البارت السابع

828 29 0
                                    


في صباح اليوم التالي كانت جانغ مي تقود السيارة ومعها شقيقاها لوهان وبيكهيون. أصر الشقيقان على سؤالها عن وجهتهم لكنها رفضت الإفصاح عنها حتى توقفت أمام مدخل المطار. ترجلت بسرعة غير معطية فرصة لأي من أخويها للتعليق أو السؤال. استخرجت حقائبهما من صندوق السيارة وجوازات السفر مع التذاكر من حقيبة يدها. دفعت بها نحو أخويها ودفعتهما نحو مبنى المطار.
- فلتغادرا إلى الولايات المتحدة.  ابقيا عند العمة أستر حاليا. عندما تحل الأمور هنا سأرسل بطلبكما. إن بقيتما هنا فلن استطيع حمايتكما
- نونا! صرخ لوهان. لم نعد صغارا. نحن بالغان وكبيران بما يكفي لنحمي نفسينا ونحميك أنت أيضا.
- أجل نونا. وافقه بيكهيون. لم تدفعيننا بعيدا؟  دعينا نبقى بجانبك ونواجه الأمر معك ومع سيهون وسوهو هيونغ.
انفجرت جانغ مي باكية وهي تصرخ:
- لم لا تفهمان؟ ماذا كبيران وتريدان حمايتي؟ أنظرا لنفسيكما في المرآة. وجعلتهما يقابلان زجاج السيارة. ما كل هذه الكدمات؟ ولم جسداكما مليئان بالضمادات؟ وهذان الوجهان المتورمان؟ لا تستطيعان حماية نفسيكما حتى! فلتذهبا الآن عند العمة آستر. عندما تهدأ الأمور هنا سأجلبكما. ليس الأمر وكأني استطيع العيش من دونكما ولكن هذا كل ما استطيع فعله من أجلكما الآن. اوه؟ثقا بي  وغادرا الآن. تشيبال!
عانقها الفتيان مرغمين وحملا حقائبهما وغادرا نحو الولايات المتحدة.
عادت جانغ إلى شقتها وهي مرتاحة نسبيا فأولى مراحل خطتها سارت بنجاح. تفاجأت برؤيتها لرجال غرباء يدخلون ويخرجون من شقتها. بعضهم يحمل الأثاث المتهشم والبعض الآخر يدخل واحدا جديدا وأنيقا. قبل أن تتمكن من سؤال أي شخص اقترب منها أحد رجال تاي غوك واحنى رأسه احتراما وقال:
إنها أوامر السيد تاي غوك. قال إنها هدية لك سامونيم. ( سيدتي أو زوجة سيدي)
"ماذا؟ سامونيم؟ يا للقرف! كادت جانغ مي تستفرغ لم ترد على الرجل وأسرعت نحو غرفتها. أوصدت الباب وارتمت على سريرها باحثة عن النوم الذي هجرها ولم تذق طعمه منذ خمسة أيام كاملة...
End flashback
مر الشهر عليها كأنه دهر. وهي تشاهد تحضيرات زفافها وها هي ذي اليوم في هذا الفندق، في هذا الجناح. على هذا الكرسي... ترتدي هذا الثوب الفخم...
    عليها إتمام هذا الزفاف إن أرادت ألا يقضي  شقيقاها الأكبران سنين شبابهما في السجن. كانت تفكر في حياتها وتستعرض ما مرت به. هي فتاة هادئة ومطيعة وخجولة جدا بطبعها. لم تقع في الحب بعد. ولم ترفع عينيها في وجه شاب مطلقا. تحب عملها كمصورة في الجريدة. وتحب إخوتها جدا فهم وصية والديها لها. لكن... هاهي ذي تجبر على الزواج من شيخ طاعن في السن... ستقضي حياتها زوجة لرجل في عمر أبيها والأدهى من ذلك أنه زير نساء... اااه كم تشتاق للنوم في شقتها. كم تتمنى أن تستيقظ لتجد نفسها على الأريكة نائمة بشكل سيء وتحتضن دبدوبها المحشو وتدرك أن كل ما تمر ومرت به مجرد كابوس فظيع راودها بسبب وضعية نومها السيئة. لكن هيهات.... أغمضت عينيها بشدة لتمنع دمعة من النزول... كل ما تمر به ليس سوى الحقيقة.
في الجناح المقابل من الفندق:
كانت العروس إن ها تستعد لتعيش أجمل أيام حياتها. ارتدت الثوب الذي لطالما حلمت بارتدائه وها هي ذي المصففة تضع آخر لمساتها على تصفيفة شعرها الفاتنة. اليوم ستزف إن ها لحب حياتها كاي. هذا اليوم هو كل ما تمنته مذ وقعت في حب كاي. ستعيش كل لحظة منه بكل جوارحها. لن تنساها مطلقا. والآن ستذهب لتقيد هذه اللحظات...
أرادت إن ها الانتقال لغرفة التصوير الملحقة  بغرفة التزيين ولكن بينما المصور يجهز الموقع اكتشف أن خللا ما قد وقع ولا يمكنهم التصوير.
  -التجهيزات هنا لا تعمل سيدتي. أخبرها المصور دون أن يبدي أي انفعال.
- لقد اتصلنا بمصلحين بالفعل. حاولت الموظفة التابعة للفندق والمسؤولة عن جناح إن ها أن تطمئنها و لكن إن ها شرعت  في الصراخ فهرعت حماتها تهدئ من روعها. لكنها لم تهدأ. وصارت تصرخ في وجه الجميع وهي تروي لهم كيف أن هذا أسعد أيام حياتها وأن هذا الخلل الغبي والفندق البغيض سيكونان سببا في عدم حصولها على ذكريات ليومها الفريد هذا. سمعت جانغ مي الجلبة خارجا فطلبت  من مصففة الشعر التوقف عما تفعله للحظات لأنها تريد تفقد الأمر. فتحت الباب فوجدت إن ها واقفة في الجهة المقابلة تصرخ وتعبس بطريقة لطيفة  ففكرت: "لابد أنها سعيدة بزواجها اليوم..." تنحنحت ولوحت لها بيدها لتلفت انتباهها. فتوقفت إن ها عن الصراخ ونظرت إليها. أخبرتها أنها لن تلتقط صورا لذلك يمكنها استخدام جناحها. قفزت إن ها قفزة واحدة فأصبحت مقابل جانغ مي تماما ممسكة يدي هذه الأخيرة بين يديها وتنظر إليها غير مصدقة. فعلا؟ هل يمكنني؟ أومأت برأسها أن نعم... تبادلتا الغرف. انتهت جانغ من تحضير نفسها ... وأنزل الستار على وجهها. غادرت المصففة. وبعد قليل دق الباب واستأذن الموظف ليخبرها بأن موعد خروجها للممشى قد حان. تنفست بعمق... ووقفت وأقنعت نفسها أنها تفعل الأمر الصواب فإخوتها قبل كل شيء. فتحت الباب وما إن مشت خطوتين خارج الغرفة حتى أحست بضربة خفيفة خلف عنقها فقدت على إثرها الوعي. ولم تدرك ما حدث بعدها
يتبع...

The Wrong Bride (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن