٦. الماضي: نعم أنا مهووسة بك

9.2K 519 70
                                    

لمست بيلادونا قطعة الزجاج التي أمامها وكلما حاولت أن تبتسم بصدق لم تصل الابتسامة عيناها الغائمة، فهي لم تسطيع التعرف على المرأة التي أمامها حتى، ملابس شبه عارية ببضعة مئات الدولارات لأنك تشتري الاسم وليس الملابس، مكياج ثقيل لا يبرز ملامحها بل يعطيها وجهًا جديدًا، وأخيراً حذاء كعب ثمنه لا يناسب حقيقة أنه خطوتان وستمتلئ قدمها بالجروح.

ولكن لا بأس فربما سيلاحظها، ربما سيَغير عليها مثلما كان يفعل ويوبخها أو ربما على الأقل سينظر في وجهها.

تنهدت ثم خرجت من شقتها.

بعد اعترافها لرين بدأ بتجاهلها كلياً إلى أن انتهت السنة الدراسية رغم أنها كانت دائماً ما تحاول التواصل معه، لكنه كان يهرب منها بكل الطرق الممكنة، والأن مفترض منها الرجوع لقصر عمها لكنها قامت بتأجيل عودتها فربما لا تزال هناك فرصة لها مع رين.

لكنها لم تعرف أن بهيئتها ستجذب نوعًا من الاهتمام لم تحبذه في الملهى، لذا لم يكن لديها خيار سوى التصرف بوقاحة مع أي رجل حاول مغازلتها لكي يبتعد عنها ولكن ذلك لم يجدي نفعًا.

فكلما طردت احدهم بخشونتها جاء آخر اكثر تبلدًا ولزوجة ممن سبقه.

وما زاد الطين بلة حقيقة أن رين لم ينوي الخروج الليلة مما جعلها فريسة سهله دون حماية، لذا ما كان منها إلا أن تهرب من الجنون الذي يحدث بالشرب، ولكن بسبب ضعف جسدها في تحمل الكحول سريعًا ما شوشت رؤيتها والتف العالم حولها.

"هل هذه أنت بيلادونا؟" التفتت إلى الصوت الحائر الذي ينادي اسمها، حيث رجل بطول عارضي الأزياء وشعر اشقر وعينان زرقاوين.

ويبدو انها الوحيدة في المكان التي لم تتعرف عليه، حيث أن الرجال الذين حولها تجمدوا في مكانهم كالتماثيل.

وبرمقة واحدة منه دون أن ينبس حتى بكلمة تبخروا جميعًا في الهواء خلال غمضة عين.

جلس على المقعد بجوارها وتعابيره توحي بعدم السرور "أنتِ كيف لك أن تخرجي في هذه الساعة وحدك، هل تعرفين كيف ستكون ردة فعل عمك إن رآك هكذا؟ أنا حقاً لا أصدق أن مستقبلي مرتبط بفتاة مثلك."

حدقت به بعينين شبه مغلقتين محاولة التركيز في ملامحه قائلة "أنا أعتقد أنك تقصد البيلادونا الخاطئة."

مط شفتيه بامتعاض واضح "أنا أعلم أننا لم نتقابل كثيراً لكن هيا من في عقله الطبيعي قد ينسى وجهي هذا، لابد أن الكحول أثر على ذاكرتك!"

هزت رأسها لجانبيها "أنا حقًا أعتقد أني لا أعرفك" تجاهل تعليقها ليسألها بجدية "أنتِ لماذا لم ترجعي بعد هل الاحتفال لوحدك هنا مسلي لهذه الدرجة؟"

المَهْوُوسَة | The Yandere Phenomenonحيث تعيش القصص. اكتشف الآن