البارت الثاني:

2K 30 1
                                    


"تاي غوك؟" أين سمعت جانغ مي بهذا الاسم من قبل؟ وقبل أن تسترسل في أفكارها عاد المسمى تاي غوك يعوي صارخا:
- أظنني وضحت لكم جيدا في البداية شروط العمل معي. أين أموالي؟ أين فوائدي؟ أين الأرباح؟ وركل ذراع سيهون بقدمه مجددا. قفزت جانغ مي نحو سيهون تتفقده بينما ذاك الزائر يجوب القاعة مستشيطا غضبا. حمم غضبه تتدفق من كل مكان. تجمع بعض المعزين عند باب الغرفة لكن لم يجرؤ أحد على الدخول أو التدخل في الأمر. "أپا، أين أنت؟ " ذاك كل ما فكرت به جانغ ودموعها تتهاطل مبللة خديها.
- لم تكتفوا بأخذ أموالي وخسارتها كلها فقط بل تهربتم من الدفع ومن مقابلة رجالي أيضا. قال الرجل وهو يبصق ما تجمع من لعاب في فمه. هل ظننتم أنكم ستهربون مني إلى الأبد؟
تحدث سوهو وهو أكبر الإخوة قائلا: تعرف أن الكمية التي تدين لنا بها كبيرة جدا فمن أين لنا بها بين ليلة وضحاها؟ نحتا...
وقبل أن يكمل جملته قاطعته ركلة أخرى من تاي غوك: من أين لكم؟ من أين لكم؟ كيف أتيتم بالشجاعة والوقاحة لتطلبوا مني المال وأنتم متأكدون من إعادته وقتها. ها؟ بين ليلة وضحاها تقول؟ هل تسمي سنة كاملة ليلة وضحاها؟ أيها الجرذ العفن. وجعل يركل الإخوة أربعتهم دون رحمة بينما جانغ مي قابعة في مكانها تحاول استيعاب ما يحصل. فجأة، وقفت وقالت بصوت مرتجف:
- أرجوك توقف. تشيبال!
ساد الصمت في المكان. توقف تاي غوك عن ضرب إخوتها ونظر إليها. فاستطردت قائلة وهي تحاول تجميع ما لديها من شجاعة لتجعل صوتها مسموعا:
- أرجوك، مهما كان ما فعله إخوتي لك، أو المبلغ الذي يدينون لك به. أترجاك أن تسمح لنا بإتمام مراسيم الجنازة والدفن ثم نتفرغ لك. أرجو أن تتفهم الظرف الذي نمر به حاليا. أنا لا أطلب منك الكثير من الوقت. الدفن سيكون اليوم مساء. لذلك يمكنك زيارتنا في البيت بعدها. أوه! رجاء. وانحنت له لتسعين درجة.
وضع تاي غوك يديه في جيبي بنطاله، واقترب من جانغ مي ليهمس بالقرب من أذنها كالأفعى:
- هل تحسبينني غبيا؟ هل تطلبين مني أن أتركهم يهربون مجددا؟ وأمسك بذقنها بين أصابعه الخشنة فشهقت جانغ شهقة عالية. ونزلت دموعها مجددا. استغل سوهو وسيهون الفرصة ودفعا الرجلين الذين كانا يحرسانهما واستنقذا جانغ من بين براثن الوحش الذي كان يعذبهما. جعلاها خلفهما وقال سيهون بصوت واثق:
- لن نهرب منك. إنها جنازة والدنا. لن نقلل احترام والدنا بعد موته.
- أجل، ثم يمكنك ترك رجالك يرافقوننا في الجنازة إن لم تثق بكلامنا. أكمل سيهون وهو يتحدى تاي غوك بنظراته.
انضم لوهان وبيكهيون للدرع الذي شكله الأكبران حول جانغ مي وقد اكتسبوا الثقة من كلام أختهم. برؤيته لذلك، أخفض تاي غوك رأسه واستدار مغادرا وهو يقول: " الليلة على العاشرة في الشقة رقم 203 بالطابق الثاني من المبنى الثالث، المجمع السكني"  كونغ مول". "إنه عنوان شقتنا!" فكرت جانغ مي مدركة أن الشخص الذي يتعامل معه إخوتها لا يمزح أبدا.
أراد رجاله الانسحاب ومرافقته لكنه توقف واستدار مخاطبا إياهم: " كلا، كلا، سنأخذ برأي الشاب ذي الشعر الأشقر هناك ( مشيرا لسيهون). فلتبقوا هنا وتساعدوا بمراسم الدفن يا شباب." وأنهى كلامه بابتسامة خبيثة وغادر بخطى متباطئة.
حول الإخوة انتباههم لأختهم يتأكدون من سلامتها. طمأنتهم بابتسامة كاذبة فعيونها أبت التوقف عن البكاء. سألتهم عن حالهم فهم من تعرض للضرب. ابتسموا وطمأنوها أن لا شيء سيئا أصابهم. بعض الكدمات فقط. لم تستطع جانغ مي الصمود أكثر، بدأت بالبكاء بصوت مرتفع وهي تشهق. جانغ مي ذات الشخصية الخجولة والهادئة،   الرقيقة رقة الزهور، الضعيفة التي تتمايل مع هبة النسيم، تجعلها الحياة تواجه هذا الكم الهائل من المصاعب في وقت واحد. من أين لها القدرة على المواجهة؟ برؤيتهم لهذا المشهد، لم يستطع لوهان، بيكهيون وسيهون منع أنفسهم من البكاء. أخذ سوهو إخوته في حضن جماعي وأغمض عينيه ليتنفس بعمق ويقول بصوته الدافيء والمشجع: " إيدرا! ( يا أولاد!)، تشجعوا. سنواجه كل شيء معا. اتفقنا؟ وأنا لا أزال هنا! لن يصيبكم شيء ثقوا بي."
رئيس التحرير الذي كان من بين الأشخاص الواقفين عند الباب يشاهد ما يحدث فضل ترك الإخوة وعدم التطفل عليهم في هذه اللحظات، استدار نحو المتجمعين خلفه وابتسم لهم وهو يطلب منهم العودة لقاعة الطعام بلطف. استجاب له الحاضرون والتحقوا بطاولاتهم في سكون مهيب.

The Wrong Bride (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن