البارت الحادي عشر

619 29 1
                                    

عاد شيومين على متن طائرته الخاصة من فوره

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

عاد شيومين على متن طائرته الخاصة من فوره. في المطار الخاص وجد كلا من كوتشي وتاو في استقباله. ما إن وصل إليهما حتى لكم تاو على وجهه لكمة ترنح على إثرها وسقط أرضا. انحنت كوتشي لتطمئن على تاو الذي أخذت شفته تنزف فعلا. بينما رفع شيومين يديه للسماء دليلا على غضبه وقلة حيلته أمام هاذين الشخصين:
- لم اعتقد يوما أنك قد تكون شخصا غير كفؤ تاو! صرخ شيومين في وجه تاو غاضبا.
حاول تاو أن يعتذر ولكن كل ما استطاع فعله هو إخفاض رأسه والاستعداد للمزيد...
- هل هذا يعني أن إن ها قد أفلحت بإتمام زفافها؟
لم يسمع منهما جوابا.
- آاااااه! لم تفشل فقط ولكن خربت زفاف شخص آخر! تاااو ما الذي يجب أن أفعله بك الآن!؟ استمر شيومين بالصراخ إلى أن أفرغ شحنة غضبه. في النهاية أمرهما بمرافقته للمنزل المعزول ليقرروا ما سيفعلونه الآن. قد تكون كوتشي سكرتيرة شيومين وتاو مساعده الخاص ولكنهما أكثر من ذلك بالنسبة له. هما صديقاه الحقيقيان والوحيدان. ومهما غضب عليهما، لن يدوم غضبه طويلا. بقي شيومين شاردا طول الطريق إلى المنزل...
في تلك الأثناء، كانت جانغ مي قابعة أمام التلفاز بعد أن استيقظت من نومها على الأريكة. لا تدري كيف غفت مجددا؟ يبدو أن تعب كل تلك الأيام الماضية عاد إليها الآن. بعد أن صحصحت جيدا، قررت أن الوقت قد حان لتفكر في مسألة اختطافها: قلبها يخبرها أن تاي غوك ليس له دخل بالموضوع. لم قد يختطفها قبيل الزفاف؟ وهو الذي كان يتحرق شوقا ليتزوجا. هل يعقل أن يكون أحد أشقاءها؟ لا، فهم بكل تأكيد لا يعلمون بأمر زواجها. من سيكون إذن؟ استنتجت في الأخير أنه قد يكون أحد أعداء تاي غوك. لابد أن لرجل متوحش مثله الكثير من الأعداء. لوهلة، تذكرت أنها لم تفكر بمصير شقيقيها المحتجزين. كما نسيت للحظات أن ذاك الزواج لو تم، فإنها كانت لتكون الآن في عداد الموتى. أجل! فقد كانت تنوي وضع حد لحياتها ما إن تتأكد من إطلاق سراح شقيقيها وتسلمهما عقود الدين. لم تكن تملك حلا آخر. فتاي غوك حاصرها من كل مكان. وأن تكون زوجة لرجل مثله، أمر لم تستطع تخيله أو تحمله إطلاقا. الآن وبإعادتها النظر في الأمر، بدا لها أنها لم تبحث جيدا عن حل بديل. لم تقاتل بما فيه الكفاية. استسلمت بسرعة لتهديدات تاي غوك. وكانت لتفقد حياتها وهي غير متأكدة من أنه لم يقم بخداعها فيما يخص ديون شقيقيها. يا لغباءها! كانت ستضحي بحياتها هباء. أغمضت عينيها وهي تتنهد بعمق وتستلقي مجددا على الأريكة: " أيا كان من اختطفها، فهي ممتنة له جدا! لقد وهب لها فرصة للحياة مرة أخرى"
استمر شيومين بالتحديق بشاشة المراقبة. عيناه تنظران لتلك النائمة على الأريكة وعقله يضرب أخماسا في أسداس. تشجع تاو وقطع عليه سلسلة أفكاره مقترحا:
-هل أنظر في أمرها؟ أقصد هل أتحرى عن هويتها؟ قالها بتردد.
- بل سنسلك الطريق المختصرة. أجابه شيومين وهو يقف. بدا عليه أنه وصل إلى حل أخيرا.
تعجب تاو ولم يفهم ما يقصده شيومين فسأله: ماذا تقصد سيدي؟
- سنذهب ونعرف منها مباشرة!
قبل أن يستفيق تاو من صدمته بما سمع صحح شيومين قائلا:
- أقصد، ستذهب وتعرف منها "أنت" مباشرة! قال وهو يمسك تاو من كتفيه ثم دفعه ليخرج من غرفة المراقبة.
- أنا؟ استفهم تاو بغباء
- أنت أساس المشكلة وأنت من سيحلها. أجابه شيومين وهو يبتسم. تدبر أمرك.
- سيدي، أظنها قد ترتعب ولن تسمع منه إن رأته بمفرده. ماذا لو رافقته وشرحت لها الأمر أيضا؟ اقترحت كوتشي.
- فكرة جيدة! رد عليها شيومين بنبرة جادة. لقد أرعبناها بما فيه الكفاية. تمتم كأنه يفكر بصوت مرتفع.
نزل الاثنان نحو الطابق السفلي وقبل أن يدقا الباب على جانغ مي أمسكت كوتشي بيد تاو ونظرت إليه بحنان وهمست:" سيكون كل شيء جيدا! لا تقلق" رد عليها تاو بابتسامة وشدد قبضته على يدها.
فتحت جانغ مي عينيها بذعر لما سمعت دقا خافتا على الباب. وقفت ونظرت حولها. الآن لا يمكنها الإنكار أنه كائنا من كان القادم فعليها الحذر. دق الباب مرة أخرى فانتبهت لسكينة المطبخ التي استعملتها لتقشير التفاح. حملتها بكلتا يديها واقتربت من الباب وبصوت مرتجف سألت:
- من يدق الباب؟
أتاها صوت أنثوي هاديء ومطمئن من خلف الباب. صاحبة الصوت أخبرتها أنها هنا لتشرح لها ما حدث. وقد جلبت معها شخصا آخر سيتكفل بذلك. وأنه ليس عليها الارتعاب منهما لأنهما لا ينويان أذيتها. أخبرتها أنها ستفتح الباب فابتعدت جانغ مي عنه بسرعة ووجهت سكينها للأمام منتظرة دخول هذين الشخصين. لن تخفي ارتيابها منهما حتى لو طمأنتها كلمات المرأة. فتح الباب وظهر تاو وبجانبه كوتشي تبتسم بانكسار. دخلا بحذر وهما يترجيانها ألا تخاف. وثقت بهما جانغ مي بعد رؤيتهما أعزلين ويبدوان غير مؤذيين. جلس الجميع على جلسة الأرائك. هزت كوتشي ذراع تاو لتشير له ببدء الكلام. فتنحنح ورفع بصره ليلقي بنظرة على الكاميرا حيث شيومين يراقبه. ثم بدأ بسرد الوقائع وكيف أنه أخطأ باختطافه لها وأنه كان ينوي اختطاف فتاة أخرى. أخبرها بالحقيقة كاملة ما عدا فيما يخص سيده. لم يأت بذكره مطلقا. وادعى أن إن ها كانت حبيبته هو وأنها تخلت عنه يوم زفافهما وهو أراد الانتقام. استمرت جانغ مي بالإصغاء لما يقوله وهي تنظر لملامح وجهه المضحكة. ظهر على وجهه أنه محرج ومنزعج. لم تتمالك جانغ مي نفسها وانفجرت ضاحكة. لم تضحك هكذا منذ مدة بعيدة. تفاجأ كل من تاو وكوتشي وحتى شيومين الذي كان يراقبهم من شاشته من ردة فعلها. أمسكت بطنها التي آلمتها من شدة الضحك. وبصعوبة توقفت لتقول:
- أنت لم تفشل فقط في منع زواج حبيبتك،  لكنك أيضا أفسدت زواج فتاة أخرى؟ واستمرت بالضحك مرة ثانية. احمر وجه تاو وهو يشعر بأنه شخص فاشل. ربتت على ظهره كوتشي. بادلها النظرات للحظات ثم وقف مقابلا جانغ مي وانحنى لتسعين درجة واعتذر بطريقة رسمية عن كل الأذى الذي سببه لها. وأخبرها أنه مستعد لدفع الثمن وتحمل مسؤوليته كاملة. وكذلك فعلت كوتشي التي وقفت وانحنت لها معتذرة.
توقفت جانغ مي عن الضحك. وقالت بنبرة تخللها بعض المرح:
سأسامحكما بشرط واحد.
اعتدل الاثنان في وقفتهما ونظرا إليها بوجه مستغرب لتواصل كلامها:
- أريد مقابلة الشخص المسؤول عن كل هذا فعلا! واختفت الابتسامة من على وجهها لتحل محلها ملامح جادة.
انعقد لسانهما من الدهشة وحتى شيومين. كيف عرفت بأمره؟
لم تتمالك جانغ مي نفسها أمام منظرهما المتفاجيء وعادت للضحك مجددا وهي تشير لوجهيهما بسبابتها وتردد:
- لو فقط تريان وجهيكما على المرآة الآن! واستمرت بالضحك.
سألتها كوتشي عن كيفية معرفتها بوجود شخص آخر. فتوقفت جانغ مي عن الضحك ووقفت لتقترب منهما وأخذت تشرح:
- كيف له أن يفكر بالانتقام من فتاة أخرى وجوهرة مثلك بجانبه؟ هل رأيت كيف كان ينظر  إليك منذ قليل؟ كأنه يستمد قوته من وجودك بجانبه.
احمر وجه تاو بسبب الإحراج وأشاح به جانبا. استمرت جانغ مي بالتوضيح:
- وهل رأيت كيف تصرفت أنت تجاهه؟ عندما أخذت تربتين على كتفه لمواساته وتشجيعه؟ لا أظنك كنت ستوافقين على أن ينتقم من حبه القديم وأنت معه. قالت جانغ مي كلماتها هذه بصوت طغت عليه المشاعر. شعرت كوتشي بالإحراج هي الأخرى. ووقف ثلاثتهم في صمت للحظات. قبل أن تقطعه جانغ مي:
- في الحقيقة أردت فقط إزعاجكما بملاحظاتي هذه. أما كيف عرفت بوجود شخص آخر هو أعلى منكما مرتبة ومسؤول عن كل ما يحدث فذلك بسبب هذا. وأشارت بسبابتها إلى جرح تاو على شفته وأثر اللكمة على خده.
- لابد أن رئيسك قد عنفك بسبب هذا الخطأ.
في هذه اللحظات وقف شيومين من مكانه ونزل بخطى متثاقلة ليصل في ثوان معدودة أمام باب الطابق الذي كانت فيه جانغ مي. الآن وبعد أن أدركت وجوده بالفعل ما عليه سوى الظهور والاعتذار منها بنفسه. شيومين ليس شخصا سيئا أو شريرا البتة. على العكس تماما، قلبه مليء طيبة وإخلاصا للأشخاص الذين يحبهم خاصة ولكل الناس عامة. الخلل الوحيد هو الجرح الذي سببته له إن ها عميقا في قلبه. وإلا ما كان ليخطط لأذية مخلوق على وجه الأرض. طرق الباب بهدوء ودخل لتصرف جانغ مي نظرها نحوه.
"دقة قلب"
شيء صغير اشتعل في مكان ما
"دقة قلب"
وقت غير مناسب، مكان غير مناسب
"دقة قلب"
تقدم نحوها بخطاه الواثقة وعلى وجهه اللطيف ملامح الشعور بالذنب. لم تستطع جانغ مي الاستمرار بالتحديق في وجهه لوقت طويل. أخفضت بصرها وهي تفكر "كيف يمكن لرجل أن يكون بهذه الوسامة"
شيومين هو الآخر انزعج من ذلك الشيء الذي استمر بالتخبط داخل صدره. ورفض الاعتراف بأن رؤية هذه الفتاة جعلت ضربات قلبه تتضاعف. "تجاهل ذلك. تجاهل ذلك" أخذ يردد في خلده.
- سيدي! قالت كوتشي بصوت منخفض يدل على أسفها لأنهما جعلاه ينزل بنفسه.
- لا بأس فالخطأ في الأساس خطئي. طمأنها شيومين وعلى وجهه ابتسامة دافئة. وقف باعتدال أمام جانغ مي ثم انحنى لها لتسعين درجة واعتذر بطريقة رسمية. اعتدل مجددا وأكمل قائلا:
- آنستي أنا مستعد لتحمل مسؤولية ما حدث. وإن أردت التقدم بشكوى فلن أمنعك. ورجاء اسمحي لي بمرافقتك ومقابلة عائلتك وخطيبك لأشرح لهم الأمر بنفسي وأعتذر منهم كما يجب. ما إن أنهى كلامه حتى تفاجأ بجانغ مي تعانقه بشدة. تجمد مكانه بسبب الصدمة. وكذلك كانت ردة فعل تاو وكوتشي. قالت جانغ مي بصوت مختنق بسبب بكاءها ولأنها كانت تدفن وجهها في صدره:
- شكرا لك! شكرا جزيلا سيدي! لقد أنقذت حياتي.
يتبع...

The Wrong Bride (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن