البارت السادس:

910 29 1
                                    

البارت (6)
كما يقال "الصديق وقت الضيق" هذا ما فكرت به جانغ مي وهي تقود سيارتها نحو شركة المسمى تاي غوك. جميع أولئك الذين ادعوا صداقة والدها، تخلوا عنها وعن إخوتها في أول فرصة سنحت لهم. لا يمكنها الاعتماد على أحد بعد الآن. ستنقذ إخوتها بنفسها. لا أحد يضمن لها أن تاي غوك لن يؤذي أخويها الصغيرين وعليها إنقاذهما قبل أن يفكر في ذلك حتى. عند وصولها طلبت من موظفة الاستقبال إخبار السيد تاي غوك أنها ترغب بمقابلته. لكن الموظفة بقيت تشرح لها كيف أن عليها أخذ موعد مسبقا لتتمكن من مقابلته. بينما الاثنتان تتجادلان لمح أحد رجال تاي غوك جانغ مي واتصل مباشرة بسيده يخبره عن تواجدها في الردهة. تفاجأ تاي غوك بهذا الخبر وأمره بمرافقتها إلى مكتبه فورا. وذلك ما فعله الرجل تحت أنظار موظفة الاستقبال ووسط دهشتها. دخلت جانغ مي إلى المكتب فقام تاي غوك لاستقبالها وأراد أن يخبرها عن دهشته للسرعة التي اتخذت بها قرارها وقبل أن يشير إليها بالجلوس تكلمت بنبرة أرادت جعلها واثقة قدر الإمكان:
- موافقة. لنفعل ذلك. زواج؟ فلنتزوج.
لم يستطع تاي غوك إخفاء دهشته وتفاجؤه بالقرار الذي اتخذته جانغ مي. وقبل أن ينطق بأي كلمة أردفت جانغ مي قائلة:
- لكن لدي شرط. أفهم تماما أنك لن تثق بي وتطلق سراح أخوي قبل الزفاف. حقك وأتفهمه جيدا لكن ما ليس من حقك أن تختطف شقيقي الأصغرين. فلتطلق سراحهما حالا بما أنني وافقت على عرضك.
إنه يريدها. مقدار الحب الهائل الذي تحمله لإخوتها، الذي يجعلها تضحي بنفسها لأجلهم، لو أنه يجعلها تحبه هو بنفس القدر. لو أن ذلك الحب كان له هو. لو أن تلك التضحيات كانت في سبيله. إنه يقع في حبها أكثر. ويريد امتلاكها بأي وسيلة. هذا الكائن الصغير يفتنه وسيحصل عليه مهما كلفه الأمر.
- لا أظن أنك في موقف يخولك أن تضعي الشروط. لكن سأفعل ذلك. سأعيد لك شقيقيك الأصغرين كهدية بمناسبة موافقتك. ودون سماع ردها تناول سماعة هاتفه المكتبي وطلب من سكرتيرته الاتصال بشخص ما وما هي إلا لحظات حتى دخل بيكهيون ولوهان من الباب فأسرعت نحوهما جانغ مي واحتضنتهما ثم ابتعدت عنهما لتعاين آثار الجروح والكدمات التي على وجهيهما. رمقتهما بنظرات ملؤها العطف وطلبت منهما انتظارها خارجا بهدوء. حاولا الرفض لكنها طمأنتهما فانصاعا لها. قبل أن تلحق بهما طلبت جانغ مي من تاي غوك أن يبقي أمر الزفاف سرا عن إخوتها، فهم إن علموا سيقتلونه بكل تأكيد.
- هل تخافين علي من إخوتك؟ مازحها تاي غوك بسخرية
- بل لا أريد لإخوتي أن يلوثوا أيديهم بدماءك...
وقف تاي غوك وتقدم نحوها وهي لا تزال موجهة إليه ظهرها وقال:
- لم أكن أعلم أنك سليطة اللسان. ثم اقترب من أذنها وهمس: لحسن حظك لست زوجتي بعد وإلا جعلتك تدفعين ثمن كلامك البذيء.
سرت قشعريرة باردة ومزعجة في جسدها ودب الذعر في قلبها فهي تبقى كائنا ضعيفا ورقيقا. لكنها طردت ذاك الخوف بعيدا وتذكرت أخويها السجينين. غادرت بسرعة هربا من هذا الوحش الذي دخل حياتها. مساء أرسل لها تاي غوك رسالة نصية فيها تاريخ زفافهما. ماذا بعد شهر؟ شرح لها كيف أنه احترم الظرف الذي تمر به مشيرا لوفاة والدها وإلا كان سيقيم الزفاف في الغد. كما أن هناك الكثير من التحضيرات فهو ينوي دعوة أصدقائه ومعارفه للحفل. حفل؟ كانت جانغ مي تظن أن هذا الزفاف سيجري في مركز عقود الزواج وسينتهي بتوقيع بعض المستندات. لكن يبدو أن هذا التاي غوك مختل عقليا. حاولت التحكم في ردود أفعالها حتى لا ينتبه لها شقيقاها المستلقيان على الأرائك بجانبها. واستمرت بالتفكير: شهر واحد وينتهي الأمر.
يتبع...

The Wrong Bride (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن