الحلقه التاسعه عشر

2.2K 47 4
                                    

قلوب تحترق
الحلقة التاسعة عشر
كان شادي يبكي بشدة وهو يستمع إلى كلام عم رمزي ‘وكان متعجب لما لم يخبره من قبل
شادي ببكاء: طب انت ليه مقلتليش من زمان علي الحجات دي ؟!
رمزي بصوت خافت : عصمت هو اللي طلب مني ده ‘خاف انك تغلط قدام زوج امك ‘فيبعدك عن شريف ويتحرم حتى من مجرد صوره ليك بيشوفها  .
اغمض شادي عينيه بألم وهو يبكي و يقول في نفسه : كتير قوي ظلمتك وتهمتك انك.....  رمتني وانت في الحقيقه بتتقطع من جواك بتتألم علي بعدنا ‘كنت بلتمسلك اعذار واقولها‘ بس من جوايا كنت بحملك الذنب ‘يارت تقدر تسامحني انا مش قادر اسامح نفسي ‘وفتح عينه وجد عم رمزي مغمض العينين ففزع
شادي بفزع : عم رمزي ‘عم رمزي ردي عليا ‘ عم رمزي .
فاتي شريف مسرعا ونظر إلى والده واخذ نفس عميق : ماتخفش ده نام‘ تعالي بره نتكلم .
كانت نانا تبكي هي الأخرى ‘فلم تكن تتخيل ان والدها لديه كل هذا الالم الذي شعرت به من كلمات عم رمزي.
شادي ل نانا : يلا نخرج بره
هزت نانا راسها بالموافقة دون أن تتكلم ‘خرجوا جميعا من الغرفة
شادي : هما الدكاتره ليه منقولش مستشفى احسن ما يفضل يتألم كده ؟
شريف : الدكتور بتاعه قال الحاله بتاعته ملهاش علاج في مصر ‘وحتي اللي بره مكلف جدا ‘وحتى لو بعنا البيت والعربيه وجمعنا كل الفلوس اللي معنا مش هتكفى ‘مكنشى قدامنا حل تاني
شادي : اديني اسم المستشفى اللي مطلوب يتعالج فيها وانا اسفره علي حسابي
شريف : لو كان ينفع كنت هطلب منك ‘لكن حتى ده مش هينفع.
قطع كلامه صوت جرس الباب ذهب شريف وفتح الباب ‘واذا به طبيب أجنبي ومعه طبيب مصري
الطبيب المصري : ده منزل رمزي حسين شريف.
شريف : ايوه حضرتك جاي تبع انه مستشفي ؟
الطبيب المصري : انا جاي من مستشفي في المنيا  متخصصه في حالة والدك تم حجز غرفه له وتم عمل كل الإجراءات ويتم نقله دلوقتي لمستشفى خاص هنا في مصر لحد ما تخلص اجراءات السفر‘ والدكتور ده هيراعي الحاله لحد ما توصل المستشفي ‘وكان يشير علي الطبيب الاجنبي
شريف : انا مش فاهم انتو عرفتو حالة بابا منين ومين دفع لكم
الطبيب المصري : الاستاذ عصمت الناجي هو اللي عمل كل ده ‘ولو سمحت تساعدنا عشان نلحق بسرعه عشان الحاله متتاخرش اكتر ‘ اه قبل ما انسى لو تحب ترافق والدك هو حاجز لك مكان معاه جهز اوراقك انت كمان
دخل الطبيب المصري والاجنبي إلى غرفة رمزي وبدأو تجهيزه واتي فريق طبي وقامو بحمله ليخرجو به ‘وقف شريف في وجههم
شريف بغضب : محدش هيحرك بابا من هنا الا لما اتاكد من كلامكم
الطبيب المصري : اتفضل ادي كل الاوراق ‘ممكن تتأكد منها بنفسك ‘وقدم اليه بعض الاوراق
أخذ شريف الأوراق وقبل أن ينظر بها رن هاتف والده ‘فأمسكه ونظر به إذا به عصمت ‘فرد عليه
شريف : ايوه مين معايا
عصمت : انا عمك عصمت يا بني ‘ جالكم الدكتور والفريق الطبي عشان ينقل والدك للمستشفى ؟
شريف : ايوه بس انا مكنتش مصدقه.
عصمت : لاء صدقهم انا اللي بعتهم لما كلمتك امبارح وقولتلي انه تعبان ‘اتصلت بالدكتور بتاعه وعرفت الحاله واتصلت بالمستشفى وحجزت له ‘وبعت معاهم الدكتور المصري عشان يخلص كل حاجه ‘وحجزت لك مكان عشان لو عايز تسافر معاه
شريف : بس ده كتير قوي ياعم عصمت.....
قاطعه عصمت : مش كتير علي صاحبي وصديق عمري ‘اقل شئ اقدمهولو رد لجميله عليا ‘ويلا بسرعه اتحرك مع الدكتور عشان باباك يخف بسرعه ويرجع بالسلامه.
شريف ببكاء : مش عارف اقولك ايه‘ بس اي كلام شكر مش هينفع.
عصمت : بلاش الكلام الفاضي ده ‘وهبقي اجي ازور باباك في المستشفى
وانهى المكالمه ‘تحرك شريف من اماهم وتركهم يذهبو بوالده وخرج معهم ‘وظل شادي ونانا معهم حتى ذهبوا ‘تحرك شادي ونانا وركبا السياره
تحركت السياره وهم صامتون تماما ‘حتى قطعت نانا الصمت
نانا بتعجب : هو في كده ؟ في اصحاب يقفو مع بعض بالشكل ده؟ ممكن ده يعني ؟!
شادي : اكيد طبعا ‘زي مافي صاحبة طنط صافي اللي دمرت حياتها ‘في عم رمزي اللي طول عمرو جنبي ‘وعمره ما سابني ‘كنت دايما بستغرب ليه بيجبلي لعبتين واحده غاليه جدا وواحده عاديه ‘ليه ديما يديني عديتين في العيد ‘وحاجات زي كده كتير ‘دلوقتى بس فهمت.
نانا : انا عارفه ان بابا جدع ووفي لأصدقائه ‘بس متخيلتش للدرجه دي.
شادي بالم : انا اللي مش عارف لما اقابل بابا ‘ هبص في وشه ازاي بعد ما ‘ولم يكمل
نانا : بابا فاهك وعمره ما زعل منك بابا اطيب اب في الدنيا ‘متفكرش في الكلام ده فكر بس انك تقابله
شادي بشوق : تعرفي انه وحشني قوي ‘نفسي اترمي في حضنه واقوله اني بحبه قوي ‘ واني عمري مانسيته ولا نسيت الايام الجميله اللي كان بيجي يفسحني فيها ‘نفسي اقوله اني لما كان يزيد عليا شوقي ليه قوي ‘كنت اروح الاماكن اللي ودنا فيها وافتكر لما كنا مع بعض ‘نفسي اوريه باسم وافرحه ان ابني شبه ‘اني سعيد لاني بشوف بابا فيه ‘
نانا : ايه الكلام الحلو ده ‘حوشه ولما يجي قول له كله ‘ويلا بقى وصلنا بيتك عشان اطلع اسلم علي مراتك على ما يجي السواق واروح
شادي : طب ما تباتي معنا ‘وكمان لما معاكي سواق مقولتيش ليه نعملو اكل ‘ويطلع يرتاح من الطريق ؟
نانا : انا حاجزه له اوضه في فندق بيفضل فيها لحد ما اتصل بيه ‘وليه اكل وكل حاجه عايزها كمان.
شادي بمزاح: قولتيلى ده انتى جيباه تفسحيه بقي .
نانا بضحك : ماشي ياعم يلا بقي عندي شغل بكره ومش عايزه اتاخر.
خرجا من السيارة و صعدا معا الى الشقه ودخلا كانت ليلي تنتظرهم
ليلي بقلق : عم رمزي عمل ايه ؟
شادي : بابا اخده يعالجه في مستشفى بره وهيبقى كويس ان شاء الله.
ليلى بعدم فهم : بابا مين ؟! واخد مين ؟! انا مش فاهمه ؟
نانا : بصي ده موضوع شرحه يطول ‘يبقي شادي يشرحلك براحته بقى ‘انا جايه اسلم عليكي وامشي ‘واتصلت بالسواق واحنا علي السلم وخلاص جاي في الطريق ‘فين باسم عشان اسلم عليه ؟
ليلي : لسه يادوب نايم و حطاه علي السرير.
نانا بزعل : مليش نصيب اشوفه ‘بس خلاص مش مشكله ‘هنط لكم هنا كل شويه عشان اشوفه.
رن هاتف نانا ‘نظرت به وقالت : ده السواق جه اسبكو بقي ‘سلام  .
وسلمت عليهم وتركتهم ونزلت الي السياره ‘ركبت بالكرسي الخلفي ‘ظلت تتذكر كل ما حدث في هذا اليوم العجيب الذي غير لديها كثير من الأفكار ‘فهي اول مره تري صداقه بهذا الشكل ‘وحب شادي وليلي الذي تخطي الكثير من الحواجز والالام ‘وظلت تفكر حتي وصلت شقتها ‘فتحت ودخلت ‘خلعت حذاءها ووضعت حقيبتها ودخلت غرفتها واستلقت على السرير بملابسها
نانا لنفسها : معقول الحب يكون يحلو وجميل وانا اللي ظلمتو ‘والصداقة ممكن تكون موجوده وانا اللي ماشوفتش الا صاحبة صافي اللي مش فاكره اسمها ‘ثم تنبهت واكملت : ده حتي اسمها مش فاكره ليه هفتكر فعلها ‘هي اتنست زي اسمها ‘انما بابا وعم رمزي هيفضلو في الذاكرة للابد و عمري ما هنساهم ابدا ‘واغمضت عينيها للحظات ‘ واتي الى ذهنها بدر فابتسمت
نانا بابتسامه : وده ايه اللي فكرني بيه دلوقتي ‘ شخص غريب اقتحم حياتي فجأه ‘وشغل جزء من تفكيري ‘وبقي شريكي في الشركه ويا ترى هيوصل لايه تانى ‘سرحت قليلا وهي تلعب في شعرها وتتذكر كلمات بدر ونظراته ‘ حتى غلبها النوم  .
استيقظت في الصباح فتحت عينيها‘ ونظرت حولها وقامت من مكانها فنظرت اذا بملابسها
نانا لنفسها بنعاس : ايه ده انا نمت بهدومي ‘كان يوم غريب وعجيب ‘اما ادخل اخد شاور واغير هدومى وانزل اشوف الشركه.
دخلت الحمام اخذت حمام غيرت ملابسها و اعدت طعام الإفطار وتناولته وخرجت ‘ركبت سيارتها وذهبت للشركة ‘دخلت الشركه وصعدت الى مكتبها فلم تجد ماهي على مكتبها
نانا بتعجب : هي ماهي مجاتش ولا ايه ‘لاء دا شنطتها هناك اه يبقي تلاقيها هنا ولا هنا وجايه
ودخلت الى مكتبها ‘فوجدت كرسي المكتب مدار  الي النافذه وكان احد يجلس عليه
نانا بغضب : مين اللي قاعد في مكتبي ؟ وقاعد على الكرسي بتاعي كمان ؟
فلم يجبها أحد ‘ولم يتحرك الكرسي من مكانه ‘فاقتربت نانا بغضب من المكتب ‘حتى وقفت بجوار المكتب ‘ومسكت الكرسي ‘وقبل ان تديرها بيدها استدار ‘اذا به بدر ينظر اليها فعادت خطوة إلى الخلف
بدر بهدوء : ايه مالك متعصبه ليه ؟مش انت قولتلي ادخل المكتب وقت محب  .
نانا بتوتر : انا كان قصدي وانا موجوده مش وانا بره  .
بدر : بس السكرتيرة قالت لي امبارح ان انت سمحتيلي ادخل وانت مش موجوده.
نانا : ايوه بس امبارح انا كنت مسافره  .
بدر : وانت امبارح قولتي احتمال ماتجيش
نانا : بس ده ميدكش الحق تقعد في مكتبي وعلى كرسيا واقعد انا فين دلوقتي ؟
قام بدر وقف بجوار الكرسي ‘وأشار لها عليه
بدر : اتفضلي الكرسي لكي ‘وكان ينظر اليها واكمل : اسف لو ضايقتك بس مش عارف ليه لما بشوفك بتلخبط
بدر في عقله : لاء انا عارف جمالك بيتوهني وعنيكي بتسحرني‘ و خوفي من ربنا بيعذبني
وقلبي بيوجعني ‘بس انا عارف هعمل ايه ‘وهحسسك بحبي ازاي من غير ما اغضب ربنا.
فجلست نانا علي الكرسي ‘وإدارته باتجاه المكتب ‘اغمضت عينيها وفتحتها  وأخذت نفس عقيق ‘كان بدر يقف مكانه مبتسما ‘فتحرك واحضر احد الكراسي التي بجوار المكتب وضعه بجوار نانا  وترك بينهم مسافه وجلس عليه
نانا : ايه ده ؟!
بدر : عشان ابقي جمبك وقريب منك ‘وكان ينظر لها وأتت عينيه في عينيها فادار وجهه للجه الاخرى واغمض عينيه وهو يقول في نفسه : يا الله ايه العيون دي اللي بتسحرني ‘بس انا هتقي الله ومش هبص لعنيها تاني ‘ده انا لسه مخلصتش من تأنيب الضمير والاحساس بالذنب بسبب خروجي معها ‘بس خلاص بعد كده هخلي حبي ليها بدون ذنوب واتحمل وجوع قلبي وربنا يعني.
نانا بتوتر: اخبار الاجهزة اللي بنستوردها ايه ؟
بدر بشرود : أجهزة ايه ؟
نانا بحده  : استاذ بدر لو سمحت ممكن نركز بقي في الشغل.
بدر : اه ماشي بصي يا ستي خلاص الحاجة جايه الاسبوع الجاي عندك اسئله تاني ؟
نانا : لاء ‘عندي شغل  .
بدر : ممكن افهم شغل ايه ‘ هو شغل السينما ده شغل ؟
نانا بجديه : بص يا استاذ بدر وقت الشغل بحب نكون جد ‘لما نكون فاضين نهزر برحتنا .
بدر : انا عمري ما هزرت وقت الشغل ‘وكنت عايز اسالك فعلا هو انت مقتنعه ان شغل السينما ده شغل ‘ونظر اليها فاتت عينيه في عينيها ‘فأبعدهم بسرعه. ‘شردت نانا هي الاخرى في نظرة عينيه فهي لاول مره تراها جميله ‘ فنظرت إلى المكتب ‘ابتلعت ريقها فهي لا تفهم ما سر خفقان قلبها ‘ فهي أول مره تشعر بهذا الشعور ‘ فنظر بدر لها مرة أخرى ولاحظ تورتها الذي زاد ‘فابعد عينيه عنها ونظر هو الاخر الي المكتب
نانا بتوتر: ممكن نتكلم في الشغل ؟
بدر : اكيد اتفضلي .
نانا : في لجنة قراءة هتيجي بعد شويه‘ هتعرض علينا مجموعة من القصص الي اختاروها‘ عشان نختار قصة نعملها فيلم  .
بدر : طب ليه انت مش بتخاري انت القصص ؟
نانا : ماهو انا اخترت المجموعة وهما هيفضلوا بينهم ويرشحو لي ثلاثة منهم وانا اختار ‘وبما انك اصبحت شريك معايا فهتختار معايا القصه ‘وكمان قصت العمل اللي هينفذ.
بدر : خلاص ماشي ‘بس كان عندي سؤال ؟
نانا : اتفضل اسأل.
بدر : انت ليه اخترتي مجال السينما ؟
نانا : لاني كنت لما بتفرج علي السينما كنت بتضايق من مستوى الأفلام الهابط ‘وكان نفسي اشوف افلام بتقدم أهداف حقيقية ‘تكون نافعة للمجتمع وعشان كده جيت مصر ‘يعني قولت دي بلد مسلمة هقدر الاقي اللي يفهم ده ويساعدني فيه.
بدر : وطبعا انصدمتي بالواقع الأليم.
نانا : بس انا عمري ما ياست ‘وقررت احاول مره واثنين ‘ونجحت الحمد لله حتي الان.
بدر : بس الطريق ده صعب قوي.
نانا : انا مش خايفه واهم شئ وانت ماشي في أي طريق انك ماتكونش خايف.
بدر : صح ‘طب ايه رايك تحطي أهداف دينية.
نانا : فكره حلوه وده جزء من تفكيري.
بدر بتردد : نانا.....  انت بتصلي ؟
نانا بعد صمت للحظات : بصراحه كنت بصلي بس بقالي فتره.....  يعني الشغل و..... ام مش عارفه اقولك ايه...... بس انا بحب الصلا جدا وقراءة القرآن
بدر : طب ايه رايك ترجعي تصلي تاني.
نانا : طول النهار في المكتب وبروح استثقل اصليهم مع بعض.
بدر : خلاص سبيها عليا وانا هحلها لك اتفقنا  .
نانا بابتسامه : اتفقنا .
بدر بتردد : نانا مفكرتش تلبسي الحجاب قبل كده ؟
نانا : بابا كلمني عنه كتير ‘ وكان ديما يبعتلي بوستات دينيه عنه ويحاول يقنعني بيه‘ بس بصراحه انا بشوف ان دي كلها شكليات .
بدر : انا ملاحظ ان لبسك كله بكم ومقفول ‘حتى في الحفله ليه متجمليهوش بالحجاب ؟
نانا : مفيش سبب بس لازم اقتنع الاول ‘انما انت بتتكلم في الحاجات دي ليه ؟
بدر : ما هو اللي يحب حد يحبله الخير ‘وتنهد واكمل : وانا بحبك يا نانا مش عارف امتى ولا ازي بس ده بقي يقين جوايا اني بحبك بجنون ‘امبارح لما ما شوفتكيش معرفتش انام الا لما اتاكد انك رجعتي القاهره‘ واني هشوفك النهارده
انا مش طالب منك حاجه بس اسمحيلي اوصلك حبي و اخليكي تحبيني ‘وان مقدرتش هبعد عن حياتك نهائي ‘ونظر الى عينيها  بحب وهو ينتظر ردها

قلوب تحترق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن