عادوا عاشقين
الفصل الخامس
ـــــــــــــــــــــــــــ
رفعت رأسها بعد وقت طويل عن ركبتيها، تغطي خصله المتمردة وجهها المحمر المنتفخ من البكاء وقد هدها التعب بعد طول الصراخ ..
أحدهم يفتح الباب ..
لم تتحرك من مكانها، فقد أنهكت قواها تماما، لا تعرف منذ متى هي هنا..
لكن الجوع تملك منها وكذلك العطش، فلم تعد تتحمله ..
لكنها انتفضت تماما .. ما أن رأت الطود الذي أطل من خلف الباب .. أغلقه يستند عليه ينظر لها باحتقار وعلى زاوية فمه ابتسامة ساخرة ..
ليقول بصوت الخشن الذي أثار رعدة ورهبة في أوصالها :
*مرحبا .. ابنة عمي ..
اتسعت حدقتاها تنظر له برعب ..
ابن عمها !
كيف فاتها الأمر ولم تتعرف عليه، كانت أكبرهم حين غادروا ..
أيعقل أنها نست كل الوجوه؟!
*ابن عمي !
قالتها بصدمة تكرر خلفه كببغاء غبي ..
بينما لا زال على وقفته يدقق النظر بكل ما فيها .. حتى ثوبها القصير ..
هل اعتادت على رؤية الناس لجسدها فلم تعد تؤثر بها النظرات الفضولية كنظراته حاليا!
أمال رأسه قليلا ثم دون مقدمات سألها بحدة:
*ما الذي بينك وبين عامر ؟
ارتفع حاجباها بدهشة .. ويعرف عن عامر كذلك !
ثم لم تلبث أن ثارت واقفة، فهي تعرف التخلف هنا .
وتعرف تماما أي أفكار تجول في رأسه الآن .. فسألته بحدة جعلت صوتها خشنا :
*وما شأنك أنت ؟
صفر بإعجاب لها ولقوتها التي بدت ..
وبكل بساطة همس بصوت ناعم .. خطر :
*لي كل الشأن ابنة عمي ..
هاجت بجنون، وتقدمت منه لتبعده بقوة استجاب لها، تحاول فتح الباب لتخرج ..
فصفق ساخرا من تصرفها:
*جيد .. جيد .. تابعي .. لكنك لن تخرجي من هنا إلا عندما أحصل على الأجوبة التي أريدها ..
التفتت له بسرعة ليلتف شعرها معها ..
نظرت له تهز رأسها بعدم تصديق :
*وما شأنك ..؟
كررت مجددا ذات السؤال ..
فاستقام بوقفته .. وابتعد قليلا إلى حيث كانت تجلس .. ورمى بجسده على الفراش العتيق القاسي .. تربع بجلسه يراقبها متسليا ..
أنت تقرأ
عادوا عاشقين
Romanceحين نتوه في دوامة العادات .. نضيع ولا نعرف طريقا للرجوع .. حين يصدق عقلنا ما سمعه ورآه .. لننسى ان الحقائق حقا .. حتى لو رأيناها قد تكوت كاذبة ..