المَهْوُوسَة | The Yandere Phenomenon

٣٧. حكاية ما قبل النوم

تساءلت كيف كانت بالغباء الكافي لتقارن ديلان بڤينسينت في البداية؛ فلقد تحول إلى عبدها المطيع أسرع مما ينبغي لدرجة تثير الريبة، ولكن حسنًا إذًا فليحاول أن يلعب بذيله إن استطاع، ستقتلعه من مؤخرته.

تجاهلته وأكملت السير فحسب في صمت دام إلى أن وصلا الغرفة ليترك يدها اخيرًا "لن نتحدث ونحن واقفان هيا استلقي على السرير" رفعت احدى حاجبيها وهي تعيد التفكير في إن كان ما تريده حقًا يستحق كل هذا العناء، لذا بدأ ديلان يلح عليها أكثر "لا تقولي أنه بعد كل شيء أنت لا تثقين بي!"

هزت رأسها لجانبيها بهدوء "انه ليس أني لا أثق بك، أنا فقط لا أفهم ألم يكن بإمكانك اخباري عما يحدث عوضًا عن جعلي انتظر طيلة هذه المدة ولماذا تصر على أن أقضي الليلة هنا؟"

"إن القصة طويلة تحتاج كلًا من الوقت والخصوصية ليست شيئًا بإمكاني همسه لك بسرعة." لم ترد عليه لذا تنهد هو وأردف "وحسنًا أردت امضاء باقي الليلة معك وحدنا، لأني أعلم جيدًا أنه طالما هو موجود هنا لن تنظري في وجهي مرتين، خاصةً وأنت كنت تتجاهليني في الآونة الأخيرة وأنا حيوانك الأليف أحتاج إلى العناية منك، أعرف أنها أنانية ولكننا بيننا اتفاق مسبق سأفعل ما تشائين مقابل أن تفسديني بتدليلك لي."

قلبت عينيها باستنكار "أنا آسفة ديلان سآخذك في نزهة كتعويض لك." ألقت بجسدها على السرير فكم كانت في الحاجة للتمدد بعد كل ذلك الانتظار.

رد عليها بحماس بعينان تتألقان كالجرو وهو يقفز إلى جوارها غير مدرك أنها في الواقع كانت تسخر منه "أحقًا ذلك؟" أومأت برأسها ليخرس ثم استطردت "حسنًا إذًا فلتحكي قصتك."

أخذ نفسًا عميقًا ليتحدث أخيرًا بجدية في صوت متزن "أنا الأخ الأوسط لشقيقان آخران، ولدتني أمي مبكرًا عن موعدي لذا ولدت بجسد أصغر وأضعف من الجميع، وبالتالي استغرقت وقتًا أكثر قليلًا من زملائي لإتمام مرحلة البلوغ، كما أني كنت من النوع الصامت الذي يحمل دومًا كتابًا ما في يده، لذا ظن الجميع أني كنت أتكبر عليهم، فأصحبت فريسة للمتنمرين."

"غير معقول أنت تعرضت للتنمر كيف؟ لقد تخيلتك أكثر فتى مشهور في المدرسة خاصة بين الفتيات."

"بالطبع لقد كنت أكثر فتى مشهور بين الفتيات بعدما بلغت، بالرغم أن مدرستنا كانت للفتيان فحسب إلا أن خزانتي كانت تملأ بالشوكولاتة كل عيد حب من قبل الفتيات من المدارس الأخرى." قام بحك رقبته وهو يشعر بالإحراج من نفسه بينما يكمل "ولكن ذلك لا ينفي حقيقة أني كنت أكبر خاسر في مدرستي، في البداية كان الموضوع مجرد تعليقات بسيطة بعدها انتقل إلى كتابة الشتائم على السبورة وطاولتي، لذا كنت أتجاهله لكن سرعان ما تطور إلى الضرب والسرقة إلى أن أصبحت منبوذ بلا أصدقاء."

"ولماذا لم تطلب المساعدة من والداك؟"

بدأ يشعر بأنامله تتعرق، فهو ما كان ليتوقع أن التحدث عن أصله أمامها سيكون بتلك الصعوبة فهو لم يهتم بذلك الموضوع قط، هل بدأ يكترث بصورته أمامها لأنه أصبح حيوانها الأليف ولا يريد لمالكته أن تشعر بالإحباط منه؟ "أمي كانت من النوع السلبي الذي لا حول له ولا قوة، أما بالنسبة لأبي كان يرفض مساعدتي ويعنفني بسبب عدم مقدرتي على الدفاع عن نفسي، وحتى أخواي كانا خائفان من أن يمتد التنمر لهما."