البارت الثالث:

1.1K 32 1
                                    


- النصب؟! استفسرت جانغ مي مندهشة.
- أجل. عقدنا صفقة مع طرفين تبين لاحقا أن أحدهما شركة وهمية. تابعتنا الشركة الأخرى قضائيا وصدر حكم بإغلاق مكتبنا ودفع تعويض خيالي للشركة التي قامت بمقاضاتنا.
قاطع سيهون كلام سوهو بنبرة يائسة قائلا:
- يعني فقدنا كل أموالنا ومصدر دخلنا أيضا. وأموال ذاك التاي غوك بكل تأكيد.
- لم لم تطلبوا العون من أبي؟ استفسر لوهان الذي تبين أنه لا يعلم بالقصة هو الآخر. لا هو ولا بيكهيون.
- في تلك الفترة ساءت صحة أبي كما تذكرون. كما أن أعماله لم تكن مزدهرة جدا. لم نشأ إلقاء أعباءنا عليه.
- عليك أن تقول كيف ظهر لنا تاي غوك من العدم بقصة الفوائد الرهيبة التي بدأ يلاحقنا بها. أضاف سيهون ساخرا.
- ما الذي تقصده هيونغ؟ سأله لوهان.
- لا أدري أي جزء من العقد بيننا وبين تاي غوك لم أقرأه جيدا. لكني متأكد أن القصة ليست كما قال. لابد أنه غير العقد أو ما شابه. أجاب سوهو بينما نظره ساه في مكان ما من الأرضية.
- هلا وضحتما لنا أكثر عما تتحدثان كلاكما؟ قالت جانغ مي بعدم صبر. وقبل أن يتمكن أي منهم من قول أي حرف دوى صوت جرس الباب متزامنا مع دقات ساعة الحائط القديمة معلنة عن حلول العاشرة مساء. تسارعت دقات قلب جانغ مي بينما شحب لون وجه سوهو وسيهون. لوهان وبيكهيون لم يخفيا ارتباكهما ونظر الكل نحو بعضهم نظرات يشوبها القلق والخوف. تنحنح سوهو وابتسم مشجعا إخوته. توجه نحو البوابة وقبل أن يدق جرسها للمرة الثانية قام بفتحها ليجد تاي غوك واقفا هناك وخلفه رجاله بالفعل. دون أن يدعوه دخل تاي غوك إلى الشقة وتوجه حيث الإخوة واقفون. جلس على الأريكة المركزية ووضع بعض الملفات والأوراق على الطاولة. ثم أشار لهم بالجلوس كأنه صاحب المنزل وهم ضيوفه. جلسوا جميعا والتحق بهم سوهو. تحدث تاي غوك بصوته الذي يشبه فحيح الأفعى:
- إذن هل حضرتم مالي؟
قبل أن ينطق سوهو أول حرف قاطعته جانغ مي بشجاعة موجهة حديثها لتاي غوك:
- بكم تدين لنا؟
ابتسم تاي غوك ووجه نظره نحو هذه القطة الصغيرة التي تموء أمامه. بدأت تعجبه بالفعل. لن يخفي أنه أعجب بشكلها صباحا رغم أن عيونها كانت منتفخة من البكاء ووجهها شاحبا بفعل الحزن. رغم ذلك كانت ملامحها تتقاطر أنوثة وهدوءها وخجلها يجذبان انتباه الأعمى نحوها. أطال النظر إليها مبتسما فاستنكرت جانغ مي ذلك وسرعان ما اختفت شجاعتها وارتبكت لتشيح بنظرها نحو الطاولة. تحرك تاي غوك من مكانه و رفع تلك الملفات من على الطاولة وفتح ظرفا ما واستخرج منه بعض الأوراق قدمها نحوها وهو يفكر كم تعجبه هذه الفتاة. وحامت في رأسه العديد من الأفكار. تناولت جانغ مي الأوراق التي تبين أنها عقد الدين قرأتها بسرعة لتتسع عيونها من فرط دهشتها.
قلبت تلك الأوراق بقلق وارتباك فسألها سوهو "جانغ مي ماذا هناك؟"
- أوپا، أين نسختكم من العقد؟ سألته جانغ دون أن ترفع عينيها من تلك الأوراق.
- أحضرتها إلى المنزل بعد أن تم الحجر على المكتب. أجاب سيهون بقلق.
- هلا جلبتها من فضلك أوپا. طلبت منه جانغ مي بنبرة قلقة.
دون أن ينطق حرفا آخر قام مسرعا لإحضار الأوراق بينما غير سوهو مكانه ليجلس بجانب جانغ مي ويطالع معها الوثائق التي جعلتها تشحب في لحظات. ما إن عاد سيهون حتى ارتفع صوت سوهو وكاد ينقض على تاي غوك ليضربه لولا أن تدخل رجاله وأمسكوه:
- أيها الوغد. ما هذا الهراء المكتوب على الأوراق؟ صرخ سوهو مستفسرا.
توقف سيهون مكانه غير مدرك لما يتحدث عنه الهيونغ الخاص به.
قفزت جانغ من مكانها وانتزعت الأوراق من يدي سيهون وقرأتها باستعجال لتسقط على الأريكة القريبة منها.
- أوپا، كيف وقعتم على عقد كهذا؟
- م... ما الذي تقصدينه؟ سألها سيهون وهو يحول نظره من سوهو نحوها بعدم فهم.
توقف سوهو عن مقاومته للرجلين ونظر نحو أخته بلسان حال يقول: "ما الذي تقصدينه؟"
- العقدان ينصان على أن الفوائد بقيمة 15% هل أنتما مجنونان أم ماذا؟
أخذ سيهون الأوراق من يديها وراجعها ليتأكد بعينيه مما تقوله جانغ مي. وكذلك فعل الإخوة الثلاثة. تجمد الجميع من هول الحقيقة. بينما اتسعت ابتسامة تاي غوك الخبيثة دلالة على استمتاعه بما يراه.
- لا يعقل من المستحيل أننا وقعنا على وثيقة كهذه! ليس وكأننا مجنونان. 15% ؟؟؟ إنها سبعة أضعاف ما يعرضه البنك. لم قد نجن ونوافق على هكذا صفقة؟ تحدث سوهو بصوت ضائع.
- لو كانت الوثيقة الوحيدة التي تنص على هذا هي التي بحوزة تاي غوك لقلنا أنه زورها ولكن نسختكما أيضا تحوي نفس الأمر. كيف يعقل هذا؟ علق لوهان وهو يفرك جبينه الذي آلمه بسبب ما يعيشه الآن.
- أذكر جيدا أننا اتفقنا على نسبة فائدة بقيمة 1،5% كيف تحولت إلى عشرة أضعافها؟
أرادت جانغ مي التأكد من شيء ما لكن بمجرد أن رأت الابتسامة الخبيثة على وجه تاي غوك. أدركت أنه وراء كل هذا. لابد أنه غير القيمة بطريقة ما على الورقتين. بقي نظرها معلقا على هذا الجالس قبالتها وهو يبتسم بانتصار. "لقد حبك كل شيء بإتقان." فكرت جانغ مي بشرود. إلى أن قطع شرودها وقوف تاي غوك من مكانه قائلا:
- بعد أن نزلت عند رغبتكم وأمهلتكم كل هذا الوقت وتكرمت عليكم بتركي لكم تدفنون والدكم. دعونا نعد الآن لما يهمني. أموالي! غدا صباحا سأرسل من يستلمها منكم. لا يهمني من أين تحصلون عليها. أريد أموالي غدا... صباحا. ورفع أحد كؤوس الماء وشربه دفعة واحدة وأردف قائلا: شكرا على الاستضافة. وغادر تاركا الجميع في حيرة من أمرهم.
يتبع...
🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻

The Wrong Bride (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن