التوحد 31

1.5K 68 2
                                    

منى ... علاء سووف امووت من القلق اين علي و اين نحن ذاهبي ....
علاء .. قاطعتها بقبلة على شفتيها كي تبقى هادئة حتى نصل الى بيتهم ....
منى .. بقيت خجلة من فعلته صحيح نحن في السيارة لكن في الشارع. فتركته على راحته لانه لا يتكلم ابدا ..ولكن الفضوول اكلني و نحن نكاد نقترب من بيت اهلي و بكن عندما اقتربنا رأيت سيارات اعمامي عند الباب لا اعلم لماذا انقبض قلبي . فدخلنا الى البيت و ارى الجميع يبكي . ووصلت الى غرفة الاستقبال و جدت ابي طريح الفراش و الكل يبكي عليه ... بعدها بدأ الصراخ يزداد و رائد جان جنونه و يصرخ على الكل ... و شعرت بيد سحبتني ...
علاء .. حبيبتي مابك لا تصدري اي صووت . انظري ابيكي ماات ..
منى .. لا لا انت تكذب ابي نائم فقط ...
علاء .. مسكتها من كتفيها و هززتها بقوة .. لا ابيكي مات نتيجة حادث . فقد ضربه احد ما بالسيارة و حدث نزيف في المخ و لم يسيطروا عليه نتيجة ارتفاع السكر .. لانه يعاني من السكر المرتفع ....
منى .. بدأت بالبكااء على ابي ..
وبعدها امي تعبت كثيرا و نقلوها للمشفى . و رائد ايضا محبووس في غرفته . لانه يتوعد لاهل الولد الذي تسبب بحادث ابي بالقتل . و عمامي حبسوه في غرفته و كسر كل شيء و لم يكف عن صراخه ..
ومينا لم يخبروها لانها في باريس و حامل في شهرها الاخير .. و العزاء و النساااء مجتمعات في البيت لذالك كنت حتى الماء لا اتذكر ان شربته او لا .
انتهت الثلاثة اياام الاولى من العزاء . و امي ايضا خرجت من المشفى ..
و علاء اخبرني ان علووش لم يأكل جيدا طوال تلك الايام . كنت مترددة بأن احضره ولكن اعرفه جيدا . عنيد و سوف يستمر بعدم الاكل .. فجلبه لي علاء و اخذته لغرفتي القديمه في الطابق العلوي و بكى كثيرا لاني بكيت عندما رأيته .. و بعدها نام على سريري . و اغلقت الباب عليه بالمفتاح كي لا يخرج و يخاف من اجواء العزاء ..
بدأ العزاء و انا منهمكه بين العزاء و العمل للعشاء و بدأت اسمع صراخ علوووش و ملأ المكان فجريت له و فتحت الباب لكنه ابتعد الى الحائط و ضم رأسه بين رجليه و يصرخ اكرهها .. اردت ان امسكه لكنه ضربني على يدي و ابتعد عني و ظل يصرخ فأتى علاء بسرعه و فعل ما فعلته و ايضا ضربه و يصرخ .
و الكل اتى على صراخه .. فبدأت ابكي على بكائه و اتكلم معه فهدىء قليلا عندما رأني و شيء فشيء بدأ يقترب مني و كأنه يحذر من االاقتراب ففتحت له يدي و فجاءني يركض و ارتمى بحضني و عاد للبكاء و لكن فجأة سكت و لم اسمع له اصوت احرك يده تتحرك كالجثة الهامدة بدون ردة فعل ..
علاء .. كفى اتركيه لا بد انه فقد الوعي . لنأخذه الى المشفى ...
منى .. حسناا لارتدي حجاب يو اتي معك ..
وصلنا للمشفى و أعطوه حقنة مهد لانه يعاني من انهيار عصبي حاد و نصحنا الاطباء لكي نعرضه على طبيب اعصاب مختص ... فأخذناهه في لحظتها رغم عدم موافقة الطبيب على خروجه . لكني لا اتحمل الانتظار حتى يصبح ابني مجنون ...
فدخلنا على الطبيب بعد ساعه من الانتظار حتى حان دورنا و ايضا لم نقدمه لاني اريد عللوش ان يصحى من المهدىء حتى يتمكن الطبيب من فحصه  و فعلا بدأ عللوش بالاستيقاظ و هو في حضن علاء و لكن كاان عكس حالته قبل ساعات ، حيث ينظر لنا فقط و بعد ما رأى دموعي جاء في حضني و بدأ يمسح دموعي ....
علي .. مامي تيرز ..( امي دموع ) .
منى .. لا حبيبي لا يوجد تيرز فقط القليل منها لانك مريض و انا خائفه عليك ...
علي .. سوري مامي ( اسف امي ) لانني مرضت و جعلتكي تبكين .. اذا شربت الحليب سووف لا اكون مريض
منى .. حبيبي لا استطيع هنا اعطائك الحليب . انظر هنا مجموعة من الناس عندما ندخل الى الطبيب ...
و قطع حديثنا دورنا الذي اتى فدخلنا و علللوش بقى دافن و جهه في صدري من فوق الملابس و انا حاملته بين يدي .. و علاء شرح له حالة عللوووش من بداية نموه لحد اليوم ....
الطبيب .. نوعا ما فهمت مرضه و لكن يجب ان نتأكد من سلوكه الان حتى نعرف الدرجة .
منى .. كيف . ارجووك لا تؤذه . لا اتحمل رؤية دمعه واحدة منه ...
و اخذه من حضني و اعطاه مجموعه من الالعاب و اشر لنا بعيونه كي نختبأ خلف الستارة . و اخبر الطبيب عللووش ان الباب مقفول و نحن خارجه . فبدأ علي بالصراخ و انطوى على نفسه كأنه جنين في بطن امه . فأردت ان اذهب له لكن علاء عانقني بكل قوته . و ابكي على بكائه .. فتقدم الطبيب من عللووش لكنه كان عنيف و بدأ يضرب الطبيب بيديه الصغيرتان و يصرخ بكل قوته يريدني .. لكن الطبيب طلب من علاء ان يتقدم منه .. فلم يضربه علي فقط ظل يبكي و يصرخ يريدني . فتقدمت منه مباشرة تعلق بعنقي و يريدنا ان نخرج ... و طلب مني الطبيب ان ارشه برذاذ مهدئ ..... فرششته حين اغمض عينيه و يده الصغيره ظلت تفتش عن مكان ما يأخذ منه صدري . لكن الطبيب رفض ان ارضعه الان ، يجب ان يناام بدون رضاعه .
الطبيب .. طفلكم يعاني من مرض التوحد .
علاء & منى .. ماذا ؟؟؟!!!
الطبيب .. لا تقلقوا هو في مراحله الاولى . يعني لم يتجاوز الثلاثة اسابيع . على الاكثر اسبوعان لان الطفل هادئ في طبيعته و حصل هذا المرض نتيجة صدمة مااا . او نتيجة عمته التي حبسته في الغرفه و من حسن حظكم انه هادئ الطبااع و انصاع لاوامر عمته و لم تتمادى هي معه بالتعذيب . لانه حقيقتاً اعتبره اما قساوة من ها او غباء لانها لم تعرف كيف تتعامل مع طفل . خصوصا لمدلل مثله .انصحكم بتقديم شكوى عليها في قسم الشرطه بتهمة تعذيب طفل . حتى و ان كانت عمته اخت ابوه ..
منى .. اسمع كلام الطبيب و دموعي تكااد تحفر خدي من الحرارة التي تنزل بها خوفا على طفلي و حقدا على ايمان التي تسببت له بهذا المرض ..اذن كيف نعالجه من هذا المرض ايها الطبيب ؟
الطبيب . علاجه يتوقف على قدرة من يحبهم الطفل و استيعابهم له ... بالمرتبه الاولى انتِ و اعتنائكي به من حيث ابعاده عن كل ما يخشاه و يخاف منه . و ايضا عدم افساد اخلاقه بدلاله المفرط . و ايضا تغذيته و الدواء الذي يتناوله مهم ايضا . فيجب عليه اخذ الدواء بشكل منتظم و عدم الاعتماد كليا على الرضاعه .. و بالمرتبة الثانية والده ... ايضا له تأثير عليه و انتم تعرفون باقي افراد العائلة من يحب منهم و من يكره ...
منى .. و ان التزمنا بكل هذا هل يشفى نهائيا من المرض ......؟
الطبيب .. نعم . بالتأكيد . و اييضا سرية هذا المرض يجب عليكم عدم اخبار احد بمرضه حتى لا يؤثر على شخصيته عند الكبر و ما شابه ذالك ..
علاء .. بالتأكيد دكتور لن نخبر احد ..
اخذتهم الى بيت عمتي ام منى و ذهبت الى بيت اهلي. فدخلت اصرخ على ايمان و جاؤا اهلي و هي اتت ايضا . فأخذتها و اقفلت علينا الباب و صرخت بأهلي بأن لا ينطقوا حرف واحد ... هيا تكلمي ماذا كنت تفعلين لعلي عندما كنا نذهب للدوام و من اول يوم و من البداية .. هييييااااا ( بصراخ )
ايمان .. بنبره رراجفه . حسنا سأتكلم . ادخلته في الغرفة و حذرته بنبرة حادة بأني سأعاقبه ان سمعت له صوت . و خرجت واقفلت الباب عليه من الخارج و لكن بعدة عدة ساعات دخلت عليه و جدته مبعثر العابه و يلعب فقط بواحدة . فقرصته من اذنه و امرته بأن يرتبهم و يجلس بدوون صووت نهائيا ..
و في اليوم الثاني ايضا ادخلته في الغرفه و بعد ساعه بدأ يطرق على الباب لانه جائع . فصرخت عليه فرجع الى مكانه و ايضا لم يلعب بالعابه مطلقا ...
و استمريت بهذه الطريقه الى ان اتت منى و....
علاء .. ضربتها كف على و جهها . و هذه اول مرة في حياتي افعلها لاني اشتطت غضبا على ابني كيف كاان يتعذب بين يديها ...
ايماان .. ببكاء . لماذا تضربني مالذي فعلته ..
علاء .. بصراخ . و فوق هذا كله لكي عين بأن تتكلمي ابني مريض بسبب افعالك معه و حتى الطبيب نصحنا بأن نشتكي عليكي في قسم الشرطة لكن منى رفضت على الرغم من انكي اذييت ابنها و ابن اخووكي .. لماااذا فعلتي هكذااا . انا لم اؤوذيكي حتى بالكلام يوما ما و انت تعذبين ابني ...
ايماان .. ببكاء و ترجي . صدقيني لا اعرف ان اتعامل مع الاطفال . و لم اعلم انه سوف يتأذى من هذه الطريقه . صدقني لم اقصد ايذائه بحياتي كلها ...
علاء .. لن يشفع لكي هذا الكلام جريمتكي الشنيعة . ولا يشفي ابني الصغير من مرضه ...
ايماان .. سأفعل اي شيء من اجل علاجه . ولكن ماهو مرضه بالضبط ؟
علاء .. لا اريد منكي اي شيء سوى ان تختفي من ناظرينا انااا و منى التي لا اعلم كيف سوف تتحمل مافعلتيه بأبنها . و ايضا و الاهم علي لا اريدكي ان تلاقيه و لو بالصدفه ... هل ف..ه..م..ت..ي.. ( يصك  على اسنانه ) و تركتها و ذذهبت الى بيت اهل منى .

"لأنني امرأه"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن