8

1K 29 3
                                    


عادوا عاشقين

الفصل الثامن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وضعها على السرير برقة متناقضة مع الغضب الذي تفشى في صدره فقد أعادت بلحظة ذكريات ما حاولوا نسيانه لأعوام ..

لقد ظن أنهم حقا نجحوا في النسيان لكنهم الآن وكما يبدو لم ينجحوا أبدا ..

انكمشت على نفسها وجسدها ينتفض ..

لن يعلم أبدا ما الذي يعنيه لها بقاؤها هنا، لمَ يصر على إيلامها ..

لم تعد تتحمل المزيد من الألم ..

أين أنت يا عامر؟ كم هي بحاجة إليه ..

ترى هل يبحث عنها؟هل يعلم أنها محتجزة هنا ؟

كيف ستصل له من جديد ..؟

*اهدئي ..

قالها بحزم دون تعاطف ..

حقيقة لم يملك القدرة على التعاطف معها .. كان متعاطفا أكثر مع عمه ماجد وزوجته وصال ..

خاصة بعد ما عرفه ..

لا يقدر أبدا على التعاطف مع بنات المهدي ..

سمع توسلها الخافت بينما لا زالت تضم جسدها دافنة وجهها باكية

*لا أريد البقاء هنا .. دعني أذهب أرجوك ..

حينها قصف صوته بغضب لتقع الكرسي الخشبية من وقوفه السريع مصدرة صوتاً أجفلها :

*إذن كل هذه التمثيلية كي أسمح لك بالرحيل ؟

رفعت رأسها بوجه محمر .. أظهر له صدق بكائها ومعاناتها ..

كانت ترتجف بوضوح شاحبة الوجه ..

*لا أمثل .. أكره هذا المكان .. أكرهه ..

التوت شفتاه ليرفع إصبعه محذرا دون أن يقترب منها

*إن أحببته أو كرهته زوجتي مكانها في بيتي وليس بعيدا عني ..

*طلقني ..

هتفت على الفور بشبه صراخ :

*لا أريد هذا الزواج لا أريده ... أعطني حريتي ودعني أذهب ..

لم تنتبه لحاجبه الذي ارتفع بشر ..

ولا لخطواته المقتربة منها وهي غارقة في بؤسها تبكي حسرة على نفسها وعلى ما آلت إليه حياتها ..

شهقت بعنف حين أطبقت كفه الضخمة على عنقها المائل

*هل تريدين التحرر لأجل ذلك الرجل ؟

اتسعت عيناها ذعرا لا تفهم مقصده :

*أي رجل ؟!

دفعها للخلف بقسوة وأشرف عليها يطل من عينيه تصميم أخافها ليكرر مشددا على كلماته وكأنه يزرعها عنوة بين حنايا عقلها حتى لا تفكر بشيء سواها

عادوا عاشقينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن