كان صوت ذلك الغريب أول ما استقبلها حتى من قبل أن تتفارق جفونها التي ظلت منسدلة لما يصل للعشر ساعات "هل من الممكن أنك استيقظت، سيدة بيلادونا؟" قابلتها زرقاويتاه المعتمة كسماء يوم عاصف، وما جعلها حائرة أكثر انتفاخهما ولكن لم يكن لديها القدرة على التساؤل إن كان يبكي قبل استيقاظها؛ لأن كلمة مؤلم أبسط ما قد يصف به ما تحسه، فكل إنش منها يصرخ كما لو طعنت بآلاف السكاكين الحادة، وبالرغم من ذلك هي في الواقع ليس بإمكانها تحريك اصبع، حاول الغريب مواساتها وعلى ثغره اتسعت ابتسامة ناعمة "ليتك استيقظت قبل بضع دقائق فحسب قبل أن يرحل عمك إنه رجل طيب للغاية لقد كان يصر على اعطائي المال لأني قمت بالتبرع بكل كمية الدماء هذه لكِ ولكن حمداً للسماء استطعت الهرب منه، لابد أنك أردت أن تفيقي بجوار أحد تعرفيه عوضاً عني لذا أنا أعتذر" قام بحك خلف أذنه بإحراج وأردف "إن شخص عزيز علي في غرفة الطوارئ ولكن صادف أن استمعت للممرضين عن حاجتهم لأحد بنفس فصيلة دمك التي لم تكن متوافرة لذا تطوعت أنا، وبقيت معك من حينها لا سيما أنه يُمنَع الدخول على من في الطوارئ على كل حال."
سألته اخيرًا بصعوبة بصوت البحة تكاد أن تكتمه "ألم يزورني أحد سوى عمي؟" فكر لوهلة إن كان بإمكانه اطلاعها على كل ما حدث وهي في هذه الحال، قبل أن يهز رأسه لجانبيه ويجيبها "نعم، كان يوجد شخص يتحدث مع عمك أعتقد أنه من قام بالإبلاغ عنك، ولكنه ترك المكان على عجلة." تجمعت الدموع داخل عينيها وهي تشعر بقلبها ينقبض، بينما الغريب ينظر لها بحيرة من ردة فعلها "بالطبع وما الذي كنت أتوقع حدوثه بعد الذي فعلته به! أنا فقط تمنيت لو أعطاني فرصة واحدة لتوديعه."
سألها بجدية من باب الفضول "ولكن ألا يمكنك التواصل معه مجددا؟"
بدأت تشعر بثقل جفونها يعود فأصبح بالكاد بإمكانها الإبقاء عليها عينها مفتوحة وهي تتمتم "لا، أنا هنا في المستشفى لأني إ..." بالرغم أنها لم تقدر على نطق آخر كلمة قبل أن تعود إلى عالم الأحلام، إلا أن الغريب استطاع قراءة شفتيها لتتسع عيناه في ذهول، وبالرغم من ذلك لم تحمله نفسه على الهرب من التورط مع امرأة مثلها ربما لأنه يعلم إن رحل لن يزورها أحد، أو ربما تلك الدمعة الوحيدة التي انسالت ببطء على خدها.
~بعد مرور سنتان~
تعالت أصوات ثرثرة الموظفين بينما كانوا يترقبون وصول رئيستهم الجديدة بحماس، خاصة أنه تناقلت الشائعات أن الرئيسة الجديدة لهذا الفرع الصغير لشركة إيرس العالمية هي في الواقع ابنة الرئيس السابق للشركة مما يعني أن الشركة أخيراً ستهتم بهذا الفرع الصغير وستزيد من معدل إنتاجه مما يعني ببساطة المزيد من المال.
سمع الموظفون صوت المصعد وهو يتحرك باتجاههم؛ لتبدأ دقات قلبهم بالتسارع حيث ضرب الموظفون نقطة الذروة من الحماس، والخوف على مستقبلهم.

أنت تقرأ
المَهْوُوسَة | The Yandere Phenomenon
Romanceبيلادونا من أكثر الأزهار سمية على الأرض، استخدمها البشر كسلاح ضد بعضهم البعض فتصنع بها رؤوس سهام مسمومة تحول أقوى رجل إلى جثة هامدة، وكان ذلك اسمها، ولأن كل شيء مكتوب كان قدرها مثل اسمها، تبقى خفية عن أعين الناس إلي أن يأتي وقت استعمالها، عاشت طيلة...