية ثوب زفاف من آخر الصيحات. اعتادت على رؤيته في مجلات الموضة. ومصففة الشعر تضع آخر اللمسات عليها. في الوقت الذي كانت المصففة تمتدح شكل وجهها وعيونها وبشرتها وتوضح لها كيف أنها لا تحتاج الكثير من الجهد لتجعلها تبدو في غاية الروعة غرقت جانغ مي في بحر أفكارها. إنها تفكر في كل الأحداث والأمور التي أوصلتها لتجلس على هذا الكرسي اليوم.
Flashback
قبل شهر، في قاعة التأبين أسفل مستشفى "بيون وون" في سيوول:
كانت جانغ مي ترتدي الهانبوك الأسود وتزين شعرها الداكن بربطة بيضاء  دلالة على كونها من أقارب المتوفى. وبجانبها وقف شقيقاها الأصغران لوهان وبيكهيون مرتديين طقمين أسودين بدورهما ويضعان شريطين أبيضين على ذراعيهما أيضا، فالمتوفى هو والدهم. بعيون ملأتها الدموع تقبلت جانغ مي التعازي من الوافدين غير قادرة على رفع رأسها أو النظر إليهم. شقيقاها الأكبران سيهون و سوهو قائمان على خدمة الضيوف من تقديم للطعام والمشروب. أحست جانغ مي بدوخة طفيفة وكادت تسقط لولا أن أمسكها شقيقاها ليهمس لها لوهان:
- نونا، كوينتشانا؟(هل أنت بخير؟)
- أوه، كوينتشانا! أجابته جانغ مي بابتسامة دافئة ومطمئنة. واعتدلت في وقفتها. لا يمكنها السقوط الآن. هي تعرف أن إخوتها يستمدون قوتهم منها. فقد كانت بمثابة الأم لهم بعدما تركتهم أمهم في سن مبكرة. أمهم؟ كم تشتاق إليها جانغ مي في هذه اللحظات. الآن وقد تركهم والدهم أيضا أحست بأنها وحيدة. رغم امتلاكها أربعة أشقاء رائعين لكنها تحس بأن العبء قد ازداد على كاهلها. فبعدما كانت تلعب دور الأم في وقت مضى يبدو لها أنها ستلعب دور الأب والأم الآن. "لابد أني غبية! ما هذا الذي أفكر به الآن في هذا الوقت؟ آسفة أپا. أنا ابنة غير بارة بالفعل." وأخذت دموعها تتساقط دون أن تتمكن من إيقافها. أحست بذراعين قويتين تحتضنانها وصدر عريض يؤوي وجهها وانطلق ذاك الصوت الحنون يخفف عنها بينما يد تربت على ظهرها:
- " شوووت جانغ مي~اا... لابأس. لا تبكي أختي الصغيرة. حسنا؟ تعرفين أنك إن بكيت فلن نستطيع الصمود نحن أيضا!" حدثها سوهو محاولا تشجيعها وجعلها تتوقف عن البكاء.
مسحت دموعها ورفعت رأسها لتقابله بابتسامتها الخجولة كالمعتاد. عاد هو لما كان يفعله، بينما أمسك كل من لوهان وبيكهيون يدي أختهما وكأنهما يقولان "نحن معك، لا تقلقي كثيرا".
لحظات مرت ودخل فريق من المعزين كلهم يرتدي الأسود. تعرفت عليهم جانغ مي مباشرة فهؤلاء يكونون فريق الصحفيين الذين تعمل معهم في الجريدة. تقدم كل منهم واحدا واحدا وحملوا زهرة وضعوها أمام صورة والد جانغ مي وقدموا احترامهم بينما أشعلت الفتيات عيدان العنبر. ثم توجهوا نحو زميلتهم وانحنوا تعبيرا عن احترامهم وأساهم لما أصابها.

بادلتهم الانحناء وأشارت إليهم ليتبعوها نحو قاعة الطعام

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

بادلتهم الانحناء وأشارت إليهم ليتبعوها نحو قاعة الطعام. هناك طلبت من أخويها التوجه نحو غرفة العزاء وتركها تهتم بخدمة الضيوف. عرضت عليها بعض زميلاتها في العمل المساعدة بقلب صادق فوافقت جانغ مي شاكرة.
مرت لحظات على هذا الحال ليسمع صوت صراخ وشجار قادم من غرفة العزاء. تركت جانغ مي ما بيديها بسرعة وتوجهت إلى هناك بعدما انحنت معتذرة للضيوف وطلبت منهم عدم القلق.
بدخولها إلى الغرفة وجدت رجالا ذوي جثث ضخمة يحيطون بالمكان. يبدون وكأنهم أفراد عصابة ما. ألقت نظرة فاحصة على المكان لتجد أحد الضخام يمسك بشقيقها سوهو ويلصقه مع الحائط حتى لا يأتي بحركة. بينما آخر قد لوى ذراع سيهون خلف ظهره وثبت رقبته بيده القوية. شخص ثالث تمكن بسهولة من تثبيت لوهان وبيكهيون ذوي البنية الضعيفة لوحده فقد أمسك كلا منهما من ذراع بطريقة لا تمكنهما من الإفلات. كان الأشقاء الأربعة يحاولون الخلاص من أيدي محتجزيهم لكن لم يستطيعوا: كل ما نتج عن محاولاتهم هو حركات عشوائية دون فائدة وتخبطات في مكانهم.

لم تفهم جانغ مي شيئا وبينما هي كذلك سمعت صوتا مزعجا يصدر خلف ظهرها استدارت لتجد رجلا كبير السن خالط شعره الأسود بعض الشيب الرمادي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لم تفهم جانغ مي شيئا وبينما هي كذلك سمعت صوتا مزعجا يصدر خلف ظهرها استدارت لتجد رجلا كبير السن خالط شعره الأسود بعض الشيب الرمادي... بشرته تبدو متعبة بفعل الزمن... وعيونه شبه المغمضة أثقلها ما مر به في حياته... لمحت شخصا يهرب من الغرفة فاستنتجت مباشرة أنه أحد المعزين فر من شدة الذعر. واصل ذاك الرجل المسن التقدم نحوها وهو يرسم ابتسامة لم تفهم جانغ مي معناها تماما. لكنها بكل تأكيد أحست بالهالة القوية التي كانت تحيط به. هالة تدل على مدى ثقته بنفسه... واعتزازه بمكانته... وشيء آخر استعصى عليها قراءته. رأت يده ترتفع نحوها ولكن لم تعرف ما الذي جعلها تتجمد مكانها فلم تأت بحركة. صرخ سوهو آمرا الرجل ألا يلمس شقيقته. لكن هذا الأخير اكتفى بالابتسام أكثر... ابتسامة خبث... وبحركة خفيفة من يده التي توجهت نحو جانغ مي التقط شيئا ما كان على شعرها ثم أظهره أمام جانغ وكأنه يقول:  " ما من داع للقلق، كل ما أردت فعله هو إزالة هذه الورقة من على شعرك" ترك الورقة فتهاوت أرضا ثم واصل سيره نحو منصة التأبين. أخذ زهرة وضعها أمام صورة المتوفى وحمل عود عنبر أشعله وثبته داخل الآنية المخصصة له. وانحنى احتراما للميت. وما إن استدار حتى جلب له رجاله الإخوة الأربعة واصطفوا أمامه فقدم لهم العزاء وهو يربت على ذراع كل واحد منهم. لكنه طيلة هذا الوقت لم ينطق بكلمة واحدة. فعل كل هذا ساكتا. لم تطمئن له جانغ مي إطلاقا لأن إخوتها لم يكن يبدو عليهم أنهم يحبون الوافد الغريب. ما إن انتهى الرجل من تقديم تعازيه، استدار نحو جانغ مي وابتسم لها مجددا. وقبل أن تفهم جانغ ما يحدث استدار نحو أشقاءها ثانية ووجه إليهم ركلات متتالية سقط على إثرها الأربعة يتلوون ألما على الأرضية الخشبية. فزعت جانغ مي وهرعت إلى إخوتها تتفقدهم. ثم رفعت وجهها تريد أن تصرخ بالرجل لكنها تجمدت عندما رأت تحول ملامحه: اختفت الابتسامة ليحل محلها تكشيرة تدل على كونه سفاحا بدم بارد. وظهرت تجاعيد وجهه أكثر دالة على غضبه الأحمر. وصرخ بهم قائلا:
- هل تعرفون ما أشد ما أكره؟ أن يعتقد جرذان صغار مثلكم أنه باستطاعتهم خداع تاي غوك وأخذ أمواله وهو هاديء لا يحرك ساكنا.
يتبع...
🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻

The Wrong Bride (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن