قلوب تحترق
الحلقه التاسعه
جلس والدي عصمت يبكيان على فراق نانا فقد احبها كثيرا
الناجي بحزن : البيت هيفضي علينا تاني
صفاء بحرن : كانت ماليا علينا البيت بنت زي العسل ربنا يخليها لابوها وامها
الناجي بحزن : ويشفي لها امها
صفاء بقلق : هتعمل ايه مع صافي مش المفروض ننزل لها نكلمها عشان ماتتعبش
الناجي : اه صحيح الواحد كان ناسي يلا ننزل لها
فقام الناجي وصفاء ونزلا إلى صافي ورن جرس الباب فتحت لهم صافي وكانت ترتدي ثيابها متأهبة للخروج
الناجي بتعجب : راحه فين يا بنتي
صافي بغضب : ماشيه وسيبه البيت مش ابنك فضل الخواجية عليا خليها تنفعه
صفاء بزعل : ليه كده يابنتي يعني الست تعبانه وممكن تموت وميودلهاش بنتها تشوفها
صافي بعصبيه : ما يخصنيش تموت ولا تولع بجاز حتي انما انا اقوله ماتروحش يسبني ويمشي هو انا كنت الجارية الي اشتراها
الناجي بغضب : عيب اتكلمي عن جوزك بأدب وراعي انك بتتكلمي مع حماكي
صافي بعصبيه : لو سمحت ما تقولش جوزي ‘انا اصلا هخلعو وهحرمو من بنتو الي في بطني وخلي ست لليان تنفعه انا ماشيه ‘وتركتها وخرجت واغلقت الباب بكل قوة وكان البواب قد أنزل حقيبتها ركبت سيارة الأجرة وذهبت
وقف الناجي وصفاء ينظران لبعض في زهول من كلامها وافعالها
الناجي بغضب : البنت دي قليلة ادب ولازم عصمت يادبها ويحاسبها على الكلام ده
صفاء بضيق : اهدي كده وتعالي نطلع شقتنا ونبقي تكلم ابوها لما توصل واكيد هو يادبها ابوها راجل محترم
الناجي بضيق : ماشي يلا نطلع وربنا يحلها
وصعد إلى شقتهم
أما عصمت ونانا بعد عدت ساعات وصلا الي اليونان وذهبا فورا الي المشفي التي بها لليان‘ كان عصمت قد عرف اسمها من صديقتها ماريا ‘دخلت نانا الى غرفة لليان ووقف عصمت على الباب ينظر عليها من بعيد .
نانا ببكاء : ماما حبيبتي افيقي لا تتركيني لقد عدت لكي ماما ماما .
دخل عصمت واقترب من نانا وجلس بجوارها واحتضنها وقال بحزن : اهدي يا حبيبتي هي نايمه بس بطلي عياط وانا هروح اسال الدكتور هتصحي امتي
نانا ببكاء : يعني هي نايمه بس الحمد لله يارب اشفهالي يارب
عصمت بحزن : برافو عليكي اقعدي ادعي لها واقرأي قرأن وانا هروح للدكتور ومسح دموعها وقبلها وذهب للطبيب وسأله عن حالة لليان
الطبيب: هي مخدرة الآن كي لا تشعر بالألم وحالتها تتحسن ببطء واعتقد وجودك بجوارها سيفيدها كثيرا الست انت عصمت الذي تناديه طوال الوقت
عصمت بتأثر : نعم انا وسابقى بجوارها حتى تشفى ان شاء الله
وعاد عصمت الي غرفه لليان وجلس بجوار نانا
عصمت بحزن : هفضل معاكي انت وماما لحد لما تخف وترجعو البيت سوي ‘احتضنته نانا وقالت بامتنان : شكرا يا بابا يا احلى بابا في الدنيا
احتضنها عصمت وهو يقول في نفسه : عارف ان ده هيسبب المشاكل بس مقدرش اسيبها تموت لا اقدر اتحمل الذنب قدام ربنا ‘ولا تأنيب ضميري ‘وكمان ماقدرش اشوف نظرة لوم في عيون بنتي.
وظل معها لبعض الوقت وكانت لليان ماتزال نائمه فخرج وامسك الهاتف واتصل بوالده يطمئن عليهم ويسألهم عن صافي
عصمت بقلق : اذيك يا امي عامله ايه وبابا فين
صفاء بتوتر : باباك نايم وهم كويس الحمد لله
عصمت بقلق : طب وصافي هديت ولا لسه غضبانة
صفاء بتوتر : ايوه كويسه ولسه كنت عندها وبس هيا نايمه هيا كمان
عصمت : طب الحمد لله هبقي اتصل بيكو اطمن عليها منكو عشان مش عايز اكلمها اليومين دول عشان هضطر اقعد شويه علي ما حالة لليان تتحسن ‘وكمان مينفعش اسيب نانا دلوقتي
صفاء بقلق : وماله يا حبيبي الي يريحك
وانتهت المكالمة
الناجي بغضب : انت كدبت عليه ليه دلوقتي
صفاء بقلق : الواد في غربه ولو قلولتو هيزعل ويضايق ومش هيفدنا بحاجه يبقي لما يرجع نقوله
الناجي بضيق : عندك حق بس هتصل بابوها زمنها وصلت واقوله عشان يربيها ‘ وامسك الهاتف واتصل بوالد صافي
الناجي بضيق : اذيك يا حاج يا تري صافي وصلت ولا لسه
والد صافي : تسلم وصلت بالسلامه ولو اني كنت افضل تفضل في بيتها احسن
الناجي بزعل : هيا حكتلك اللي حصل
والد صافي بتعجب : هيا قالت إن عصمت سافر ماقلتش حاجه تانيه
فحكي الناجي له كل ماحدث
والد صافي بغضب : لو هيا عملت كده تبقي ناقصه ربايه ‘وانا هربيها وهخليها تعتذر لك‘ دلوقتي في التليفون ‘وتيجي عندك تبوس راسك وايدك كمان ياحج ‘ ونده بحده يا صافي ياصافي تعالي هنا
أتت صافي ببرود : ايوه يا بابا نعم
والد صافي وهو ممسك سماعة الهاتف : ايه اللي قاله عمك الحج والد عصمت ده ؟!
صافي ببرود وعدم احترام : ايوه حصل وهروح بكره للمحامي وارفع قضية خلع ابنه خلاص ما يلزمنيش
والد صافي بعصبيه : ايه قلة الادب اللي بتتكلمي بيها دي ‘يظهر اني ماعرفتش اربيكي‘ وصفعها على وجهها صفعة قويه اوقعتها ارضا .
صافي بغضب وهيا علي الارض : طب وحياة القلم ده لوريك ياعصمت ‘وافرج عليك الناس واحرمك من بنتك بقيت عمرك .
والد صافي بغضب شديد : ايه الجبروت ده حرام عليكي هتموتيني ‘وأمسك صدره وصرخ بألم وهو يسقط على الارض : اه ياقلبي مش قادر ...اخد نفسي وكان يتنفس بصعوبة أتت والدة صافي مسرعه تحاول اللحاق به وجلست صافي مكانها دون حرك لحظات ثم اقتربت واخذت الهاتف وقال بحده : خلاص استريحت ابويا هيموت واعلان الخلع هجيلك بكره واغلقت الخط وطلبت الإسعاف واتت واخذت والدها وذهبت معه والدتها ورفضت والدتها اخذها معهم
تضايق والد عصمت من ما حدث وجلس حزين
صفاء بحزن : منك لله يا صافي هتموتي ابوكي
الناجي بغضب : متحكيش حاجه لعصمت لحد لما يرجع بالسلامه وهو يشوف بقا هيعمل ايه
وبعد يومين اتى لهم إعلان من المحكمة بدعوى خلع رفعتها صافي
.......
بعد ان انهي عصمت المكالمة عاد الى الغرفة التي بها لليان فنظر إذا بانانا نامت وهي جالسه بجوار لليان فحملها عصمت ووضعها على سرير آخر في الغرفه وجلس هو على كرسي بين السريرين وبدأ يفكر في صافي وفي ما حدث وما سيكون ردة فعلها ‘وكان يشعر بالسوء والحزن من أفعال صافي وتهورها ‘وكان يفكر في ان يغير اسلوبه في التعامل معها فقد يكون اخطاء ‘بتساهله الزايد معها ‘قطع تفكيره صوت لليان وهي تناديه فاقترب منها عصمت ونظر اليها بعطف
عصمت بعطف : كيف حالك لليان لقد حضرت للاطمئنان عليك واحضرت نانا
لليان بالم : انا بخير اشكرك على مجيئك كنت قلقة الا تأتي ولا اراك انت ونانا مرة اخرى
عصمت بابتسامة : هل يمكن ان اتخلى عنك وانت في أزمتك
لليان بابتسامه بالم : اعرف انك لن تفعل ولكن علمت من نانا أنك تزوجت وقد يمنعك هذا
عصمت بابتسامه : انت ام نانا وكان بيننا عشره ولا يمكنني التخلي عنك
لليان بسعاده والم : اشكرك عصمت اعترف اني مازلت احبك ولا اظن اني ساحب غيرك فانت رجل يندر ايجاد مثيله ولم اجد من ينسيني اياك واعترف اني كنت مخطئه اعرف انه متأخر جدا ولكن لم استطع ان اخفيه أكثر من ذلك لا اطلب منك شئ ولكن هذا يريحني‘ وكانت الدموع تتساقط من عينيها ‘لم يتحمل عصمت وتساقطت الدموع من عينيه
وقال في ألم : لا داعي لهذا الان عليكي ان تتعافي لتعيشي بسعادة مع نانا
لليان بحزن وألم : هل مازلت تحبني عصمت ام انك نسيتني
عصمت بابتسامه وعينيه مليئه بالدموع : لم احب احدا مثلما احببتك ولم اكن ارغب في تركك ولكن هو النصيب اعترف اني لم انساك واني مازلت احبك ولكن قد باعدت بيننا الايام وعزائي ان اراكي سعيدة في حياتك
لليان بحزن وألم والدموع تتساقط من عينيها : كم انا سعيده بكلماتك هذه اعتذر اني لم افهمك جيدا واني تسببت في إيلامك
عصمت بحزن والم : الامر انتهي لليان وانت الان ام ابنتي الجميله التي أحبها جدا وسأبقى معك حتي تتعافي فلا داعي للبكاء دموعك هذه غاليه علي وانت تعرفي ذلك
لليان بالم وابتسامة حزينة تنهدت وابتلعت ريقها : لن ابكي مره اخري وساكون سعيده لان لي صديق مثلك حتى لو خسرتك كحبيب فلن اخسرك كصديق
عصمت بابتسامه حزينه : وهذه هي لليان القوية التي عرفتها وأحببتها ‘فامسكت لليان يده وقبلتها وقالت في حزن وألم : اشكرك لوجودك في حياتي
عصمت بابتسامه حزينه : بل اشكري الله ‘وهيا تعافي بسرعه فرؤيتك هاكذا تؤلمني
لليان في نفسها وهي تبكي : ليتني استطيع ان اضمك لصدري ولو مرة واحدة ‘كلما اراك اتمنى ارتمي بين ذراعيك واختبأ في حضنك ‘ولكن اعلم انك لن تقبل ‘وخوفك من الله سيمنعك
ليليان بصوت بضعيف متألم : ليتني استطيع ان اخبرك ما بداخلي اه كم قلبي يتألم
كان عصمت ينظر لها بألم وحزن وهو يبكي وكأنه يعرف ما يدور في رأسها ‘فتنهد واغمض عينيه وفتحهم مره أخرى وظل ينظر لها في صمت
استيقظت نانا وسمعت صوت امها فقامت و احتضنتها وقبلتها
نانا بحزن : هيا يا امي تعافي بسرعه فقد عدت اليكي ولن اتركك مره اخري
عصمت بابتسامه حزينه : لليان قويه وستشفي بسرعه
نانا بفرح : صحيح اعرف وسأدعو الله لها في صلاتي كل يوم ومرت عدة أيام
وتحسنت حالة لليان بسرعه وتعافت وأتى يوم خروجها من المستشفى وأوصلهم عصمت إلى باب منزلها وقال لهم بسعاده ممزوجه بحزن : حمدا لله علي سلامتك اعتني بصحتك جيدا وسأتصل بكم اطمأن عليكم
لليان بحزن وترجي : لا تذهب ابقي معنا اليوم واذهب غدا
عصمت بابتسامه حزينه : لا استطيع فقد تأخرت كثيرا ويجب ان الحق الطائره سامحيني
نظرت اليه لليان وامتلأت عينيها بالدموع وقالت بابتسامه حزين : لا بأس يكفي انك بقيت معي طوال الأيام الماضيه ‘وتنهدت واغمضت عينيها
لم يتحمل عصمت فذهب بسرعه وصل المطار وركب الطائرة وعاد إلى مصر صعد إلى شقة والداه ودخل سلم عليهم احتضنته صفاء بحب وحنان
صفاء بقلق : حمدالله علي السلامه يا حبيبي نورت بيتك
الناجي بعد أن احتضنه : نورت مصر كلها يا حبيبي
عصمت بقلق : ليه حاسس فى عنيكم بحاجه غريبه هيا صافي جرالها حاجه
الناجي بضيق: هيا بخير يابني بس مشيت وسابت البيت
عصمت باستنكار : يعني ايه سابت البيت
صفاء بحزن : معلش يابني ساعت شيطان وربنا يهدي الحال
عصمت بغضب : لو سمحت يا والدي قولي ايه الي حصل
فقص عليه والده كل ما حدث وأحضرت له والدته اعلان قضية الخلع
عصمت بغضب شديد : هي وصلت للدرجه دى خلاص دي ما تلزمش انا هطلقها واحتراما للراجل المريض هتصل بأمها واقولها تبقى تروح تاخد قسيمة الطلاق من عند المأذون وحقوقها كلها تبقا تاخدها اللي تعمل كده قعدتها على ذمتي ساعه زياده قله قيمه واهانه
الناجي محاولا تهدئته : يابني الامور ماتتخدش قفش كده اهدي وفكر شوية دي حامل
عصمت بغضب : وهي ليه معملتش حساب ليه ولا لازم انا الي اراعي وهي لاء من يوم ما اتجوزتها وهيا سياقه العوج واقول بكره تتعدل لكن مفيش فايده واخر المتامه ترفع قضية خلع دي عدت كل الحدود
صفاء بحزن : اصبر طب شويه تفكر تاني
عصمت بغضب : يا امي خلاص الموضوع خلص هي الي اختارت وانا ماقدرش اتنازل عن كرامتي
تنهد الناجي بالم وقال : خلاص يا بني الي يريحك وربنا يعوض عليك بالي احسن منها
صفاء بحزن والم : يعيني عليك يا بني حظك مايل كل ما تتجوز واحده تطلع خايبه في عقلها
عصمت : الحمد لله يا امي انا راضي باللي قسمهولي ربنا ‘واكيد ربنا هيعوضني ويراضيني
أنت تقرأ
قلوب تحترق
Short Storyالمقدمه هناك قلوب تشتعل بالانانية وقلوب تشتعل بالطمع وقلوب تحرقها الغيرة ولكن عندما يعاني قلب من كل هذا فهل يبقي بقلب نقي ام يقم بدوره باشعال قلوب اقرب الناس اليه ويتركهم يدفعون ثمن اخطاء ماضيه ولا يبقي لديهم سوي قلوب تحترق كل انسان يبحث عن السعاد...