البارت الثامن

788 29 0
                                    

في الصين، كان كيم مين سوك جالسا خلف ذلك المكتب الكبير يحمل بيده قلما فاخرا ويوقع على بعض الأوراق. بعد انتهائه من ذلك نظر على يمينه ليجد السيد فا نيس قد فرغ بدوره من توقيع النسخة الموجودة أمامه. تبادلا الابتسامة ووقفا ليتبادلا العقود ثم تصافحا بحرارة مهنئين بعضهما على هذه الشراكة التي ولدت اليوم. بينما كان فانيس يعرب عن سعادته بهذه الخطوة كان دماغ شيومين في مكان آخر: كان في كوريا.
Flashback:
قبل ثلاثة أشهر:
- كيم مين سوك: هل تقبل بأخذ كيم إن ها زوجة لك، تحبها وتحترمها. وتسعدها وتساندها في السراء والضراء في الصحة والمرض في الفقر والغنى. إلى الأبد؟
نظر كيم مين سوك إلى الفاتنة في الثوب الأبيض  التي تقف قبالته أمام الكاهن. وأخيرا ستصير له. لا يصدق أن سقفا واحدا سيجمعهما أخيرا. سيجمعه بالفتاة التي أحب واختار دون جميع الفتيات. وهو يمعن النظر في وجهها أدرك أنها ليست على ما يرام، ملامحها تبدو قلقة. وحبات من العرق قد تجمعت بالفعل على جبينها. وبدت ضائعة تفكر في شيء ما. أمسك يدها وابتسم مطمئنا ثم أجاب الكاهن: "نعم، أوافق" بدا جوابه وكأنه سكين انغرزت في صدر إن ها. شحب لون وجهها ونظرت إليه نظرات تائهة ومترددة. لم يفهم كيم مين سوك ما يحدث معها. لكنه مطلقا، لم يتوقع ما سيحدث بعدها...
- كيم إن ها: هل تقبليـ...
- لـ...لا! قاطع كلام الكاهن صوتها المرتجف وهي تغمض عينيها بشدة. استجمعت كل قواها وكررت ما قالته: أنا لا أوافق! نظرت نحو شيومين الذي أخرسته الدهشة. سحبت يدها من بين يديه بهدوء. وأخذت تتراجع إلى الوراء وعيناها لا تفارقان وجه شيومين. فجأة، اعتذرت قائلة: "آسفة" واستدارت لتغادر جريا من قاعة الزفاف. لم يتمكن شيومين من الذهاب خلفها فهو متصنم مكانه من الدهشة لا يصدق ما يحدث. كل شيء جرى بسرعة لدرجة أنه ظن أنه مقلب فقط وستعود إن ها لتضحك على شكله وملامح وجهه... لكنها لم تعد... حرك تاو ذراع شيومين لينتشله من ضياعه مناديا إياه: " سيدي! ألن تلحق بها؟" هنا رفع شيومين بصره نحو تاو وأدرك أن هذا ليس حلما بل حقيقة واقعة. بدأ يتقدم بخطى متثاقلة نحو البوابة، ثم تحول مشيه إلى  ركض. عليه أن يلحق بها. توجه نحو الخارج بسرعة وهو يتذكر ما حدث منذ يومين...
قبل يومين:
تقدم نحوه تاو ليعتذر من الضيوف ويطلب منه التكلم معه على انفراد. "سيدي هناك شيء عليك أن تعرفه" اعتذر شيومين من أصدقاءه ومعارفه وترجاهم أن يكملوا غداءهم بينما ينظر في الأمر. سحبه مساعده تاو إلى زاوية قريبة ثم استخرج هاتفه وجعله يرى صورة ما عليه. توسعت عيون شيومين وهو يرى الشخصين الذين على الصورة: كانت خطيبته إن ها التي ستصير زوجته بعد يومين على هذه الجزيرة وفي هذا الفندق ويداها بين يدي شاب أسمر طويل. تعرف عليه شيومين بسهولة: "كاي". صديقها السابق الذي تخلى عنها.
- أين؟ اكتفى شيومين بالسؤال وملامح الغضب تكسو وجهه.
- في أحد المحلات القريبة سيدي. إنهما لا يزالان هناك.
- لنذهب... ودون سماع رده انطلق شيومين خارجا. بعد لحظات كان داخل المحل بالفعل. جال ببصره ليجد إن ها جالسة بشرود على أحد المقاعد وأمامها أكياس مشتريات. تقدم منها ثم جلس بجانبها وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة سعيدة. هز ذراعها قليلا ليعيدها إلى أرض الواقع. نظرت إليه وسألته بصوت واهن:
-أوه! أوپا! كيف أتيت إلى هنا؟
- اشتقت إليك لذا أتيت.
اكتفت برفع ذراعيها ومعانقته بينما تتنهد مجيبة: 
- نادو (أنا أيضا).
ربت على ظهرها وهو يسألها إن كان كل شيء بخير. اومأت برأسها أن نعم. فابتسم وقد استنتج أن لا شيء حدث بينها وبين كاي. كان مجرد لقاء بين حبيبته ومن كان يوما حبيبها. عادا معا إلى الفندق ورغم أن إن ها صارت هادئة أكثر إلا أن شيومين كان راضيا وسعيدا جدا لأنها قررت البقاء بجانبه.
عودة ليوم الزفاف:
خرج شيومين من الفندق ليرى إن ها بثوب الزفاف ترتمي في حضن نفس الشاب الأسمر الذي رفضته قبل يومين. توقفت قدماه عن التقدم وهو يراقبهما يحتضنان بعضهما البعض ثم يركبها كاي في سيارته ويغادران. لم يأبها لشيومين... اللعين. ولا لمشاعره ... اللعينة. ولا لسمعته... اللعينة. لقد دعست على قلبه وتركته على المنصة وغادرت... مع شاب آخر. "لا" بقيت تلك الكلمة تترد في ذهنه وهو واقف متجمد من هول ما يحدث...
- سيدي المدير... نادته سكرتيرته كوتشي بصوت متردد. لكنه لم يرد. بل بقي يحدق بالطريق الذي غادرت منه السيارة تحمل عروسه وعشيقها.
التحق بهما تاو وأخبره أن عليه رؤية شيء ما. عاد ثلاثتهم إلى الفندق وسط نظرات وهمسات المدعوين. وتوجهوا نحو غرفة المراقبة. شغل أحد الموظفين بأمر من تاو واحدا من التسجيلات، ليظهر كاي وهو يدخل غرفة العروس قبل بداية الحفل. يبدو أنهما تحدثا قليلا... أمسك يديها مجددا... يتحدثان... ثم قـ..بلها. ضم شيومين قبضة يده وضربها بقوة على الطاولة قربه. فزع جميع من في غرفة المراقبة. وأدرك تاو أن شيومين في قمة غضبه خاصة وهو يرى الدماء تحتقن في وجهه.
"كيم مين سوك، المدير التنفيذي لشركة G.S. للسيارات تخلت عنه فتاته على منصة الزفاف" كان هذا العنوان هو ما تصدر جرائد اليوم التالي. انتشرت الفضيحة على نطاق واسع. وتحدثت المجلات والصحف ومحطات الأخبار عن الأمر.  لم يفهم شيومين ما دفع إن ها لفعل ذلك. ما الذي جعلها ترفض كاي قبل يومين من الزفاف لتعود وتقبله يوم الزفاف بالذات. إلا إذا كانت تنوي تعريضه للفضيحة. لقد كانت لديها فرصة لإيقاف كل شيء قبل يومين، فلم لم تفعل؟ لم انتظرت يوم الزفاف لتجيب الكاهن بلا وتغادر بعد أن تقول "آسفة" لمرة واحدة فقط؟ هل تظن أنها بقولها آسفة، ستحل كل شيء وتمحو كل شيء. غرق شيومين في بحر من التساؤلات. واعتزل عالم البشر وسيطرت عليه حالة من الاكتئاب. لم يدر تاو ماذا يمكنه أن يفعل. بينما قامت كوتشي بتوظيف متحري خاص ليتعقب كاي وإن ها. بالفعل لم يطل الأمر ووجدتهما. جاءت لشقة شيومين لتجد تاو هناك يحاول إقناعه بتناول الطعام، اكتفت بوضع  ظرف أصفر على طاولة قرب سرير شيومين وأخبرته أن بداخله عنوان إن ها وكاي. سحبت  تاو من ذراعه واقتادته خارجا لتسمح لشيومين باتخاذ قراره. اعتدل جالسا على السرير، تناول الظرف وفتحه. استخرج الأوراق التي بداخله لتسقط معها بعض الصور. صور كاي وإن ها يضحكان ويتبادلان اللحظات الحميمية. اطلع على ما في الأوراق وقد كانت تحوي تفاصيل لتحركاتهما في الشهر الماضي. جذب انتباهه صورة من بين الصور. رفعها وأمعن النظر فيها: كانت تظهر كاي وهو يركع على ركبته ويفتح أمامها علبة حمراء صغيرة: كان يطلبها للزواج.
- تاااااااااااو! صرخ شيومين بغضب وقد رسم كل شيء في دماغه في غضون لحظات. لن يسمح لهذا الزواج بأن يتم. سينتقم! سيذيقها من نفس الكأس...
يتبع...

The Wrong Bride (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن