الفصل العاشر
عادوا عاشقين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حينما وصلت، أحست أن شمس الظهيرة تريد أن تحرقها بل ومصرة، فالحرارة كانت شديدة، مستغربة الأمر فلطالما كانت الشمس لطيفة وخاصة في هذه الشهور من السنة ..نفضت عنها الحر الذي تشعر به ..
وتقدمت خائفة ومترددة من باب الدار الضخم الذي فتحه الحارس للتو ..
لم تبقَ معه في السيارة بل نزلت ودخلت الدار سيرا فترك السيارة للعامل يهتم بها وتبعها ..
منتبها جدا لخطواتها المترددة ..
خطوة نحو الأمام ..جيد يا صخر أنت تتفوق على نفسك ..
علا صوت رنين هاتفها .. ليأتيها على الفور صوت لمياء وإن بدا غير طبيعي، إلا أنها لعجبها قالت لها أنها ستقضي اليوم في بيت عمر فهناك أمر مهم يناقشانه معا ..
توقفت خطواتها أمام الديوان دون أن تتقدم أكثر، تنظر للهاتف الذي أغلق في وجهها بعجب ..
فليفهمها أحد ما الذي يحصل ..؟
ثم التفتت بعدائية لصخر تهاجمه:
*اصدقني القول أنت تنوي حبسي هنا مجددا ..
صر على أسنانه بغيظ ..
ليرتفع صوته حانقا منها لعودتها لذات النقاش :
*بالله عليك ما بك أخبرتك أنني لا أريد حبسك ولو أردت لما منعتني قوة في الدنيا ..
ثم وبغضب جعل صدره يعلو ويهبط بقوة ..
أشار لها للباب الذي لم يغلق بعد ..
*ذاك هو الباب غادري وأريحي قلبي، لقد أحضرتك إلى هنا لأنك اشتقت لأمجد لا لغاية أخرى ..
ثم تركها يشتم من بين أسنانه وقد تملك منه الغضب لا ينظر للخلف لأنه متأكد أنها ولت هاربة على الفور ..
بضع خطوات هي كل ما تمكن من سيره قبل أن يتوقف يشد قبضتيه مانعا نفسه بقوة وصعوبة من العودة وجرها لبيته !
ليجفل من همستها خلفه :
*أين أجد أمجد ومريم ..؟
كانت لا تزال هنا .. بل تحديدا خلفه !
نفخ مستردا هدوءه ليقول ببرود:
*ربما في الدار، سنرى ..
لكن خطواتهما كلاهما توقفت حين هدرت سيارة بدر خلفهم ..
نزل بمرح دون أن يهتم بإدخال سيارته للكراج ..بل رفع يده لهما وهما يراقبانه، لم يهتم بهما ولم يبدُ عليه التعجب كون لجين موجودة هنا ..
أنت تقرأ
عادوا عاشقين
Romanceحين نتوه في دوامة العادات .. نضيع ولا نعرف طريقا للرجوع .. حين يصدق عقلنا ما سمعه ورآه .. لننسى ان الحقائق حقا .. حتى لو رأيناها قد تكوت كاذبة ..