٤٣. خلية مخ واحدة

4.1K 281 146
                                    

"بحق الجحيم ما الذي أتيتِ هنا لفعله؟" تراجعت بيلادونا لظهر السرير وهي تراقب بقلق ليسا التي تقترب منها محتضنة إلى صدرها أدواتها التي كانت عبارة عن مقص رزاز ومكواة للشعر وفرشاة.

اتسعت على ثغرها أكبر ابتسامة بلهاء أفرجت عن أسنان الأرانب خاصتها "لقد كنت أفكر في طريقة لإبهاجك لذا قررت أنه سيكون من الممتع قص شعرك!" رفعت بيلادونا سببتها لتشير إلى رأسها حيث شعرها الذي أصبح لا يلامس كتفها حتى "أنت بلا شك تقصدين قص شعر مؤخرتي لأنه أطول بكثير من هذا."

حركت ليسا رأسها لجانبيها سريعًا "لا، لقد اخطأت صياغة الأمر، كل ما أقصده أني أريد أن أساوي أطراف شعرك ببعضها، أنا في الواقع كنت أعمل مصففة شعر قبل أن أقابل ديلان وانخرط في عالم نوادي الاستضافة ومن ثم تعرفين ماذا، ولكن هذا لا يهم الآن أنا جئت لكي أتسكع معك فحسب."

تنهدت بيلادونا وهي تدلك المنطقة التي بين حاجبيها بيأس "ليسا أرجوك إن لم تأتي لمساعدتي في الهروب من هذا المكان اتركيني وحدي، فأنا لا أريد اخراج حنقي اتجاه هذا العالم عليك دون ذنب منك."

ازدرت ريقها بصعوبة وهي تضع ادواتها على طرف السرير ثم تربعت على أبعد نقطة من بيلادونا الغاضبة "إ-إذن لا تفعلي، كما تعلمين أنا لا استطيع التدخل في شؤون ديلان لذا على الأقل دعينا نمضي الوقت معًا أرجوك."

شبكت بيلادونا ذراعيها على صدرها وهي ترمقها بنظرات حائرة "لماذا ليس بإمكاني تصديقك، خاصةً على حسب ما استنتجته من كلامه هو لا يأخذ منكن المال لذا جميعكن مساويات له في القوة أليس كذلك؟"

"الأمر ليس متعلق بالمال أو القوة وحدهما فديلان هو من كان يحمينا طيلة السنوات الماضية قبل أن نصبح شيئًا، حتى هذا القصر كان أول ما اشتراه بماله لكي يأوينا، لذا جميعنا نحترمه ولا نتدخل في رغباته."

"كرغبته في سجني هنا باقي عمري؟"

جمعت ليسا لا شعوريًا جزء من ملاءة السرير بكف يدها مدافعة عن ديلان بانفعال "لا هو بالطبع لن يقوم بذلك، هو فقط يريد حمايتك والاطمئنان عليك، ولابد أنك تستوعبين تلك الحقيقة جيدًا فهو من بقى بجوارك طيلة هذا الأسبوع إلى أن اختفت تلك الأورام من حول عيناك تمامًا!"

"ليس وكأني ما كنت لأتمكن من فعل الشيء ذاته براحة في شقتي."

"بيلا أنا اتفهم غضبك ولكن ضعي نفسك مكانه كيف ستكون ردة فعلك إن قام صديق عزيز لك بنفس ما ارتكبته، هل ستنتظرين حدوث الأسوأ أم ستتحركين لمساعدته حتى إن عنى ذلك استخدام الصرامة؟"

"حسنًا إذًا! أنا ممتنة له لأني لم أصبح جثة هامدة مقيضة كالذبيحة في شقتي وعلى أنه قام بمساعدتي على الشفاء ولكن لقد مر اسبوع بالفعل ألا يمكنني الذهاب الآن؟"

ابتسمت ليسا محاولة تهدئتها "إذًا ما رأيك أن تتحدثي معه بعقلانية عوضًا عن الصراخ في وجهه كلما رأيته، أنا واثقة أنه سيتفهم شعورك."

المَهْوُوسَة | The Yandere Phenomenonحيث تعيش القصص. اكتشف الآن