لا تعرف بيلادونا ما الذي يثير ذعرها أكثر أن رين قد يفضحها أم محض وجوده أمامها بعد عودة الكوابيس لها؟ فالجرح الذي تركه لم يلتئم بعد لكي يضغط عليه مجددًا.
أرادت أن تكذب على نفسها وتقول أنها لا تهتم إن قام رين بالبوح عن كل شيء وإن خسرت المرح التي كانت ستحظى به مع ڤينسينت، ولكنها لم تستطيع، ففي الواقع هي تحتاج أي شيء ليأخذها بعيدًا عما هي فيه، فيكفي أنها أرغمت نفسها على العودة إلى بروكلين من أجل مصلحة عائلتها، أيًا كان المطلوب فهي لم تعد تكترث مثل السابق، لم تعد تكترث إن كان الطرف الأخر سيستغلها، سيأخذها للطريق الخاطئ، أو حتى يلقي بها في الجحيم، كل ما يهمها أن يسحبها شخص ما أيًا كانت نوياه بعيدًا عن الذكريات الحقيرة التي يحملها هذا المكان.
رفع ڤينسينت حاجبيه مشيرًا إن كان ذلك حقًا ما يريد رين فعله قائلاً ببرود "وهل تعتقد أني سأكترث؟ أيًا كان ما فعلتهُ لَك سيظل في الماضي لذا لن يكون لفصحك عن سرها معنى، فعلى كل حال الحاضر هو كل ما يهمني."
"ألا تلاحظ أنك قد تسرعت قليلًا في أخذ صفها خصوصاً وأنت بالكاد تعرفها؟"
"أنا لا أخذ صف أحد، أنا فقط أتصرف على حسب ما أراه صحيحًا، وكل ما أراه هنا فتاة تتألم وحدها ترتجف خوفًا من متنمر يزيد الطين البلة" نظر في عيني رين كأنه كتاب مفتوح يقرأه أمام الجميع ثم أردف "وفي الواقع منذ اليوم الأول وهي تحاول التعامل معك مهنيًا ولكنك أنت المشكلة هنا رين، أنت لا تستطيع تخطي الماضي لذا تقوم بمضايقتها والضغط عليها به لكي ترضي نفسك فحسبك."
قبض رين على كفه إلى أن ابيضت أنامه وقد باتت نبرته اكثر حدة "فلتتوقف فحسب عن التصرف وكأنك تعرف كل شيء فأنت لا تعرفها مثلما أفعل، إذن لماذا تتدخل؟" لم يتردد ڤينسينت في الإجابة "من أجل سعادتي."
انفجر رين ضحكًا بسخرية وقد بوغت تمامًا من رد صديقه "هل أنت جاد؟ هل تظن أن الحياة وردية وسعادتك من سعادة الأخرين أو شيء من هذا القبيل؟ فلتوقف عن العيش في مخيلتك."
"سعادتي من سعادة الأخرين؟" قال ببطء وكأنه يفكر في كلمات رين ثم أردف "ولكن أنا لم أقل ذلك، سعادتي هي سعادتي سواء من تعاسة الأخرين أو سعادتهم، ذلك لا يهمني المهم هو أن أشعر بها بأي طريقة كانت فقط مثل أغلب البشر، على عكسك رين فأنت الحالة الشاذة هنا."
تلاشت الابتسامة التي كانت تحملها شفتاه وعروق رقبته بدأت بالوضوح بينما يصر على أسنانه، قام بإرغام نفسه على الاعتقاد أن ما قاله ڤينسينت ليس له أي معنى خفي وأنه لا يعرف شيئًا لأنه لو لم يكن كذلك لتغيرت ردة فعل رين تمامًا.
ولكن ما لا يريد رين اعتقاده هو الحقيقة، ڤينسينت لم يكن من النوعية التي تغضب أو تنفعل جسديًا لكي تفوز النقاش، فضوله عن البيئة التي حوله جعلته جيد في استخدام عقله، فبعد العديد من التجارب بات بإمكانه ملاحظة نقاط ضعف التي أمامه، قراءتهم، وتوقع ردة فعلهم بسهولة، فكل كلمة يقولها تكون مدروسة بعناية مما يعني أنها أقوى من أي لكمة قد يتلقاها احدهم على وجهه.
أنت تقرأ
المَهْوُوسَة | The Yandere Phenomenon
Romanceبيلادونا من أكثر الأزهار سمية على الأرض، استخدمها البشر كسلاح ضد بعضهم البعض فتصنع بها رؤوس سهام مسمومة تحول أقوى رجل إلى جثة هامدة، وكان ذلك اسمها، ولأن كل شيء مكتوب كان قدرها مثل اسمها، تبقى خفية عن أعين الناس إلي أن يأتي وقت استعمالها، عاشت طيلة...