البارت الرابع:

974 29 1
                                    


لم يستطع أي أحد أن يعلق بأي شيء. جلسوا كلهم هناك في غرفة المعيشة كل سابح في عالم بعيد. لم يدركوا فعلا مرور الوقت حتى أطلت أشعة الشمس من النافذة لتؤذي عيونهم المتعبة. رفعت جانغ رأسها نحو الساعة القديمة فوجدتها تشير إلى السادسة صباحا بالفعل. قامت من مكانها بتثاقل وتوجهت إلى المطبخ أعدت القليل من العصير الطازج ووضعته على طاولة الطعام ثم استدعت أشقاءها ليتناولوه.  كل ذلك في صمت. قطعه سوهو فجأة:
- حتى لو بعنا كل أملاكنا فلن ندفع ما علينا من ديون.
- هل تخطط لدفع المال له؟ سأله سيهون بصوت مرتفع.
- وهل لدينا حل آخر مثلا؟ يبدو أننا كنا مغفلين للمرة الثانية وتعرضنا للنصب.
- ألا يمكننا تدبر هذه الأموال؟ ربما لو عملنا كلنا معا نستطيع تجميعها. اقترح لوهان بنبرة غير واثقة.
- من أين؟ من سيديننا كل هذا المال؟ أجابه سوهو.
- أوپا، ألم تشك في الأمر لما طالبك بإعادة أمواله؟ كيف ارتفعت نسبة الفائدة إلى 15% ولم تدرك ذلك؟ ألم تراجع العقد؟ تساءلت جانغ مي.
- عندما اتصل بي أول مرة كنا حينها نعاني مع قضية الشركة الوهمية. ولم انتبه جيدا. كان يستمر بذكر مبالغ ضخمة ولم أعتقد يوما أنه جاد في ما كان يقوله. إلى أن رأيت العقود بالأمس.
مضت بضع دقائق وهم على ذلك الحال. حتى ضربت جانغ بيديها على الطاولة وقامت قائلة:
- لن نخسر الحرب دون قتال. فلنحاول تجميع المبلغ أو مقدارا بسيطا منه كما اقترح لوهان. سنقنعه بإعطائنا مهلة أكبر. سنجد حلا بكل تأكيد. ودون انتظار إجابة منهم أخذت هاتف المنزل وبدأت تتصل على أرقام شركاء والدها ومعارفه لتستدين المال. أي مبلغ سيفي بالغرض. لم يرض أي أحد بإدانتها في البداية ورغم ذلك لم تتراجع أو تتكاسل بل واصلت المحاولة. تشجع إخوتها وفعلوا مثلها. ما هي إلا لحظات حتى تحولت صالة الطعام إلى مركز للمكالمات. لم يتركوا رقما لم يطلبوه. لكن الجميع أبى مساعدتهم. وكأن الدنيا ومن فيها اتفقوا على خذلانهم اليوم. لم يدركوا فعلا كم مر من الوقت حتى رن جرس الباب. أسرعت جانغ مي لتفتحه فوجدت رجلين من رجال تاي غوك الذين صار من السهل عليها التعرف عليهم. تحدث أحدهما بصوت خشن طالبا من الإخوة المال. أخفضت جانغ بصرها معتذرة وحاولت طلب مهلة منه لكنه ابتعد مفسحا المجال لأشخاص آخرين بالدخول. من بينهم رجال بزي الشرطة. "سيد سوهو، سيد سيهون أنتما رهن الاعتقال بتهمة الاستيلاء على قروض بفوائد والتهرب من دفعها. يمكنكما التزام الصمت. أي شيء تقولانه قد يستخدم ضدكما في المحكمة." وتقدم رجال الشرطة لوضع الأغلال بيدي سيهون وسوهو الذين سيطرت عليهما المفاجأة. حدث كل شيء في طرفة عين ولم يتسنى لجانغ مي استيعاب الأحداث حتى. ابتعدت سيارات الشرطة واختفى صفيرها شيئا فشيئا بينما جانغ مي واقفة أمام الباب لم تتحرك. لم ينتشلها من شرودها سوى أولئك الضخام الذين دخلوا للمنزل بعصيهم فكسروا كل ما فيه وأخيرا اقتادوا لوهان وبيكهيون معهم رغم توسلات جانغ مي. انغلقت البوابة ووجدت هذه الأخيرة نفسها وحيدة وسط الأنقاض. فكرت بسرعة في أي حل ممكن. قامت نحو غرفتها غيرت ثيابها بسرعة فهي لا تزال تلبس الهانبوك. حملت حقيبتها وهاتفها وقررت الذهاب لمقابلة أساس المشكلة: السيد تاي غوك.
فتحت الباب لتهم بالخروج فوجدته واقفا هناك يسد عليها المخرج. يداه في جيبي بنطاله وعيونه شبه المغلقة ارتفعت لتتموقع على وجهها الفزع.
تكلم بنبرة ساخرة:
- أتمنى أنك كنت ذاهبة لمقابلتي. فهذا ما توقعته بعد أن قابلتك بالأمس. ودون سماع ردها دخل إلى الشقة بخطاه الواثقة. جعل يجول ببصره بين الحطام ثم علق بابتسامته الساخرة: يبدو أن رجالي قد تمادوا قليلا... مشيرا إلى كل الأثاث المكسور. فقد طلبت منهم تكسير عظام شقيقيك. قالها تاي غوك بنبرته الباردة. كقاتل متمرس. تجمد الدم في عروق جانغ مي وهي ترى ملامحه الخشنة. بينما هو مسح بعض الحطام عن الأريكة التي جلس عليها الليلة الماضية وجلس. ثم استدعاها لتجلس هي الأخرى بطريقته المليئة تعجرفا وتكبرا. أدركت حينها جانغ مي أنها لا تزال واقفة في الباب والخوف يتملكها من هذا الكائن الذي يواصل التحديق فيها كأنه وحش يتصيد فريسته. تقدمت بتردد وجلست هي الأخرى. ابتلعت ريقها بصعوبة. وقبل أن تنطق سبقها هو قائلا:
- ما هو عرضك إذن؟
- عرض؟ أي عرض تتحدث عنه؟
- ألم تكوني قادمة إلي لنتفق؟
- صحيح ولك...
- إذن لابد أن لديك شيئا تعقدين عليه صفقة معي. ما هو عرضك.؟
- في الحقيقة، كنت أريد أن أطلب منك أن تمهلـ..ني ... بعض الوقت...
انفجر تاي غوك ضاحكا وقال:
- ظننتك أذكى من هذا آنستي الصحفية.
اتسعت عيون جانغ مي بسبب هذا الذي سمعته فهي لم تتوقع أنه يعرف ماهية عملها. ليس وكأن عملها سري ولكن هي فقط تفاجأت بالأمر...
- لا تتفاجئي كثيرا. فقد قرأت سيرتك الذاتية بالأمس فقط. لنقل أنك أثرت اهتمامي لذلك قمت ببحث صغير عنك.
لم ترتح جانغ مي لكلام تاي غوك مطلقا وبدأت تحس بالانزعاج بينما هو واصل حديثه:
- إذن ماذا ستقدمين لي مقابل إطلاق سراح إخوتك. أتوقع أنك لن تستطيعي جمع كل ذلك المال في ساعة أو ساعتين. لنقل في سنة أو سنتين. أو هل أرفع المدة قليلا؟ تساءل تاي غوك بغباء مصطنع.
فكرت جانغ مي مدركة أن ما يقوله هذا الرجل صحيح فالمبلغ المستدان ليس قليلا بالمرة. خمسمئة مليون وون مع هامش أرباح وفائدة بقيمة 15%. المبلغ يعانق سقف المليار ونصف وون. من أين لها كل هذا المال؟ تشجعت ورفعت بصرها نحوه وعلى غير عادتها الخجولة سألته:
- لابد أن لديك أنت عرضا ما. وإلا لما أتيت  إلي رغم كونك تعرف أن إخوتي غير موجودين بالفعل.
ضحك تاي غوك بخفة معترفا بأنها ذكية رغم ترددها واضطرابها الواضحين. وضع قدمه اليمنى على اليسرى وبسط يديه على الأريكة متصرفا بأريحية وأجابها مبتسما:
- لم تخيبي ظني بك. ذكية بالفعل.
ارتبكت جانغ مي  فهي غير متأكدة مما ستسمعه الآن. لم يتركها تاي غوك تتخيل النهايات كثيرا واستطرد مكملا:
- في البداية كنت أريد أموالي. لكنني الآن وجدت ما هو أثمن منها. وإن حصلت عليه فسأتخلى عن الأموال التي أدين بها لإخوتك.
لم تفهم جانغ مي بالضبط ما يشير إليه. وطلبت منه مواصلة الحديث.
- أنت. قالها تاي غوك بكل جدية. ما أريده الآن هو أنت.
يتبع...
🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻

The Wrong Bride (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن