أوقفت كوتشي السيارة، ونزلت بهدوء لتتقدم نحو الشاطيء الذي يقابلها. لما غاصت قدماها في الرمال، انحنت ونزعت حذاءها لتكمل سيرها نحو المياه. لم يملك تاو سوى أن يتبعها في صمت. لقد تحاشت الحديث معه طيلة الوقت. وأحس بأنها منزعجة لسبب ما.
- اجلس، هل ستبقى واقفا؟ سألته كوتشي بنبرة باردة.
امتثل تاو لأمرها وجلس قربها. في صمت
- سيعترف المدير لزوجته الليلة.
- أوه؟ استفهم تاو وكأنه لم يع ما قالته.
- سيعترف لجانغ مي ويطلب منها البقاء بجانبه.
- إذن هو يحبها بصدق! قال تاو متنهدا ليعود ويعلق بصره بالأفق.
تريد أن تسأله، أن تطلب منه... لكن... هذا فقط يبدو خاطئا. يشعرها التفكير في ذلك بالإحراج.
لم تحس أنها الوحيدة الجادة في هذه العلاقة؟ لم لا يشعرها تاو أنه يريد أن يخطو بعلاقتهما خطوة إلى الأمام؟ لم هو غبي أحمق هكذا! لم لا تزال تحبه بجنون رغم كونه نفس الشخص النزق الطفولي الذي تعرفت عليه وأحبته منذ ست سنوات. فجأة، أحست بالدموع تتجمع في حدقتيها، تهدد بالنزول.
"يا لي من مثيرة للشفقة!" تمتمت كوتشي وهي تلتفت لتخفي وجهها عن تاو وتمسح دموعها. حمل الهواء البارد صوتها بعيدا ليختلط مع صوت البحر فلم يسمع تاو شيئا ولم يفهم شيئا. غير أنه بالفعل انزعج من الجو الذي أحاط بهما:
- دعنا نغادر. قالت كوتشي وهي تقف ليمسكها تاو من رسغها فتسقط مباشرة جالسة أمامه
- ما الأمر؟ سألها وهو يفتش عن ما تخفيه عيونها الحزينة لعله يفهم.
لم تجبه، بل أشاحت ببصرها جانبا. إنها تتحاشى النظر إليه.
- كوتشي~ همس تاو بحزن شديد وهو يمسك وجهها بين يديه. إن لم تخبريني ما الأمر فلن أعرف أبدا. تعرفين أنني غبي عندما يتعلق الأمر بقراءة مشاعر البشر. أخبريني ما الذي يزعجك. ترجاها بصدق.
فعلا! هو غبي في هذه النقطة. كيف نسيت كوتشي ذلك!
*****
- كنت أنوي أن أقول شيئا ما قبل أن أقبلك. قال شيومين وهو ينظر مباشرة نحو عيني جانغ مي:
" جانغ مي... هل تتزوجينني؟"
اتسعت حدقتاها من الدهشة لتجيب بتردد:
- نحــ...ـن متـ...متزوجان بالفعل!
- كلا، كلا، كلا، ليس هذا ما قصدته. سارع شيومين بالنفي. لقد حضر كلمات جميلة وجملا رقيقة، لكن ضاع منه كل شيء الآن. تنهد باستسلام وقرر الارتجال:
- لا أعلم متى بدأ كل هذا. ولا أعلم إن كان الوقت مناسبا حتى. لكني... لكني لا أريد لهذا أن ينتهي...
استمرت جانغ مي بالتحديق به في صمت... وترقب...
- كل ما أذكره أن قلبي دق بجنون عندما رأيتك أول مرة. استطرد شيومين بصوت ملأته المشاعر. والتنفس بقربك كان صعبا جدا. بعد أن غادرت لم استطع محو ملامحك من مخيلتي ووجدتني ألحق بك. أبحث عنك...
