الحلقه الواحد والعشرين

2.2K 44 11
                                    

قلوب تحترق
الحلقة الواحد والعشرين
كانت نانا في حالة غضب شديدة ‘ظلت بمكتبها تلف بالمكتب وتنفخ من شدة الغضب ‘فقلبها يألمها فهي تتمنى أن تكون مخطئة‘ ويأتي بدر ويبحث معها الأمر ليجدو الحلول ‘وفي المساء بعد ان ياست عادت الى شقتها حزينه وقلبها يتألم ‘اخذت حمام دافئ وجلست على سريرها وبدأت في البكاء
نانا ببكاء : ليه يابدر دا انا صدقتك ووثقت فيك ‘وقلت اخيرا لقيت الحب الصادق‘ ليه تكسر قلبي وتسبني وتهرب ‘ليه دا انا اول مره احب وافتح قلبي لحد ‘ليه تخليني افقد الثقه تاني في الحب ‘مسحت دموعها واكملت : بس انا مش ضعيفه ‘مش هتكسر هقف علي رجلي تاني ‘مش هسمح لحد انه يالمني تاني ‘ ومش هسمح لحد اني يقرب مني اصلا ‘ومش هفضل في البلد دي تاني .
وكانت تحاول ان تهدأ نفسها وتكف عن البكاء ‘ولكنها تعود له مرة أخرى ‘وظلت على هذه الحالة حتى نامت من التعب  .
في صباح اليوم التالي استيقظت وعينيها حمراء من كثرة البكاء‘ ووجها زابل وكانها مريضه . ‘توضأت وصلت وطلبت من الله العون ‘وارتدت ثيابها وذهبت الى الشركه ‘دخلت مكتبها وجلست به ‘اغمضت عيونها وسندت راسها علي الكرسي ‘دون حراك حتى رنت ماهي الدكتافون
ردت نانا عليها وهي مكانها .
نانا : ايوه يا ماهي في ايه ؟
ماهي : الاستاذ شادي جه عاوز يقابلك .
نانا : خليه يدخل.
دخل شادي ل نانا ‘وعندما راها فزع من شكلها.
شادي بفزع : نانا ايه اللى عملاه في شكلك ده ؟!
نانا ببرود : عامله ايه ؟
شادي : انت ما بصتش في المرايه ‘وشك اصفر وعينك حمرا وتحتها منفخ ‘مفيش حاجه في الدنيا تستاهل انك تعملي كده في نفسك
نانا ببرود : انا مفياش حاجه الموضوع اني مانمتش كويس امبارح.
شادي : قومي يلا هتروحي البيت ‘تنامي وترتاحي وبكره ندور على حل ‘واقترب منها ليشدها من على المكتب ‘شعر انها ضعيفة لا تقوى على الوقوف.
شادي بغضب : انت كمان نزلا من غير اكل.
نانا بحزن : مليش نفس يا شادي ‘انا مخنوقه ومتضايقه ‘وكانت تحبس دموعها حتى لا يراها شادي.
شادى بضيق : ايه اللي حصلك يا نانا ‘بقي دي نانا القوية ‘نانا اختي الي محدش يقدر يكسرها.
نانا : طب اقعد استريح شويه ‘وهقوم معاك .
حاول شادي جذبها من مكانها ‘لكنها رفضت ‘فذهب وجلس كما طلبت منه ‘وكان ينظر عليها بحزن والم
شادي في عقله : الموضوع مش موضوع شغل ‘اكيد في حاجه اكبر انا حاسس قلبها موجوع
حاسس قلبها مكسور ‘ياتري مين اللي عمل فيكي كده يانانا ‘قلبي واجعني على منظرك ده
نانا : ممكن تسالي السكرتيره ‘خلصو وراق التخارج مع شركة بدر ولا لسه ‘عشان انا حاسه بدوخه شويه.
شادي بحزن : حاضر بس بشرط‘ تيجي معايا نروح البيت ترتاحي ماشي .
نانا : ماشي لاني غلطت اني جيت اصلا ‘بس كنت عايزه اخرج من البيت وخلاص.
خرج شادي الي ماهي السكرتيره
شادي : نانا بتسال خلصتو ورق التخارج مع شركة بدر ؟
ماهي : الاوراق جاهزه علي امضتهم هما الاثنين .
شادي : طب خلاص اتصلي بيه ‘وخليه يجي عشان نخلص الاوراق.
ماهي : ماهو يافندم مسافر.
شادي : مسافر ‘هو مين بدر ده اصلا.  
ماهي : ده شريك الانسه نانا في الفيلم اللي......  ولم تكمل
شادي : اه فهمت ‘طب خلاص .
ودخل ل نانا بمكتبها ‘وجدها تجلس كما هي ‘ففكر ان يجرب ليعرف ان كان بدر هذا سبب ما هي عليه
شادي بمكر : بدر جه .
فزت نانا من مكانها واقفه تنظر باتجاه الباب بلهفه
أكمل شادي : اخر مره امتي ؟  
ابتلعت نانا ريقها واغمضت عينها في الم ‘وجلست مره اخري علي الكرسي واسندت راسها .
نانا بالم : اول امبارح ‘ اخر مره جه اول امبارح.
شادي بغضب : وده ايه ده اللي يستاهل انك تكوني بالمنظر ده ؟
فتحت نانا عينيها وهي متفاجأه من كلام شادي ‘وهي تنظر له بعين زائغة : ومال.... بدر ....ومال حالي ؟
شادي : بس انا اقصد المشروع اللي خسر.
نانا بتوتر : المشروع اه ‘هو المفروض اكون عاديه يعني ؟
نانا في عقلها : الحمد لله فكرتو بيتكلم عن بدر
شادي : لاء المفروض تكوني قويه ‘وتقفي علي رجليكي ‘وتبدأي من جديد وترجعي الشركة تاني مش تنهزمي وتنكسري من اول خبطه .
نانا : انا لا مهزومة ولا مكسوره ‘بس حاسة بهبوط شديد ‘يظهر عشان ماكلتش من امبارح ‘ما نمتش كويس ‘انا محتاجه انام وهبقي كويسه ‘ممكن تساعدني اروح البيت يا شادي.
شادي بالم : طب اطلب اكل ‘تاكلي وتفوقي وبعد كده نمشي.
تنهدت نانا : لاء انا هاكل في البيت ‘ومتخفش عليا هقدر امشي معاك .
قامت نانا و تمالكت نفسها ‘وخرجت مع شادي ركبا سيارتها ‘وتحرك بها شادي ‘وصفت له الطريق حتى وصلا البيت ‘وصعدا إلى شقتها ‘ فتح شادي الباب ودخلا. جلست نانا علي احد الكراسي في البهو ‘وجلس شادي بجوارها
شادي : اطلب اكل جاهز ‘ولا عندك حاجه اسخنها .
نانا : الثلاجه فيها حاجات هرتاح بس شويه واقوم اسخن  .
شادي : اقعدي وملكيش دعوه انا مش ضيف ‘ شوري لي على المطبخ وانا هتعامل.
فأشارت نانا له على المطبخ ‘دخل شادي وجد بعض الاشياء أكد لها بعض الطعام ووضعه على الطاولة ‘وخرج ليناديها فوجدها نامت وهي جالسه ‘فحملها بهدوء ووضعها بالسرير ‘وتركها قام بتغطية الطعام ‘وجلس بجوارها لبعض الوقت ‘ثم خرج جلس في الخارج ‘نامت نانا لعدت ساعات ‘استيقظت فتحت عينيها فوجدت نفسها علي سريرها ففهمت ان شادي هو من نقلها ‘حاولت ان تقوم ولكن شعرت بالدوار ظلت مكانها ‘دخل شادي لينظر كيف حالها فوجدها مستيقظة
شادي : صحيتي ‘عامله ايه دلوقتي ؟
نانا بصوت خافت : الحمد لله بخير  .
شادي : هعملك ساندوتش واجبلك كوباية لبن عشان تفوقي.
نانا : ماشي انا كمان عايزه افوق.
ذهب شادي للمطبخ واعد لها ساندوتش وسكن لها بعض الحليب ‘ووضعهم علي سنية ‘ واحضرهم لها‘ وجدها وضعت وسداه أسندت عليها ظهرها ‘
قدم لها الطعام ‘اخذت كوب الحليب شربت بعضه واخذت الطعام وبدأت تتناوله.
شادي : نانا انا عارف انك قويه بس متسرعة .
نانا بتعجب : متسرعة في ايه !
شادي : فاكره زمان لما حصل موضوعي انا وليلى ‘حكمتي ان الحب قاتل ومدمر ‘وان الصداقه وحشه وان مفيش صديق من غير مصلحه ‘والايام اثبتت لك ان كلامك غلط ‘ودلوقتي بترتكبي نفس الغلطه ‘ايه يعني خسرتي في أول جولة ‘حاولي تاني وثالث ورابع ‘محدش بينجح من اول مره ‘الفشل انك لما تقع تفضل على الارض ‘انما النجاح انك تقوم تاني حتي لو وقعت تاني ‘فلازم تستمر لأن النجاح في الاستمرار مش الوصول للغاية.
نانا : عندك حق ‘انا هقوم تاني واقف على رجلي بس هختار صح ‘غلطتي اني اخترت غلط
شادي : هي دي اختي القوية.
نانا : شكرا ليك علي وجودك جنبي ‘بس مش عايزه حد يعرف اني تعبت.
شادي : اكيد طبعا ‘انا مردتش اخبط علي عمتي عشان كده ‘وهتكملي اليوم النهارده راحه ‘وبكره نروح الشركه وتظبتي امورك وتقفي علي رجلك تاني.
نانا : عندك حق‘ انا محتاجه ارتاح النهارده‘ واعيد حساباتي ‘عشان ماقعش تاني.
تناولت الطعام وظلت جالسه مكانها تفكر في كل ما حدث ‘وظل شادي معها ‘وبعد بعض الوقت قامت توضأت وصلت وجلست تدعي الله ان يلهمها الصواب ‘شعر شادي باطمئنان عندما رآها تتوجه إلى الله ‘انهت نانا صلاتها وخرجت جلست مع شادي
شادي : طول ما انت مع ربنا يبقي مفيش خوف عليكي.
نانا : عندك حق ‘بس انا خلاص اخدت قرارى هرجع اليونان يمكن اقدر احقق حلمي هناك.
شادي : طب ما تغيري حلمك  .
نانا : تقصد ايه ؟
شادي : بلاش موضوع السينما ده ‘واختاري مجال ثاني.
نانا ببعض التفكير : هي فكره ‘ليه لاء يمكن المجال ده هو اللي غلط ‘من ساعت ما دخلته وانا في دوامه.
شادي : خلاص ظبتي امورك دلوقتي ‘وبعدين فكري براحتك في المجال اللي تدخليه.
نانا : انا بقيت كويسه لو عايز تسافر عشان شغلك ومرتك وابنك  .
شادي : انا مش هسيبك الا لما اطمن عليكي
نانا : اطمن انا كويسه فعلا غلطتي اني ما اكلتش ومش هكررها تاني ‘انا مش ضعيفه ولا غبيه عشان ارتكب نفس الخطأ مرتين ‘مش هظلم الحب ولا الصداقه تاني بس هختار صح
شادي بابتسامه : بس انا مجبتش سيرتهم خالص
نانا : انا عارفه بس اقصد تعبير مجازي  ‘وأكملت في عقله : انا قاصدها فعلا لان هروب بدر وجعني قوي‘ بس خلاص اتعلمت الدرس .
شادي : وهي دي اهم حاجه انت تتعلمي الدرس ‘وانا معاكي مش هسيبك .
ظل شادي معها ‘وفي صباح اليوم التالي ذهبت هي وشادي الي الشركه ‘ودخلا معا المكتب ‘جلست هي على كرسيها وجلس هو على كرسي بجوار المكتب
شادي : ناويه تبدئي منين.
نانا : انا هصفي الشركة وابعها‘ واخد الفلوس واروح اشتغل في اليونان تاني ‘بس المجال اللي هشتغل فيه لسه هو ده اللي هفكر فيه
شادي : طب تمام ‘ولو اني صعبان عليا الموظفين اللي شغالين في الشركة.
دق الباب
نانا : ادخلي يا ماهي
فتح الباب اذا به بدر ‘وقفت نانا عندما رأته في غضب ‘لاحظ بدر نظرات الغضب في عينيها
بدر : السلام عليكم ‘ممكن اتكلم معاكي
نانا بغضب : اهلا اتفضل ‘واشارت له أن يجلس في الكرسي المقابل لشادي
دخل بدر هز راسه تحيه لشادي وجلس.
كان بدر ينظر ل شادي بتعجب كانه يريد ان يعرف من يكون ‘فهو يغار أن يرى رجل آخر معها.
تنحنح بدر : انا عارف انك متضايقه‘ عشان مشيت من غير ما اقوله حاجه بس
نانا بغضب : بس ايه ‘ الخسارة كانت كبيرة ‘اه صح عندك حق تمشي وعموما خلاص انا جهزت ورق التخارج بين الشركتين وبعد ما ابيع الشركه هديلك فلوسك اللي دفعتها من اول المشروع
بدر : ممكن تسمعيني الاول
نانا بغضب : اسمع ايه عندك ايه ممكن تبرر بيه هروبك وتخليك عني في أشد وقت كنت محتجالك فيه.
شعر شادي ان بدر محرج ان يتحدث أمامه
شادي : معلش هخرج اعمل تليفون مهم وارجع ‘ولم ينتظر رد وخرج
قام بدر وقف وقدم ل نانا بعض الأوراق
بدر : بصى فى الاوراق دي وبعدين نتكلم
نظرت اليه نانا بغضب ‘واخذت الورق نظرت به ‘فقامت في خجل وصدمة نانا في عقلها : ايه ده مش ممكن ايه الغباء ده ‘ كل مره اتسرع وارتكب نفس الغلطه ‘والمره دى الغلطه كبيره اوي ومفيش اعتذار يكفي ‘لو كان ضاع مني عمري ماكنت هسامح نفسي ‘ونظرت اليه بنظرات ندم وخجل وكانت تهرب من عينيه من شدة الخجل
نانا بتلعثم : انت... سافرت عشان كده ؟ عشان تدخلو المهرجان ‘طب مقولتش ليه وسبتني اظن فيك كده.
بدر وهو ينظر لها بعتاب : يعني انتي تتخيلي اني اتخلى عنك في محنتك ‘انا غصب عني خفت اقولك‘ ومعرفش ادخل الفيلم في أي مهرجان ‘فابقي وجعتك اكتر ما انت موجعه
نانا بخجل : انا اسفه ‘بس ازي دخلتو المهرجان ده سقط ومجبش أي اردات. ؟
بدر : المهرجانات ملهاش دعوه بسقوطه ماديا ‘وبعدين انا هدخله كل المهرجانات وان شاء الله يفوز فيهم كلهم وتحققي حلمك
نانا : بعتذر تاني عن ظني السئ.
بدر : وانا هسامحك بس ليا طلب
نانا بسعادة : أي طلب هنفذه لاني ظلمتك .
بدر : تغيري نشاط الشركة وتشاركني في شركتي.
نانا : بس ده ظلم ‘شركتي خسرانه واقعة في السوق
بدر : انت مالك ده طلبي ‘واتمنى انك تقبلي
وكان ينظر لها بترجي
نانا : وانا موافقه ‘بس انا معرفش حاجه عن شغلك.
بدر بابتسامه : هعلمك كل حاجه .
دخل شادي في هذه اللحظه ‘كان الاثنان واقفان ينظران لبعضهم ‘فنظر بدر له
تنحنح شادي : ايه يا نانا مش هتعرفينا على بعض
بدر بضيق : ومين حضرتك وازي تناديها باسمها كده
شعرت نانا ان بدر يغار عليها فابتسمت وقالت : اعرفك يا شادي استاذ بدر شريكي في الشركة
نظر بدر اليها بغضب لانها تقول اسم شادي بدون ألقاب
نانا وهي مبتسمه : واعرفك يا استاذ بدر ‘ده اخويا شادى ‘أخويا من الأب واخويا الكبير.
زالت علامات الغضب من علي وجه بدر ‘وظهرت ابتسامه عريضه ‘ومد يده يسلم علي شادي
بدر بابتسامه : اهلا بيك استاذ شادي ‘اسف ان اول لقاء بينا يكون في ظرف مش لطيف
شادي بابتسامه : ولا يهمك ‘بس عايز اعرف ازي خليت ابتسامتها ترجع تاني
نانا بسعاده : دخل الفيلم مهرجان كان السينمائي.
شادي : اه عشان كده كنت مسافر .
بدر بابتسامه : اه بس اختك متسرعة جدا وبتظلم بسرعه .
شادي : متزعلش منها اعتقد انها اتعلمت الدرس خلاص  
وكان ينظر ل نانا ويغمز لها ‘فضحكت نانا
بدر : بص بقي مادمت موجود اشهد بقي عشان انا خلاص مش قادر اكتر من كده.
شادي : اشهد علي ايه ؟
بدر بخجل : بصراحة كده انا بحب نانا وعايز اتجوزها ‘ومدام انت موجود يبقي اخطبها منك وادخل البيت من بابه
شعرت نانا بتوتر وكان قلبها يدق بشدة ‘فهي ماتزال خائفه من الحب وفي الوقت نفسه تشعر بميل ناحية بدر
شادي بمزاح : من بابه ولا من شركته
فضحك الجميع
شادي : طبعا القرار يرجع ل نانا ‘بس انا هعرض الأمر علي بابا واخد رايه.
نظر بدر ل نانا : وانت رايك ايه يا نانا ؟
نانا بخجل : هو ده مكان مناسب للكلام ده ؟
شادي بمزاح : اه موقفك بقي صعب جدا ههههههههه
بدر : انا بصراحه معنديش استعداد اصبر اكتر من كده من يوم ما شفتها وقلبي وجعني بحبها قوي ومش قادر خلاص علي بعدها ‘ونفسي تبقي معايا في الدنيا وفي الآخرة.
شادي بمزاح : يعني لازقه امركاني ههههههه
عموما انا قولتلك القرار يرجع ل نانا
نظر بدر ل نانا  التي احمر وجهها خجلا ولم تستطع ان ترد
شادي بمزاح : عمرك شوفت خوجايه وشها بيحمر كده
نانا بضيق : أنا مش خواجية انا مصريه بس امي يونانية ‘بابا كان بيقولي كده.
شادي : طب ممكن تحكيلي عن نفسك كده شويه ؟
بدر : والدي مات وانا طفل صغير ‘كان وسابلي ثروة كبيرة ‘امي حافظت عليها لحد لما كبرت ‘من بعد الثانويه العامه ادتني أمي حقها في الورث عملت بيه الشركه بتاعتي ‘لان فلوسي كانت تحت الوصاية ومعرف طبعا انها بتبقا ممنوع اخذها الا باجراءات كتير ‘نجحت الشركة وكبرت ‘وعملت مشروعات كتير في بلاد تانيه‘ منها البرازيل واتعرفت علي عمي عصمت هناك ‘كانت معرفة شغل بس حبيته جدا واحترمته ‘وزاد حبي ليه بعد ما شوفت بنته ‘والدتي توفت من سنتين في مكة وهي بتحج واندفنت هناك ‘ومن وقتها وانا عايش لوحدي ‘ومكرس كل وقتي لشغلي ‘لحد لما شوفتك يا نانا ‘خطفتي قلبي وعقلي ‘وكان ينظر ل نانا بحب
شادي بمزاح : احم احم انا قاعد هنا مش كيس جوافة سياتك ‘عموما هنبت في طلبك ‘ وهنراعي انك تعبان وقلبك موجوع.
فضحك الجميع ‘قام بدر
بدر : طب استاذنكم انا عشان عندي شغل مهم.
ومد يده سلم علي شادي
بدر : اتشرفت جدا بمعرفتك استاذ شادي
شادي : وانا كمان بس ممكن اوصلك لحد باب العربيه ‘عندي كلمتين عايز اقولهم لك
بدر : اكيد طبعا
نظر بدر ل نانا وأشار لها بيده وخرج مع شادي
شادي : بص يا استاذ بدر اختي نانا انسانه رقيقه جدا ‘وانا شايف انك بتحبها ‘اتقي الله فيها ولو فعلا عايز تكون معها دنيا واخره ‘ماتبدأش حاجه حرام وانت فاهم قصدي انا عارف اختي لايمكن تعمل شئ يغضب ربنا لكن انت عارف انا بقصد ايه.
بدر : بص يا استاذ شادي  انا من يوم ما عرفتها وانا بحاول اغض بصري عنها ‘ولو ان ده صعب جدا وعشان كده ليا رجاء ‘تسرع في الرد عليا ‘عشان اكتب الكتاب وابقى معها بدون ما احس بالذنب
شادي : كلامك جميل ويخليني اثق فيك ‘هكلم بابا وارد عليك
اوصله شادي إلى السيارة وعاد إلى نانا  في المكتب كانت تجلس شاردة
شادي : ايه سرحان في ايه؟
نانا بحب : كلام بدر جميل قوي وافعال كمان ماتخيلتش ابدا انه سافر عشان كده.
شادي : بس انت فاهمه معنى كلامه ولا لاء ؟
نانا : ايه اللي في كلامه مش مفهوم ‘واحد بيقول بيحبني وعايزني معاه دنيا واخره.
شادي : بالظبط دنيا واخره ‘والاخره عشان توصلي لها لازم تلتزمي بحاجات مستعد لده ؟
نانا بفهم : اول مره اخد بالي من معني دنيا وأخره ‘وتذكرت انه احضر لها سجادة صلاة واسدال ‘وكان يحثها على التقرب من الله
شادي : يعني ممكن يطلب منك تلبسي الحجاب ‘مستعده لده ؟
نانا بتردد : مش عارفه هو لمح لده قبل كده وكلمني عن الحجاب‘ بس ما طلبهاش مني.
شادي : ممكن يطلبها منك دلوقتي ‘وانا حبيت افهمك قبل ما تردي ‘وعلي فكره ده انسان ما محترم وبيحبك ودي حاجه لازم تحطيها في حسابك وانت بتفكري
نانا : هفكر وارد عليك.
شادي : طب انا هسافر دلوقتي‘ عشان ماما كلمتني وقالت عم شوكت تعبان ‘وعايز يشوفني فاهروح ازوره ‘وهبقي اتصل بيكي اطمن عليكي
خرج شادي وجلست نانا تفكر في كلام شادي
نانا لنفسها : عشان كده كان كل ما يبصلي وتيجي عيني في عينو يهرب ‘وعشان كده كنت بحس انه خجلان من حاجه عملها حاسس بالذنب اننا خرجنا مره سوي ‘وده كان غلط ‘بس هل انا عندي استعداد اغير لبسي وشكلي ‘بس هو قالي اني جميله جدا بالحجاب ‘ لازم افكر كويس قبل ما اخد قراري
بعد عدة ساعات وصل شادي الأسكندرية وذهب لزيارة زوج والدته كما طلبت منه والدته ‘رن جرس الباب فتحت له العامله سالها عنه فأخبرته انه في غرفته ‘فصعد له دق الباب فسمح له بالدخول فدخل
شادي : السلام عليكم ‘ازيك ياعم شوكت الف سلامه عليك.
شوكت : الله يسلمك يا بني ‘انا كويس الحمد الله بس كنت عايز اتكلم معاك ‘تعالي اقعد جنبي هنا
وأشار علي الكرسي الذي بجواره ‘جلس شادي علي الكرسي
شادي : خير ياعم شوكت انت كده قلقتني اكتر ؟
شوكت : بص يا بني انا كنت عايز اطلب منك تسامحني انا عارف اني ظلمتك كتير ‘حرمتك من ابوك غصبتك تغير اسمك وتخلي الكل يناديك باسمي ‘بس ده كان غصب عنى يابني الغيره اللي عندي دي مرض وحاولت اتعالج منه لكن مفيش فايده امك اتحملتني وعمرها ما اشتكت بس كنت بحس انها تعبانه ‘بس مش بايدي يا بني
شادي : انا مش زعلان منك كفايه انك ربتني وسط عيالك عمرك ما فرقت بيني وبينهم ‘وتغير الاسم انا عملتها بإرادتي صحيح تحت ضغط منك‘ بس انا مش زعلان منك اصلا ‘حضرتك زي والدي ‘و مراعاة لشعورك كان واجب عليا.
شاكر : كلامك ده حسسني بالذنب اكتر ‘بس ربنا غفور رحيم ‘وعايزك تطلب من امك هي كمان تسامحني ‘وعايزك تخلي بالك من اخواتك لو جرى ليا حاجه ‘انت بردو اخوهم الكبير
فقام شادي واحتضنه وقبل رأسه
شادي : انت ابويا اللي رباني وعمري مازعل منك ‘وامي انا هكلمها وهي قلبها طيب وبتحبك
شاكر : ربنا يطمن قلبك يابني زي ما طمنت قلبي


قلوب تحترق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن