عادوا عاشقين

7

عادوا عاشقين

الفصل السابع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقع عقد بيع البيت الذي لم يشتره سوى منذ فترة قصيرة فقط ..

كم كان أحمقا ومغفلا حين سمح لنفسه بالانجرار خلف الحب ..

لمياء .. من كان يتوقع أنها متزوجة ومجرد هاربة من زوجها ..

ماذا كانت تأمل من علاقتها معه؟

لم تشجعه، يعترف .. لكنها لم تبعده عنه .. لم تكن جادة بإبعاده، حتى أنها سمحت له في الفترة الأخيرة بالتقرب منها كثيرا، ليرسم خططا للحب وللزواج وللكثير من الأحلام معها، فقط لماذا غفلت عن جانب زواجها في الموضوع ؟

ضحك بسخرية من نفسه .. يقاوم إحساسه بالغدر والقهر ..

لقد أحبها حقا .. لم تفعل شيئا ولو تصرفا واحدا يدل على أنها متزوجة .

لولا العقد اللعين حيث اسم والدها وتوقيعه لما صدق أبدا أنها متزوجة..

قبض المبلغ من الرجل، وابتعد عن المكان ..

حسنا ماذا يمكنه أن يقول ؟

كانت خدعة عمره .. لكنها انتهت الآن ..

وكل شيء بخير .. فقط قلب مخدوع .. وهو أمر يمكنه التعامل معه مع الأيام ..

ألقى نظرة أخيرة على البيت الذي بنى حوله الأحلام .. وكل الأحلام انتهت به قبل أن تبدأ

................................

ما أن رأت رؤى ذاك الشاب يدخل المحل حتى تنفست الصعداء راحة له، وعلى الفور بدأت بالكلام عن حجم المسؤولية التي وقعت على كتفها في ظل غياب البنات وعدم قدرتها على التواصل معهن ..

وسارعت لفتح الدفتر أمامه توضح له الطلبات والمبيعات طالبة منه برجاء أن يطلب منهن العودة .. فالمسؤولية كبيرة عليها وهي تخشى ألا تكون كفؤا لها ..

لكنه طمأنها بكلمات بسيطة عن البنات، ليجلس معها يراجع الحسابات ويرى ما تحتاجه، متواصلا مع التجار الذين اعتادت لمياء التواصل معهم، ووعدها أن يمر عليها بشكل يومي هو أو أحد أبناء عمه، وترك لها رقم هاتفه إذا ما احتاجت لأي شيء ..

ظل جالسا لبعض الوقت بينما تقوم بعملها، متسائلا إن كانت تحتاج معها شخصا آخر للعمل، فأجابت أن لمياء وظفتها للفترة الصباحية، وهي لا مانع لديها من العمل بالدوام المسائي كذلك، لكن على أمل أن تتلقى عائدا ماليا مناسبا ..

اتفق معها على كل شيء، واتفقا على كيفية الحساب ..

ثم تركها على وعد العودة، بعد أن علم منها أن ربح المحل كان يذهب كل يوم لحساب مشترك للبنات في البنك المركزي للمدينة، لذلك طلب منها أن تترك أمر إيداعه كل أسبوع له ..