عادوا عاشقين
الفصل الحادي عشر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يغطي عينيه بذراعه، بينما استيقظ منذ وقت طويل ولا رغبة له بالنهوض ..
يشعر بكل حركة تقوم بها بالقرب منه ..
لا يقدر ألا يشعر، كيف لا وذراعه الأخرى تحيط خصرها لتبقيها قريبة منه ..
لا يعرف ماذا يفعل؟ لكن ما يعرفه أنه بحاجة للتفكير والكثير منه ..
انتفضت في نومها فاشتدت ذراعه حولها، لتعود وتهدأ من جديد، زفر بتعب، يجب أن يجد حلا لهذا الوضع، والحل هو أن ينفذ كلام والده بالحرف ..
يجب ذلك بالطبع وإلا ستبقى على حالها ولن يحرز أي تقدم ..
أبعد ذراعه لتتسع عيناه بإدراك مفكرا :
( هل حقا تقبلت موضوع زواجنا .. أنا حتى لم أفكر في إلغائه ! )
وهذا ما حصل، فلم يكن الانفصال قد خطر له في بال على الإطلاق، بل على العكس دائما كان يفكر بكمّ المشاكل التي سيعانيها معها، ألم يكن من الأسهل لو أنه نهى الأمر قبل أن يبدأ ..؟
حسنا .. لكنه أتمه وبكل ضمير بل وأكده كذلك ..
سحب ذراعه من تحتها بحذر، ثم تركها وحدها دون أن ينظر لها حتى، لكنه وعند الباب لم يقاوم نظرة عليها، ليجدها مشعثة الشعر .. كم ستعاني في تسريحه، ضحك من شكلها، متوترة حتى في نومها ..
خرج من الغرفة، ليدخل الحمام ويقف أمام المرآة مكشرا، فأسنانه تحتاج للتنظيف، أنهى استحمامه منعشا جسده ليجدها تقف على الباب متوجسة، رغم أن النعاس لم يغادر عينيها بشكل جيد ..
إنها متبعة ..
هذا ما لاحظه على وجهها، وهو لا يوفر جهدا لإراحتها ..
للحق تبدو في حال مزرية، لمجرد يوم قضته تحت رحمته !
لذلك ورأفة بها قرر أن يعتقها ... حتى ترتاح طبعا، لا لشيء آخر،لم يوجه لها أي كلام، بل أشار بصمت للحمام، فدخلته على الفور بخطى متعثرة ..
اتسعت ابتسامته يفكر بعبث ..
ابنة عمه .. زوجته .. ممتعة جدا ..
من المؤكد ببعض الجهد سيقدران على إنشاء حياة متوازنة بعض الشيء ..
زم شفتيه واتجه نحو المطبخ .. هل ينتظر منها إعداد الفطور ؟
طبعا لا .. فبتوترها هذا لن تقدر حتى على سلق البيض ..
تناول ما لديه من جبن و خيار ووضعهم على الطاولة في المطبخ، وحضر القهوة التركية كما يحبها ..
أنت تقرأ
عادوا عاشقين
Romanceحين نتوه في دوامة العادات .. نضيع ولا نعرف طريقا للرجوع .. حين يصدق عقلنا ما سمعه ورآه .. لننسى ان الحقائق حقا .. حتى لو رأيناها قد تكوت كاذبة ..