بعد أشهر:
تماثل تاو للشفاء. وكوتشي لم تترك جانبه رغم كونه نزقا كعادته. لكنها هذه المرة استطاعت التحكم فيه فكلما أثار حفيظتها ضغطت على موضع جرحه ليتألم ويتعلم. وبسرعة تسكت نحيبه بقبلة فيرضى ويتوقف عن الشكوى.
عاد شيومين وجانغ مي للعيش في شقتهما بجانب شقة العائلة حيث يقطن إخوتها.
بطن جانغ مي كبرت كثيرا وصار صعبا عليها رؤية أصابع قدميها. وشيومين كل صباح يستمتع بطمأنتها أنها لا تزال في مكانها قائلا بعد أن يعدها: " عشرة أصابع! لا تزال موجودة كلها".
استعاد الإخوة غين ممتلكاتهم وعادوا للعمل في شركة والدهم. طبعا تعلموا درسا مهما في الحياة هو أنهم لا يملكون سوى بعضهم البعض. فالصداقات في زمن المصالح عملة نادرة جدا. لذا عليهم الحذر أكثر.
الجدة آستر ذهبت لزيارة بعض الأصدقاء في بوسان ووعدت جانغ مي أنها ستعود قبل موعد ولادتها لتتأكد من أنها ستسمي ابنتها "آستر" مثلها.
أجل جانغ مي تنتظر طفلة. كل ليلة يحتضنها والدها ويخبرها كم يحبها ويتلهف للقاءها.
يحكي لها عن والدتها وكيف توقعه في حبها كل يوم أكثر.
كيف تحمر وجنتاها خجلا عندما يتغزل بعيونها.
وكيف تبتسم إن هو قبل شفاهها بخـفَّـ... آي... حـ...بيبي... آااااااي.
- مـ...ماذا هناك؟ جانغ مي. هل أنت بخير؟
- أظن أن آستر تريد الخروج إلى العالم. آاااااااا...
قفز شيومين من السرير وأخذ مفاتيح السيارة وأراد الخروج عندما نادته جانغ مي:
- حبيبي ااااا... العيادة... اااا اتصل أولا... اااي صرخت وهي تعض على شفتها السفلى.
بقي شيومين يدور حول نفسه في الغرفة وهو ضائع لا يدري هل يمسك يد صغيرته المتألمة. أم يحملها للسيارة أم يتصل بالهاتف، ما هو الهاتف يا إلهي؟ تبا لقد ضاع الرجل حقا.
وهو كذلك دخل الأشقاء مسرعين إلى الشقة.
- لقد اتصلنا بالعيادة نونا. أخبرها لوهان أولا.
- نزل سيهون ليشغل السيارة نونا. أضاف بيكهيون.
- تعالي زهرتي ! فلتتحملي قليلا. تعلمين أنك لن تلدي حالا. طمأنها سوهو وهو يحملها بين ذراعيه.
- هيونغ فلنلحق بهما. قال لوهان مخاطبا شيومين الذي تجمد في مكانه.
- لقد أحضرت حقيبة أغراضك وأغراض الطفل نوناااا. هيا بنا. قالها بيكهيون بصوت مرتفع مخبرا أخته التي غادرت بالفعل.
ما هي إلا لحظات حتى وصل الشباب ومعهم جانغ مي التي تزايدت نبرة صرخاتها إلى قاعة الولادة.
