المَهْوُوسَة | The Yandere Phenomenon

٤٤. تغيير

اتسعت عينا بيلادونا وهي تغطي أنفها بكفيها، خائفة من أن يسمع رين أنفاسها.

ما الذي يحاول ديلان فعله بحق الجحيم؟ هل من الممكن أن الأمر برمته ليس اختبار وهو حقًا يريد العثور على أي عذر يقتل به رين هل يجب عليها الخروج والدفاع عنه ولكن ماذا إن فعلت وقام بقتله على كل حال.

سأله رين بحيرة "عفوًا ما الذي تعنيه؟" رفع ديلان كتفه بعدم اهتمام "فقط ما قلته، هي تكون تحت هذا المكتب."

أجفل جسدها بالكامل حينما سمعت صوت قوي على سطح المكتب فوق رأسها ويبدو أن ما تسبب به كان قبضة رين الذي يتشيط غيظًا من عدم أخذ ديلان له بجدية "لا تمازحني يا غريب الأطوار وإن كان هنالك شيء تعرفه عنها اخبرني به الآن."

دحرج عيناه وهو يتمتم لنفسه "أنت حقًا أغبى من أن تُقتَل أليس كذلك!"

"ماذا قلت؟"

عاد لابتسامته وهو يجبيه "لا شيء، على كل حال كما ترى أنا أهتم لأمر حبيبتك وكأي شخص طبيعي آخر دون اهانة رين لا أحب ما يجري في علاقتكما، وبالتالي أشعر بالتحفظ حيال مشاركة المعلومات التي أملكها عنها، لذا أعطيني سببًا يجعلك تستحق معرفتها."

"بيلادونا في خطر، هل هذا سبب كافي؟"

وضع رجله على الأخرى مما جعلها تفكر مليًا في رفسه بعيدًا عنها إلا أنها تجاهلت ذلك لكي لا يقتل رين "ممن؟"

سحب رين نفسًا عميقًا وقد لانت نبرة صوته "يوجد موظف آخر يُكِن لها المشاعر اخبرني إن لم أجد حل لاختفائها سيأخذها مني."

انعقد حاجبيها وهي تتساءل إن كان ما يقوله صحيح أو يحاول فقط استخدام أي عذر يضغط به على ديلان، فكيف قد يكون ڤينسينت يكن لها المشاعر حقًا بعدما كان أول شخص حاول اصلاح علاقتهما؟ إلا أن صوت ديلان قطع حبل أفكارها سريعًا "وبالتالي تريد الوصول إليها أولًا بسبب احساسك بالتهديد من مشاعر منافسك عليها وليس لأنها ربما مثلًا تعرضت للخطر؟"

"أجل وهذا حقي كوني من أحبها أولًا ومن ثم لم يحدث لها شيء، فكما أخبرتك لقد تشاجرنا لذا قررت تركي لفترة مؤقتة، وصدقًا أردت اعطائها المتنفس الذي تريده ولكن لن أستطيع السكوت وغيري يحاول سرقتها مني، لا سيما وأنا أعرف أن مشاعره نحوها زائفة لأنها مبنية على نسخة من حبيبته السابقة المتوفاة، فلقد كانت أول شيء ذكره حينما اصبحت بيلادونا رئيستنا."

بدأ ديلان بالشعور بأنه أصبح طبيب رين النفسي ولكنه لم يمانع من الاستماع إلى ثرثرته على كل حال لذا سأله "ولماذا قد تشعر بالتهديد من رجل آخر إن كنت واثق من حبها لك؟"

ابتسم ابتسامة تخلو من الفكاهة "وكيف لا، فكل ما هو متعلق به مثالي، مظهره طريقة تعامله مع من حوله، البيئة التي نشأ بها هو ببساطة كل شيء لا استطيع تمني أن أكونه، فأنا شخص محفوف بالسموم لا يعرف شيئًا عن الارتباط نشأت في بيئة كارثية، أب خائن وأم مهووسة بعمليات التجميل، وبالرغم من علمي بكل ذلك لازلت أنانيًا، لازلت أتوق لأحد ليحبني."