المَهْوُوسَة | The Yandere Phenomenon

٤٩. نعناع برقائق الشوكولاتة

أثُلِجَ صدر بيلادونا حينما أخذت قدرة رين على الحراك بالتحسن مع مرور الأيام، حيث أنها كانت تخشى أن يصيبه شلل جزئي مثلها خاصة وهو لم يخضع لأي تحاليل ولم ينقل له دماء حتى، ولكنه تحسن بسرعة ومن المرجح أن ذلك راجع إلى حقيقة أن عمق الجرح لم يكن بذلك السوء.

أما بالنسبة لرين فلقد كان أغلب تركيزه في تلك المدة واقع على ذلك الكائن الذي يسمى ديلان.

هو لم يعتقد أنه قد يجده مثير للاهتمام هكذا، لا سيما وأنه كانت توجد عداوة مشتركة بينهما في البداية، ولكن حينما تعرف جيدًا على شخصيته المرحة وغريبة الأطوار، أحس أنه ليس سوى أبله ليس بإمكانه إيذاء فراشة يحمل بين يداه صندوق يوزع به قلوب على الجميع.

ومع ذلك لم يفشل رين في فهمه جيدًا وادراك أنه يمتلك عقل خبيث يخفيه تحت غرابته، خاصةً وأن تأثيره على بيلادونا من كل النواحي كان جليًا، وبالرغم من شعوره بالغيرة منه إلا انه لم يقدر أن يحقد عليه، فلقد كان يحاول معاملته كما يعاملها تمامًا مما حرك شيء بداخله اتجاه ذلك الأحمق.

زارهم الطبيب مجددًا ليقوم بسحب الغرزة من ظهره بعدما التأم الجرح جيدًا وفي اليوم التالي قرر المغادرة ووافق ديلان على طلبه بصعوبة.

وقف ثلاثتهم بالخارج أمام بوابة القصر حيث السيارة التي ستصحب رين إلى شقته.

وضع ديلان كفه على كتف رين الأيسر قائلًا بسخرية "هل يجب عليك الذهاب يا صاح؟ حقًا بإمكانك البقاء هنا للأبد."

أبعد يده عنه كتفه برفق هو يشعر برفة في عينه اليمنى "كم مرة قلت لك أن تتوقف عن مناداتي بصاح؟ أنا لم أتعرف عليك جيدًا سوى منذ تسعة أيام يا غريب الأطوار."

دون أن تعلق، قلبت بيلادونا مقلتيها مدركة أن مشاجرة جديدة ستشتعل الآن، كأن مشاجرتهما طيلة وقت بقاء رين هنا لم تكن كفاية.

"وأنا كم مرة أخبرتك أن لا تناديني بذلك أم أن عقلك المليء بزهور اللوتس لا يستوعب؟"

اتسعت عيناه لأنها كانت المرة الأولى التي يذكر بها أحدهم معنى اسمه، فلقد كان أصدقائه في المدرسة المتوسطة دائمين السخرية من اسمه لأنه اسم يُفَضل للفتيات في الولايات المتحدة، ومع أنه لم يكترث لتعليقاتهم من قبل ولكن سماع ديلان يقول معناه رسم ابتسامة امتنان على ثغره "لماذا؟ هل يزعجك اسمي يا ديدي؟"

اعوجت شفتاه كمن أصابته جلطة بينما تلجلج جسده مما قام رين بمناداته توًا ولكن سريعًا ابتسم أكبر ابتسامة مصطنعة ممكنة وهو يربط ذراعيه على صدره "للأسف الشديد محاولتك في اغاظتي لن تنجح لأنه ليس اسمي الحقيقي من الأساس، لذا ناديني ديدي في أي وقت تشاء."

ارتفع حاجب بيلادونا إلى أن ادركت ما يقصده وشعرت بأنها اغبى انسان على الكوكب.

بالطبع كيف يكون اسمه ديلان وهو ليس أمريكي من الأساس؟ ماذا إذن عن ليسا وجميع الفتيات هل هي حقًا بهذا الحمق لتعتقد انها أسمائهم الحقيقية؟