عادوا عاشقين
الفصل الثالث عشر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تبا للأثواب القصيرة ولمن اخترعها ولكل المؤسسات الحكومية في العالم لأنها لم تجعل من الفساتين القصيرة أمرا محرما دوليا ..!
هذا ما فكر به عمر وهو ينظر لها ..
بدت رقيقة ، ربما أكثر نحولا .. لا يعلم ولكنه يرى فيها شيئا مختلفا ..
هل هي مريضة ؟
عبس بينما تبحث بقلق بعينيها حتى رأته لتشير له ..
اتسعت عيناه مستغربا .. كانت تبحث عنه !
وعلى الفور لبى نداءها .. حتى وإن كان غاضبا حد الجحيم منها في هذه اللحظة، حتى وإن كان يعلم أنها تجاهلته وتجاهلت اتصالاته وطلبه للخروج طوال المدة الماضية منشغلة بالتحضير لزواج مريم ..
بالله ما الذي يجعلها تنشغل بأمر زفاف لشهر كامل ؟
إنه مجرد زواج بضع ساعات وينتهي كل شيء ..
وصل إليها فورا وكان على وشك إلقاء غضبه فوق رأسها، لولا أنها أمسكت كفه بضعف، هامسة بتعب:
*أريد أن أرتاح ..
اكتست ملامحه بالقلق هاتفا :
*أنت بخير ..؟
لم ترد، بل اتكأت عليه بضعف .. ليسحبها على الفور دون أن يشعر أحد بهما، متجها نحو بيته ..
أدخلها للبيت بخوف، ولغرفة النوم تحديدا حيث مددها على السرير ..
اتسعت عيناه ذعرا بينما ارتفع ثوبها أكثر !
كاد أن يوجه لها كلاما حادا، لكنه تراجع حين قفزت من مكانها متجهة للحمام .. وللعجب فإن عقلها يحجب عنها ذكرياتها الأولى في هذا البيت ..
تبعها مذعورا من حالها ليجدها أغلقت الباب خلفها، ويصله صوت تقيئها العالي، فتراجع على الفور ليعود لغرفته منتظرا منها أن تنتهي وتخرج ..
لكن قبل ذلك، اتجه بخطوات راكضة نحو دار الراجحية، قاصدا غرفة والديه تحديدا، التقط شيئا من الخزانة ..
كان متأكدا أن والده لم يتخلص من شيء ..
وحينما عاد، رآها تجلس على طرف السرير بإرهاق واضح ..
جلس أمامها على الأرض متسائلا:
*لمياء أنت بخير ؟؟
لم ترد .. انفرجت شفتاها وهمست :
*أريد أن أنام ...
وارتمت على السرير أمام عبوسه، ألم تخجل منه !
أنت تقرأ
عادوا عاشقين
Romanceحين نتوه في دوامة العادات .. نضيع ولا نعرف طريقا للرجوع .. حين يصدق عقلنا ما سمعه ورآه .. لننسى ان الحقائق حقا .. حتى لو رأيناها قد تكوت كاذبة ..