٢٩. ندوب عاهرة

6.5K 414 77
                                    

"أنت تنظرين كثيرًا في هاتفك آنسة بيلادونا، هل من الممكن أني لست كفيل بتسليتك؟" هزت رأسها لجانبيها دون أن تنقل نظرها الى ديلان الذي باتت تزوره في مكان عمله باستمرارية خلال الأيام الاخيرة "لا، إن الأمر ليس كذلك، أنا فقط--" لم تقدر حمل نفسها على اكمال كلماتها؛ لأنها لا تستطيع تفسير الأمر لنفسها حتى لذا سألها هو "إن لم يشعرك هذا بعدم الراحة، هل لي الجلوس بالقرب منك؟ أنا لا أستطيع كبح فضولي عما يلهيك عني، صدقًا أنا أشعر بخيبة الأمل لعدم تأديتي لوظيفتي على أكمل وجه."

غطت شفتيها بظهر يدها محاولة كتم ضحكاتها "الخطأ ليس خطأك." قامت بالتربيت على المساحة الفارغة من الأريكة جانبها كما لو كانت تنادي جروها أن يقفز إلى جوارها "هيا تعال إلى هنا، ومن ثم كم مره يتوجب علي اخبارك أن لا تتحدث معي برسمية؟! أنت تتصرف كما لو كنت الوصيف خاصتي."

"ولكنها وظيفتي آنستي، أن اجعلك تشعرين بأنك مميزة." تفحصت عيناه المكان حوله ليتأكد من عدم تواجد رئيسه في الأرجاء ويهمس بسرعة "أم انك تريدين قطع لقمة عيشي؟" هزت رأسها لجانبيها ليتنحنح هو ويردف "والآن أريني إلى ماذا تنظرين؟" اقربت هاتفها منه ليعود للعبوس مجددًا "ماذا؟ أنت تنظرين لرجل آخر وأنت معي هل تعرفين كم هذا محطم للأمال؟ لا بل مهين آنسة بيلادونا، هل هذا الرجل خليلك؟"

تنهدت ببطء بينما ترجع ظهرها للأريكة "لا، في الواقع الفتاة التي بجواره في الصورة هي من تكون خليلته."

"ودعيني أخمن أنت تحبينه لكن هو لا يحبك ويحب خليلته، وخليلته تلك في الواقع ساقطة، مثلث حب كلاسيكي أليس كذلك؟"

"ساقطة؟ ولكن لماذا قد تفترض شيئًا كهذا؟" اجابها دون أن يطرف له جفن "بإمكانك القول أني أستطيع التعرف على واحدة حينما أراها، لأني حسنًا أراهن يوميًا."

"هناك احتمالان لا ثالث لهما، إما أنك تكره وظيفتك هذه فعلًا أو أنك تشاهد الكثير من الدراما، ولكن لا." سحبت نفسًا عميقًا قبل أن تكمل "أنا لا أستطيع طبع وسم معين على مشاعري اتجاه رين، كل ما استطيع تأكيده هو أني أكترث لأمر كل من أسمح لهم بدخول حياتي، مهما كانوا مسممين؛ ربما ذلك بسبب قلتهم، أو بسبب ضعفي، لأنه حتى حينما احاول اجبار نفسي على التوقف عن الاهتمام، أُسحب لنفس الدائرة فقط بسبب بضع كلمات، والمثير للسخرية في الموضوع أني لا أدري إن كنت أصدقها حتى."

تثائب بينما يرمي ذراعيه على ظهر الأريكة "آنستي أنتِ حقًا حمقاء." وعوضًا عن الانزعاج من رده التلقائي دون تفكير، أومأت برأسها.

"ناوليني هاتفك رجاءً." اذعنت له دون نقاش ليشرع هو في تفحص الصورة وتفصيلها من حيث الموقع وتاريخ النشر ..الخ "لم يمضي على نشر تلك الصورة عشرة دقائق والليلة لا تزال في بدايتها وأنت جل ما تفعلينه التنهد وحرق مقلتاك بالمحلقة بها دون رمش؟"

المَهْوُوسَة | The Yandere Phenomenonحيث تعيش القصص. اكتشف الآن