على غرار ما كانت تتطلع اليه بيلادونا، لم يبدي رين أي ردة فعل على ما حدث في الملهى الليلي، ولا حتى تعليق واحد كأن شيئًا لم يكن، مما أقلقها لأنها تدري أنه ليس من النوع الذي تكون ردة فعله هادئة عندما يثير أحد غضبه بتاتًا، فلقد بدا مرهق بهالات سوداء كالفحم تنم عن أنه لم يحظى برمشة من النوم، تائهًا في عالمه الخاص، لذا لم تتمكن من صد رغبتها في الاطمئنان عليه "رين هل أنت بخير؟"
اكتفى بالإيماء برأسه لذا لم ترد الضغط عليه وتوجهت إلى مكتب الشركة في صمت، لتصدم حينما وطئت قدماها المكان بأعين موظفيها تنتظرها والابتسامة تكاد تشطر وجوههم نصفين، حتى ڤينسينت كان يبحلق بها "صباح الخير جميعًا؟" حيتهم بنبرة حائرة جعلت من جملتها تبدو كالسؤال.
سرعان ما قذفوها بأكثر التحيات مفعمة بالحيوية والبهجة، على غرار تحية الموتى الأحياء الذين يبغضون جحيم العمل المكتبي التي اعتادت تلقيها منهم.
من شدة ارتباكها تجمدت في مكانها لوهلة، ولكنها في النهاية تداركت الموقف وهي تتنحنح واكملت طريقها.
بعد مرور بضعة ساعات جاء موعد استراحة الغداء، لم تشعر بالجوع لذا قررت أن تتخطى تلك الوجبة اليوم، وأن تكتفي بالجلوس على كرسي مكتبها وتفحص هاتفها قليلًا، قامت بالضغط مطولًا على زر التشغيل لفتح هاتفها؛ حيث أنه قد فصل بسبب فقدانه للشحن ليلة أمس، لذا قامت بتوصيله بالشاحن قبل الخلود إلى النوم، إلا انها نسيت القيام بتشغيله مجددًا بعدما استيقظت.
كان كل شيء هادئ إلى أن اتصل هاتفها بالإنترنت في تلك اللحظة انفجر صوت الإشعارات لدرجة أنها كادت أن تسقطه، لذا اسرعت بتفعيل وضع عدم الإزعاج، وهي تتساءل عما يحدث بحق الكون.
لم تأخذ وقتًا طويلًا لتلاحظ أن جميع الإشعارات مصدرها برنامج الإنستغرام الذي لم تنشر فيه سوى بضع صور قديمة لمناظر أعجبتها، لأنها كالعادة لا تشعر بالراحة مع أخذ الصور الشخصية، ضغطت على أيقونة البرنامج لتتفاجأ بأحد ما قام بالإشارة إلى حسابها تحت ڤيديو قد نشره.
كادت أن تقع عينيها من محجريهما وهي تشاهد نفسها في الڤيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم.
لقد قام أحد ما بتصويرها وهي تنقذ القطة حينما كانت في الحديقة مع ديلان، وبالطبع ما هي إلا ضغطه واحده لتكتشف أن ديلان بنفسه كان هو من فعل ذلك، ولم تكن تلك هي الصدمة الوحيدة فلقد كان يمتلك ثلاثة ملايين متابع، مما جعلها تشعر بالحماقة الشديدة خاصةً وهي تتذكر حينما أخبرها انه لا يحتاج إلى المزيد من المال والشهرة وظنت انه فقط قنوع!
كبست زر اغلاق الهاتف لتضعه على مكتبها وهي تزفر بقوة بينما كفها يغطي جبهتها، لا يجب أن تعطي الأمر مقدار زائد عن حده ستكتم اشعارات البرنامج ويعود كل شيء كما كان، فقط ديلان ذلك حينما تراه تقسم انها ستسلخه حيًا.
أنت تقرأ
المَهْوُوسَة | The Yandere Phenomenon
Romanceبيلادونا من أكثر الأزهار سمية على الأرض، استخدمها البشر كسلاح ضد بعضهم البعض فتصنع بها رؤوس سهام مسمومة تحول أقوى رجل إلى جثة هامدة، وكان ذلك اسمها، ولأن كل شيء مكتوب كان قدرها مثل اسمها، تبقى خفية عن أعين الناس إلي أن يأتي وقت استعمالها، عاشت طيلة...