قلوب تحترق
الحلقة الحادية عشر
ومرا اليومان بسرعه وسافرت لاخيها شادي ونزلت في أحد الفنادق واتصلت به
نانا بسعادة :اذيك يا شادي انا جيت زى ما اتفقت معاك
شادي بسعاده :وانا عند وعدي وجهزت لك برنامج جميل هيعجبك جدا
نانا بسعادة :خلاص مستنياك في الفندق تعالي وننزل سوي ‘واخبرته باسم الفندق
شادي بسعادة :خلاص ساعه واكون عندك ‘واغلق الهاتف ‘كان يجلس على سريره وضعه علي السرير ‘وقام اخذ حمام وغير ملابسه وخرج من الغرفه ‘نزل إلى البهو كانت والدته تجلس علي الاريكة ‘جلس بجوارها ‘امسك يدها وقبلها
شادي بسعادة :صباح الخير يا ست الكل .
رباب بتعجب :ايه اخرك في النوم لدلوقتي‘ وكمان مروحتش الشغل ؟
شادي بسعاده :اختي نانا جت تزورني‘ فاستأذنت من عمي شوكت‘ اني مش هروح انهارده وبكره عشان اخرج معها افسحها .
رباب بتذكر :ياه من وهيا طفله ماجدتش ‘هنا لا هيا ولا باباك‘ يمكن ما شوفتهاش ولا مره‘ بس حبيتها من كلامك عنها وحسيت انها طيبه زي ابوها .
شادي بتردد :نفسي من زمان اسالك يا امي سيبتي بابا ليه ‘رغم اني عمري ما جبت سيرته قدامك الا وذكرتيه بالخير .
تنهدت رباب وقالت بألم :ابوك يا بني اطيب راجل شوفو في حياتي ‘زوج رائع واب ممتاز وسند وحجات كتير قوي ملوش لزوم اقولها دلوقتي ‘منكرش اني ندمت كتير بعد ما سبته‘ بس مقدرتش اقوله يمكن كبريائي منعني بس الحقيقه اني اتمنيت انه يسامحني ‘لاني ظلمته لما رفضت اسافر معاه ‘وخوفي من ان ابويا يتجوز استحوذ عليا ‘وخلاني خسرته منكرش ان عمك شوكت راجل طيب ومحترم وبيعاملني حلو ‘بس في حاجه عند عصمت مش عنده مش عارفه ايه هيا بس خلاص بقا .
شادي بتعجب :بس انت عمرك ما قولتي الكلام ده قبل كده ؟!
رباب بقلق :كنت بخاف عمك شوكت يسمع ويزعل لانه بيغير منه جدا ‘بس انا عارفه انه في الشغل واخواتك مش هنا وانت مش هتقوله .
شادي بابتسامه:خلاص ياست الكل هاعتبر انى ما سمعتش حاجة ولا يهمك .
رباب بسعادة :خلاص يا حبيبي روح بقا عشان متتاخرش ‘وهتيجي على الغدا ؟
شادي بسعادة :لاء طبعا ‘هتغدا مع نانا هنقضي اليوم كله مع بعض‘ وهجي بالليل .
رباب بسعاده : طيب يا حبيبي ‘ وتركها وذهب وصل الى الفندق‘ واتصل ب نانا واخبرها انه ينتظرها في المطعم ‘ نزلت نانا وظلت تنظر على الجالسين‘ ثم اقتربت من الطاولة التي يجلس عليها شادي .
نانا بترقب : انت شادي اخويا صح ‘فنظر لها شادي بانبهار وقال : صح عرفتيني ازي ؟!
نانا بسعادة : لانك صوره من بابا بالظبط .
قام شادي واحتضنها بحنان : وحشتيني جدا يا نانا ‘من ايام ما كنا صغيرين ما شوفتكيش .
نانا ببعض الحزن : من وقتها وانا مجتش مصر .
شادي بابتسامه : ولا يهمك المهم انك جيتي‘ اقعدي نشرب حاجه ونتكلم ‘وبعدين نخرج مجهزلك برنامج ايه تحفه ‘هيعجبك جدا .
نانا بحماس : يلا ونشرب في الطريق .
شادي بضحك : ماشي يا ستي يلا بينا .
نانا بحماس : بقولك ايه لو معاك عربيه سيبها‘ وانا معايا عربيه بسواق عشان نقعد نتكلم طول الطريق .
شادي بضحك : انت تأمر يا جميل يلا بينا .
وخرجا معا وركبا السياره التي معاها وكان شادي يصف الطريق للسائق
نانا : خلصت كلام مع السواق .
شادي بضحك : خلصت عايزه ايه ؟
نانا بفضول : عايزه اعرف اخبارك العاطفية ايه عينك بيلمعو يبقى بتحب صح ؟
شادي بابتسامه: ايه ده هو انا باين عليا قوي كده .
نانا بسعادة : جدا عنيك كاشفينك‘ يلا بسرعه اعترف ‘اسمها ايه وشكلها ايه واتعرفت عليها ازاي ؟
شادي: ايه حيلك حيلك هو انا هعترف كده بسهوله ‘وكمان وصلنا بصي كده فكره المكان ده؟ فنظرت إلي مكان اشارته
وقالت بتذكر : يا أول مكان اتفسحنا فيه مع بابا شاطر انك لسه فاكره
شادي بسعادة : وهنروح كمان كل الاماكن اللي روحنها سوي مع بابا فاكرها كلها وبعد كده هنروح نتغدي في مكان حلو
نانا بفضول : طب يالا بقا احكي عن حبيبتك واحنا ماشين
شادي : وده كلام يتقال واحنا ماشين لما نقعد نتغدي هحكي لك كل حاجه
نانا بابتسامه : خلاص ماشي يلا بينا .
تحركا الاثنان وبعد أن خرجا من مدينة الملاهي أخذها شادي لكل الاماكن التي كانوا قد اتوها من قبل مع والدهم وكانت نانا سعيده جدا ‘وبعدها اخذها مطعم علي البحر جميل وجلسا معا على احدى الطاولات
نانا بشوق وحنين : يا ه يا شادي فكرتني باجمل ايام حياتي ‘علي رغم اني زرت اماكن كتير في اليونان ‘لكن الاماكن الي زرتها هنا معاك انت وبابا ليها مكانة خاصة في قلبي .
شادي بحنين : وانا كمان كنت لما احب اخرج الاقي رجليا بتوديني علي الاماكن دي رغم اني كنت بتضايق سعات عشان بابا مسألش عنى طول الفتره اللي فاتت‘ بس كنت بعذوره .
نانا : هو فعلا بعده عنك اكيد بيحزنه ‘بس بيخاف عليك ‘عشان عرف من جدو وتيتا انه بيغير منه جدا فكان بيطمن عليك من اعمامي ‘سيبك بقي من الكلام ده و احكيلي بقى عن حبيبتك .
شادي بابتسامه : حاضر بس هطلب الأكل من الجرسون‘ ونحكي برحتنا هطلب لك انا اكل علي زوقي .
‘وجاء النادل وأخبره بالطعام الذي يريده
شادي : ايه رايك في المطعم ؟
نانا : جميل جدا وانا بحب منظر البحر .
شادي بسعاده : وانا كمان بحب منظر البحر‘ ولما ببقا زعلان او متضايق بروح البحر ‘وفي يوم كنت زعلان شويه مع عمو شوكت جوز ماما‘ وخرجت اتمشى شويه علي البحر ‘وكان الوقت بدري قوي ومحدش كان علي الشط مفيش الا بنت واحده شوفتها من بعيد ‘ استغربت جدا انها واقفه لوحدها ‘فقربت منها لقيتها بترسم منظر المياه والأمواج ‘لفت نظري جمال اللوحه ‘ كانت مديانى ظهرها ‘وكنت انا واقف سرحان مع جمال اللوحة وفجأه لفت واول ما شوفتها حسيت اني شايف ملاك نازل من السما ‘دخلت قلبي من اول نظره ‘فضلت واقف مكاني سرحان في جملها الي خطف قلبي ‘وفوقت علي صوتها وهي بتزعقلي وتتخانق معيا‘ وبتقولي اني ضيقتها و ميصحش كده ‘فاعتذرت لها وقلت ان جمال اللوحة هو اللي شدني ‘فلقيتها اتكسفت وسكتت ‘وبدأت امدح في رسمها واقولها انها فنانه ‘وعرفت انها هتطلع كل يوم تقف في نفس المكان عشان ترسم ‘وبقيت كل يوم أخرج في نفس المعاد واقابلها واتكلم معاها ‘لحد ما اعترفت لها بحبي وطلعت هيا كمان بتحبني واتفقنا اننا نتجوز لما تخلص امتحانات عشان هي لسه في اول سنه في كليه فنون جميله .
نانا : ماشي ياعم الحبيب قولي بقا هتعرفني عليها امتي ؟
شادي : مش عارف والدتها مريضة جدا وده الى اخر اني اروح اخطبها لحد دلوقتي‘ ومش بشوفها خالص بنتكلم في التلفون بس.
نانا : طيب خلاص نسيب الموضوع ده لحد ما مشكلتك تتحل ‘عايزه منك خدمه.
شادي : اامر ياقمر .
نانا بضحك : ماشي ياعم عايز منك واحد يجبلي كل المعلومات الي عايزها عن بنت صافي .
شادي : بس كده بسيطه بكره وانا جيلك الصبح اجيبه معيا ‘ أحضر النادل الطعام ووضعه .
نانا : بقولك ايه ممكن ندخل سينما بعد الغدا .
شادي بتعجب : اشمعنا سينما يعني ؟!
نانا : بص انا هفتح شركة انتاج سينمائي‘ وعايزه اشوف ايه انواع الافلام الي عندكم .
شادي بمزاح : قولتلي ده استغلال بس انا موافق بعد الأكل‘ في سينما قريبة من هنا هنروحها .
وبعد أن تناولا الطعام ‘أخذها وذهبا معا الى السينما ‘وبعد الفيلم اوصلها الى الفندق وعاد إلى منزله ‘وفي صباح اليوم التالي ات شادي ومعه رجل ‘وجلس على احد الطاولات في المطعم ‘حتي اتت نانا .
شادي وهو يشير علي الرجل الذي معه : الاستاذ عزت هيجبلك كل المعلومات اللي عايزها .و
نانا : اهلا استاذ عزت هديلك اسم واحده‘ عايزه اسامي ولادها ومقر سكانها واسم زوجها‘ بمعنى اوضح كل حاجه عنها ودي ورقه فيها اسمها واسم والدها وعنوانه ‘ أخذ منها الورقه وكان بها بعض النقود .
عزت : فلوس ايه دي يا انسه نانا ؟
نانا : عشان المواصلات .
عزت : شكرا يا انسه ساعة زمن وهجبلك كل المعلومات اللي عايزها ‘وتركهم وذهب .
شادي : يلا بقي عملك برنامج حلو النهارده .
نانا : نفطر سوا ونتحرك .
وتناول الإفطار معا واخذها شادي وارها اماكن جميله وتناولوا الغداء في احد المطاعم و بقيا معا حتي المساء اوصلها الى الفندق .
شادي : الاجازه خلصت ومش هجيلك بكره‘ بس هتصل بيك اطمن عليكي .
نانا بابتسامه : ولا يهمك انا اصلا همشي بكره هشوف بس لو عزت الي جبتو الصبح جاب العنوان هروح لبنت صافي ‘واحاول اتكلم معها وبعد كده ارجع القاهره‘ وهبقى اكلمك من هناك علي طول .
شادي: خلاص اتفقنا ‘وسلم عليها واحتضنها وذهب وقبل ان تصعد الى غرفتها نادت عليها موظفة الاستقبال في الفندق‘ واعطتها ورقة تركها لها عزت‘ فاخذتها وصعدت غرفتها ‘وفي صباح اليوم التالي بعد أن تناولت الإفطار‘ سلمت مفتاح غرفتها وذهبت الى العنوان المكتوب في الورقة ‘وصلت عنده بيت صغير بجوار البحر رنت جرس الباب ‘دخلت طلبت أن تقابل ابنة صافي ‘اسمها ليلي وجلست تنتظر في غرفة الضيوف ‘دخلت عليها فتاة قمحية اللون ذات جمال هادئ ترتدي ملابس سوداء ويبدو عليها الحزن ‘ جلست ليلي بالكرسي المقابل لنانا
نانا : انت ليلي صح ؟
ليلي بتعجب : ايوة مين حضرتك !
نانا : انا نانا عصمت الناجي وكنت جايلك في موضوع شخصي .
ليلي بتعجب : انا معرفكيش موضوع ايه اللي بيني وبينك ؟!
نانا بتردد : هيا طنط صافي مكلمتكيش عني خالص ؟
ليلي بحزن : لاء ممكن تتكلمي بقي بسرعه .
نانا بتردد : انا بنت عصمت الناجي الاسم ده ما سمعتيهوش قبل كده ؟
ليلى بغضب : عصمت الناجي الي طلق امي ورمها في الشارع‘ واتسبب في كل العذاب الي شافتو طول حياتها ‘الاسم ده ماحبش اسمعه هنا تاني
نانا بتردد : معلش سؤالي هو أنت بنته ؟
ليلي بغضب : لاء انا اسمي ليلي ممدوح صفوان والاسم الي قولتيه ده ميخصنيش في حاجه‘ ولا عمري هعترف بيه اب ‘انا بنت ممدوح صفوان .
نانا بضيق : انا عايزه اعرف بس لزومه ايه الغضب والزعل ز
ليلي بغضب : عشان كل ما كان بيجي اسمه قدام امي‘ كنت بشوفها تعيط وتزعل‘ وعشان كده مش عايزه اسمعه تاني بعد موتها .
نانا بصدمة : هيا طنط صافي ماتت ؟ انا كنت بحبها جدا وبدأت في البكاء ‘ فتضايقت ليلي من اسلوبها معها .
ليلي بحزن : انا اسفه‘ بس معلش هيا لسه ميته امبارح‘ ومش عايزه كلام في موضع عصمت ده تاني‘ فان كنتي جايه تعزي اهلا بيكي ولكن متفتحيش الموضوع ده تاني .
نانا بحزن : انا ما كنتش اعرف اصلا بموضوع الوفاة ده‘ وانا اسفه اني ضايقتك عن اذنك . ‘وتركتها نانا وذهبت وهي حزينه وعادت إلى القاهرة‘ ولكنها لم تخبر احد بما حدث مع ليلي وبدأت مشروعها ‘وكانت دائمة الاتصال بشادي والسؤال عنه ‘وبعد مرور شهرين اتصل بها شادي وكان سعيد جدا .
شادي بسعادة : اذيك يا نانا وحشتيني .
نانا بفرح : وانت كمان وحشتني اخبارك ايه ؟
شادي بسعادة : الحمد لله بخير ‘و بتصل عشان اعزمك علي فرحي الخميس الجاي .
نانا بفرح : ايه بسرعه كده ماحكتليش يعني ؟
شادي بسعادة : أبدا يا ستي قعدت فترة ما تكلمنيش ‘وفكرتها زعلانه عشان ماكنتش بترد علي تليفوناتي خالص ‘فرحت لها عرفت ان والدتها اتوفت‘ وعشان كده مكنتش بترد عليا فكلمت ماما وعمى وروحنا طلبنها واتفقنا على الجواز بسرعه ‘عشان هيا عايشه لوحدها ‘وطبعا لازم تيجي تحضري‘ احنا مش هنعمل فرح عشان ظروف والدتها‘ بس هنكتب الكتاب ونسافر شرم نقضي اسبوع هناك .
نانا بفرح : خلاص يا عم من الاربع هكون عندك ان شاء الله ‘وظلا يتحدثا معا لبعض الوقت ثم اغلقا الخط .
وبعدها بساعة اتصلت بها نهال زوجة أبيها ‘اخبرته انه مريض بالمستشفى ‘فحجزت وسافرت له فورا .
أنت تقرأ
قلوب تحترق
Short Storyالمقدمه هناك قلوب تشتعل بالانانية وقلوب تشتعل بالطمع وقلوب تحرقها الغيرة ولكن عندما يعاني قلب من كل هذا فهل يبقي بقلب نقي ام يقم بدوره باشعال قلوب اقرب الناس اليه ويتركهم يدفعون ثمن اخطاء ماضيه ولا يبقي لديهم سوي قلوب تحترق كل انسان يبحث عن السعاد...