٣٥. غريزة مهووسة

5.5K 350 125
                                    

لم تقدر على التحكم في نفسها واسدلت جفونها، منتظرة شفتاه أن تلثم شفتيها في خضوع تام لا تعرف من أين أتى خاصةً وهي من المفترض منها أن تبتعد عنه، ربما هي فقط أنانيتها تريد العبث معهُ قليلًا قبل أن ترحل للأبد باستغلال فرصة انها تمثل فقدانها لذاكرتها، لا تدري لماذا لكن هذه المرة مختلفةٌ تمامًا عن سابقتها بل رين هو الذي تغير لم يعد نفس الشخص الذي يفرض ما يريده بالقوة أو ربما هو يدعي ذلك فقط ليخدعها ويصل لمبتغاه الحقيقي، أيًا كانت النظرية الصحيحة لقد تعبت من المقاومة كذلك.

على غرار ما كانت تتوق إليه شعرت بسبابته تفصل شفتيهما عن بعضهما قبل أن تتقابلان، اسرعت بفتح عينيها لتجد الابتسامة الشيطانية ترحب بها "لعبة الاستفزاز هذه يمكن أن يلعبها اثنان، احذري أن تعيديها من جديد لأنه في المرة القادمة لن يكون اصبعي موجود." ابتعد عنها دون مبالاة ثم التقط أكياس الطعام وبدأ بإخراج العلب فوق السرير لأنه على ما يبدو لا توجد طاولة طعام حتى في الغرفة، بينما بيلادونا كانت متجمدة وهي مستلقية على ظهرها "هل تعرفين كم تكبدت من عناء كي أحصل على هذا الطعام؟ فطباخ الفندق قد انتهت ساعات دوامه؛ لذا جُبت كل المدينة تحت الأمطار لأجد أي مطعم مفتوح الآن." لم ترد عليه وهي لا تزال في حالة ذهول تامة مما حدث توًا "توقفي عن المحلقة في السقف كما لو كان الشيء الأكثر دهشة على الأرض وتعالي هنا لتناول الطعام الذي حميته بجسدي."

زفرت من خلال انفها بعمق وهي تغير وضعيتها للجلوس وتحاول بكل طاقتها مسح ما حدث منذ لحظات من ذاكرتها والتصرف كأن شيئًا لم يكن، قام رين بمناولتها علبة الطعام التي تحوي النودلز المقلية المفضلة لديها لتهم بتناولها بنهم وتخرس معدتها التي تقرقر من الصباح، حولت نظرها لجسد رين الذي لازال مبتلًا حتى الآن لتقول بفم مملوء "ولكن ألن تصاب بالزكام هكذا؟"

"إذن ما الذي تريدينه أن أخلع ملابسي؟" لم تترد مرتين في الرد عليه "لا، أنا أفضل أن يصيبك الزكام على أن أراك عاريًا." رفع حاجبيه معطها نظرة 'أحقًا ذلك' قبل أن يعلق "كلمات جريئة صادرة من شخص كان مستسلم لي تماماً منذ قليل يال المتعة!"
ابتلعت ما في حلقها ببطء قبل أن تقول بامتعاض واضح "هل يمكنك فقط التوقف عن محاولة اغاظتي والتركيز في تناول طعامك؟"

"أنا أفعل أنتِ من بدأت السؤال."

"الرحمة! هذه أول محادثة شبه طبيعية لنا خارج العمل وكل ما نفعله هو العراك."

"بالتحدث عن العمل أنتِ لم تعطني فرصة لأسألك عن اجتماع اليوم، كيف سار؟" رفعت كتفها بعدم اهتمام وهي تجيبه "لا يفرق كثيرًا عن أي اجتماع طبيعي، إذن ماذا لو كنا نتشارك الدماء هذا لا يعني أني يتوجب علي أن أحبهم."
مرت فترة من الصمت ورين يعيد كلماتها في عقله، ليقول بنبرة عميقة على غرار نبرته الساخرة المعتادة "أنا أحسدك."

المَهْوُوسَة | The Yandere Phenomenonحيث تعيش القصص. اكتشف الآن