عادوا عاشقين
الفصل الرابع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأوهت تفتح عينيها ببطء .. والصداع يفتك برأسها حتى قبل أن تصبح واعية بشكل جيد .. ثوبها انحسر قليلا مظهرا ساقيها المرمريتين، ووجهها كفراشة تفرد أجنحتها لا زالت تعافر كيف تفتح رمشيها الساحرين .. المغلفين بطبقة من المسكارا زادتهما كثافة وحجما ...
وما إن أشرقت .. حتى ظهر الكحل الذي سال حتى لون تحت عينيها الجميلتين بالأسود المقيت .. أغمضت عينيها بانزعاج ..
لمَ ليست مرتاحة بالنوم ؟
وعادت تفتحهما تنظر حولها .. لتشق شهقتها الجزعة المكان .. وعت أخيرا أنها قطعا ليست في بيتها ولا في بيت عامر ..
*عامر !
همست بذعر لتقفز على قدميها وتتجه نحو الباب الذي التقطته عيناها بسرعة ..
حاولت فتحه لكنه لم يستجب لها ..
أمسكت رأسها بكفيها تحاول تثبيت نظرها المشوش ..
لتأخذ بضعة أنفاس مرتجفة .. تصفي ذهنها ...وتتذكر ما حدث ... ولكن ماذا حدث؟
كل ما تذكره .. هو ..
غطت فمها بكفها ذات الأظافر المطلية تخفي صيحة جزعة ملتاعة .. لتتأكد من ملابسها .. من نفسها ..
جالت عيناها في المكان محتارة ..خائفة ..
*ما الذي يجري ..؟
كانت غرفة فارغة .. لا يوجد فيها سوى فراش أرضي صغير بالكاد يتسع لها كما أنه صلب وقاسٍ جدا ..فقط ..
لا بل هناك علبة ماء بلاستيكية ..
لم تهتم بها واتجهت نحو النافذة ..
سحبت الستارة .. لتتراجع للخلف .. فالستارة لا تخفي خلفها سوى جدار مغلق !
لا نافذة في المكان ..
عادت خطاها المتخوفة للباب وجلت حنجرتها المتيبسة ..
*هل من أحد هنا ..؟ أخرجوني ..
طرقت الباب طويلا دون أن يرد أحد ..
نادت ولم يلب نداءها أي بشري ..
استندت على الباب الأخرس بجبينها وسمحت لدمعة بالفرار ..
ما الذي يجري بحق الله؟ كانت مع عامر تعد القهوة حين اختفى وظهر خلفها ذاك الرجل القاسي الطلعة بعينيه الشريرتين وابتسامته المخيفة ..
ثم ... ماذا بعد ذلك ؟
وعامر .. أين هو ؟ ما الذي حصل معه ..؟ تذكر أنها نادته لكنه لم يرد ..
أخذت نفسا عميقا ترفع رأسها ثانية مرجعة جنون شعرها للخلف .. لتعود وتطرق مجددا على الباب ..
أنت تقرأ
عادوا عاشقين
Romanceحين نتوه في دوامة العادات .. نضيع ولا نعرف طريقا للرجوع .. حين يصدق عقلنا ما سمعه ورآه .. لننسى ان الحقائق حقا .. حتى لو رأيناها قد تكوت كاذبة ..