عادوا عاشقين
الفصل الثاني عشر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمر الأيام بذات الوتيرة ، تحضيرات للزفاف الذي أصر الرجال أن يقام في ساحة الدار، لا مناطق راقية ولا متكلفة، فقط هنا، لتحل ذكرى الفرح وتلغى كل الذكريات ..
قضت لمياء وقتها بالبحث عن فستان لمريم يناسبها، تستمر بإرسال الصور لها بينما مريم لم يعجبها شيء حتى الآن ..
اختارت لها ثوبا رماديا قصيرا بعض الشيء ..
من يقدر على لومها إنها تحضر زواج أختها والله لن تلبس إلا الأنيق حتى لو خرج الكون كله ضدها وأولهم ذاك المسمى زوجها والذي بمعجزة لم تره منذ ذلك اليوم !
فهل قرر فجأة عتقها ؟
ذلك لا يهم حقا، المهم أنها تشعر بالراحة .. كم مر من الوقت على آخر مرة رأته فيها ؟ ربما شهر وها هوالثاني على مشارف الوداع ..
لقد دخل إعصار الراجحية عائلتهم الدافئة منذ شهرين تماما ..
ابتسمت بسخرية وهي تتفقد الملابس المعلقة في محلها بينما رؤى تتعامل مع أحد الزبائن .. نعم اكتشفت زواجها الذي أصبح واقعا ..
كم تمر الأيام مسرعة .. ومريم ستتزوج ..
عبست وقد توقفت يداها عن الحركة وهي تتذكر المدة ..
زواجها .. مضى على أول علاقة زوجية لها مع عمر .. ما يزيد عن شهر!
*يا إلهي !
همست بذعر واتجهت نحو باب المحل تنوي الخروج، لكنها نسيت تماما ذعرها حينما رأت ذاك الولد يقترب من المحل، فهتفت بانتصار:
*وأخيرا !
وانتظرت على الباب حتى اقترب منها باسما ليقدم لها باقة الزهور ..
أمسكت يده قبل أن يبتعد وانحنت حتى أصبحت بطوله تقول محاولة إغراءه:
*صغيري ما رأيك بقطعة كبيرة من الشوكولا المليئة بالكريما وجوز الهند؟
اتسعت عيناه بسعادة:
*نعم من فضلك ..
سحبته للداخل، لتلمحها رؤى وتبتسم لها علها تحقق مسعاها هذه المرة ..
جلست على الكرسي وسحبته نحوها لتفتح درج مكتبها المليء بقطع الشوكولا التي أصبحت تعشقها مؤخرا ولا تقاوم شراءها ..
سال لعاب الصغير على ما رآه ومد يده ينوي أخذ إحداها لكنها منعته، لتقول برقة متناهية :
*صغيري .. ألن تخبرني من يعطيك الزهور ؟
زم الولد شفتيه بقوة وهز رأسه بلا ..
أنت تقرأ
عادوا عاشقين
Romanceحين نتوه في دوامة العادات .. نضيع ولا نعرف طريقا للرجوع .. حين يصدق عقلنا ما سمعه ورآه .. لننسى ان الحقائق حقا .. حتى لو رأيناها قد تكوت كاذبة ..