قلوب تحترق

الحلقه الخامسه عشر

قلوب تحترق
الحلقه الخامسه عشر
كانت نانا تكرس كل وقتها للعمل ولا تفكر في اي شئ سوي العمل وفقط‘ وكان مازن ابن عمتها ياتي اليها من وقت لاخر‘ ويساعدها في بعض الاعمال ‘وفي احد الايام وهي تجلس في مكتبها دخل عليها مازن‘ وكان يبدو عليه التوتر .
نانا : اهلا يا مازن يا تري ايه البلوي اللي عملتها وجاي تستخبي هنا ماهي دي عادتك
مازن: اه يا ناصحه فقساني انت ‘بس بصراحه انا مش جاي استخبي المره دي ‘ اصل المره دي المصيبه ليكي انت .
نانا بقلق : ليا انا ! عملت ايه ؟
مازن : بصراحه دخلت مزاد كان طالب بابا مني اني ادخله ‘بس المشكله اني دخلتو باسم شركتك  .
نانا : يا مجنون طب وبتدخلو باسم شركتي ليه ؟
انا مالي ومال شغل بابا ؟ انا بشتغل في السينما ‘اعمل فيك ايه انا دلوقتي .
مازن : ولا اي حاجه انا ماشي ‘ انا بس قولت احذرك عشان ماتتفجأيش.
نانا : لاء بجد !شكرا ليك خالص خربتها وعملت اللي عليك ‘انت عارف باباك حساس قوي نحية شغله.
رن ديكتفون المكتب فردت نانا
نانا : ايوه ماهي في حاجه
ماهي (السكرتيره) : في واحد عايز ياقبل حضرتك ‘جاي من غير معاد‘ وبيقول انه موضوع مهم جدا .
نانا : اسمه ايه ؟
ماهي : بدر زهران صاحب شركة زهران  .
نانا: بس احنا ملناش اي شغل معاه ‘وعموما خليه يتفضل .
ففتح الباب ودخل‘ كان شابا مفتول العضلات‘ امحي البشره‘ اسود الشعر ووجه احمر من شدة الغضب .
بدر بغضب : انت مديرة الشركه هنا ؟
نانا بضيق : ايوه انا ‘حضرتك عايز ايه ‘ومتعصب علينا كده ليه ؟
بدر : انت كمان زعلانه ! يعني شركة انتاج مالكم ومال شغلي ‘تدخلي في مزاد بتاعي ليه ؟
نانا بتعجب : مزاد ايه ! اه......  مازن
نظرت في ارجاء الغرفه اذا به اختفي مازن منها تمام .
نانا بغضب وهي تجز علي اسنانها: مازن الكلب ‘اسفه جدا لحضرتك ‘ دي غلطته واحد شغال معنا‘ وعمل ده بدون علمي بعتذر  .
بدر بضيق : يعني ايه شغال هنا ‘ ويعمل حاجه بدون علمك ‘ هو حضرتك مش المديره ؟!
نانا بضيق : ايوه طبعا ‘ بس هو تبع شركه تانيه ‘وبيجي هنا بينا وبينهم شغل ‘ عموما انا اعتذرت يعني ملوش لزوم كتر الكلام.
بدر : وخصارتي مين يعوضني عنها ؟
نانا بضيق : خصارة ايه ؟ عموما هشوف الشخص اللي عمل كده ‘وهخلي يجلك مكتبك‘ واتفاهم معاه .
فنظر لها بدر بضيق وغضب‘ وكانت هي تقف امامه مباشرة ‘واتت عينيه في عينيها فازهله جملها ‘وسرح بها لبعض الوقت ‘حتي افاق علي صوت ترقعه يده نانا امام وجه.
نانا : ايه ....انت جاي هنا تسرح ؟!
بدر باعجاب : بصراحه عينيكي جميله قوي‘ تخطف القلب ‘والعقل .
نانا بضيق : اسمع ‘انا مابحبش الحركات دي‘ولا تنفع معيا خالص .
بدر بلا مبلاه : حركات ايه ‘وتنفع ايه ‘ومتنقعش ايه ‘ انا شوفت حاجه عجبتني فقولت بس ‘ وعموما ابعتي اللي قولتي عليه ‘وانا هاخد حقي منه .
وتركها وخرج ‘وقفت نانا في زهول من اسلوبه وكلامه ‘ولكنها لم تعطي الامر اي اهتمام .
وبعد ثلاث ايام ‘في حفل لرجال الاعمال ‘كانت نانا هناك تقف مع احد رجال الاعمال تتحدث معه .
نانا : انا جيت حسب طلبك‘ انت عارف ‘انا مش بحضر اي حفلات .
شكري (رجل اعمال) : انا مش عارفه‘ صاحبة شركة انتاج ‘ايه دي اللي مش بتحضر حفلات !
نانا : ملوش لزوم الكلام ده ‘انت عارف دي مسالة مبدأ ‘شغل ايه اللي عايزني فيه ؟
شكري : بصي يا ستي ‘انت كنت طالبه شركه ‘تجبلك اجهزه من بره ‘وانا لقيت الشركه دي ‘ومنعا للاحراج سواء ليكي ‘او ليه اخترت انكو تتقابلو هنا‘ كانها صدفه .
نانا : وايه الاحرج في ده ‘انا طالبه منه شغل ؟!
شكري : عموما خلاص ‘هو موجود هنا‘ ها روح اندهولك ‘واعرفكو علي بعض ‘والباقي عليكي انت بقي  .
نانا بضيق : اوكيه ‘خلص عايزه اروح  .
ذهب يحضره ‘ووقفت نانا تنتظره ‘وهي تنظر علي كل الموجودين بالحفل ‘وكانت تشعر بالضيق فهي لا تحب الحفلات ‘فهي عمليه جدا ‘ولا تفكر سوي في العمل ‘حضر شكري ومعه رجل وكان يقف خلفها  .
شكري : انسه نانا ‘ ممكن تلفي عشان اعرفك عليه
وكان يشير علي الرجل الذي معه
التفت نانا ‘ونظرت الي الرجل الذي معه ‘وظهر علي وجهها علامة الغضب ‘وظهر علي وجهه ايضا علامت التعجب
نانا بضيق : انت تاني ‘ايه جاي تكمل خناق ؟
بدر : انت اللي بعتالي المره دي ‘مش انا اللي جايلك  .
نانا موجه كلامها لشكري : انا لو اعرف ان هو ده اللي هتجيبو ‘مكنتش جيت من اصله  .
بدر بغضب : انا لو اعرف انك انت اللي عايزني اعمل لها شغل‘ مكنتش جيت  .
شكري : اهدو.. اهدو..  اهدو كده‘ ونتكلم كلام كبار ‘ وقوللي انه خناقه سعيده جمعتكم ؟
بدر : ما هي دي صاحبة الشركه‘ اللي بسببها طار مني المزاد ‘منا حكيلك ‘ انت نسيت  .
شكري : اه بس نانا محترمه جدا ‘وعمرها ماتدخل في شغل مش بتاعها ‘ دي هتلاقيها غلطه ولا حاجه  .
نانا : قولتلو انها غلطه ‘وكمان مش غلطتي ‘غلطت مازن وطلبت منه انه يجيلك ‘هو مجاش ؟
بدر : لاء محدش جه ‘وعشان كده اتضيقت لما شوفتك ‘ افتكرت انك كنتي بتوزعيني  .
نانا : خلاص ‘هديلك اسم الشركه ‘وعنونها وانت روحلو ‘واتفاهم معاه
شكري : مش محتاج عنوان ‘شركة عصمت الناجي اشهر من نار علي علم.   .
بدر : هو مازن ده تبع شركة عصمت الناجي ؟
شكري : ايوه
بدر : خلاص الموضوع منتهي ‘عصمت زي والدي بالظبط ‘وله افضال كتير عليا
نانا : انت تعرفه
بدر : ايوه ‘اتقبلت معاه في البرازيل ‘وعملنا مع بعض شغل ‘ ولولا وقفو جمبي ‘كانت شركتي وقعت  .
شكري : خلاص يبقي اتحلت ‘نانا بنته يعني مفيش مشكله.
بدر : انت بنته فعلا ‘ انا اسف جدا ‘ ومستعد لاي تعويض عن الاسأه
نانا : ملوش لزوم الاعتذار ‘ولا التعويض ‘اي حد مكانك هيعمل كده ‘ المهم هتقدر تجبلي الحجات اللي عايزها ؟
بدر : ان شاء الله ‘هجيلك بكره في الشركه ‘واتفق معاكي علي كل حاجه  .
نانا : خلاص اتفقنا ‘هستناك بكره ان شاء الله ‘ الساعه عشره الصبح.
بدر : اتفقنا ‘في المعاد هكون عندك ‘ان شاء الله  .
شكري : طب ‘عن اذنكم انا  .
وتركهم وذهب ‘اقترب بدر قليلا من نانا
قال لها وهو يهمس في اذنها : ايه ده في حد يلبس كاجول في حفله ؟!
نانا وهي تهس هي الاخره : مش بحب لبس الفساتين ‘وبعدين ده حلو محترم.
ابتعد بدر قليلا ونظر الي لبسها فهي ترتدي بنطلون چنز ازرق ‘وتيشرت ابيض ‘وجاكت صغير بني اللون ‘وترفع شعرها ‘ولا تضع اي مساحيق تجميل ‘نظر لها باعجاب
بدر: لبسك رائع ‘وبسيط ‘وانت اصلا جميله ‘شبية القمر
نانا بابتسامه : بابا ديما يقولي كده ‘حبيبتي الصغيره شبية القمر ‘ اه بس انا مابحبش الكلام ده  .
بدر باستعباط : معقوله ‘ تضيقي من باباكي
نانا بابتسامه : انت فاهم قصدي ‘ بلاش الحركات دي‘ ماشي  .
بدر : ماشي يا قمر ‘يا صاحبه العيون الساحره ‘ومد يده لها واكمل : تسمحيلي بالرقصه دي
نانا : مش برقص ‘ واستاذنك هروح
واشارت له براسها‘ مع ابتسامه بارده ‘وذهبت
وقف بدر ينظر لها باعجاب وتنهد وقال لنفسه : قمر ايه اللي تشبيه ‘ده القمر من جمالك يستخبي
وخرج هو الاخر ‘ذهب ليركب سيارته ‘واذا بشخص يضايق نانا بجوار سيارتها ‘فاسرع لنجدتها ‘ولكن قبل ان يصل كانت قد ضربته واوقعته ارضا ‘وفرا الرجل هاربا ‘فضحك بدر بصوت عال ‘فنظرت اليه نانا ‘فاقترب منها
بدر : جدعه بميت راجل ‘اهي دي البنات ولا بلاش
فضحكت نانا وقالت : طب امشي بقي بدل ما تحصلو
بدر : واهون عليكي بردو
فنظرت اليه نانا نظره بارده ‘وتركته وركبت السياره ‘وتحركت بها ‘وعاد هو ايضا الي سيارته وركبها ‘وتحرك بها وهو يفكر ب نانا ‘ويشعر بالسعاده .
اما نانا عادت الي المنزل وهي غاضبه ‘فهي تشعر ان قلبها قد مال له ‘وهي لا تريد ذلك ‘وجلست بغرفتها وهي تتذكر عذاب والدتها ‘عندما كانت ترها‘ تحتضن صورة عصمت ‘ وتبكي بحرقه من شوقها اليه ‘ وكيف كانت تري نظرات الحب في عينيها له ‘عندما ياتي لزيارتهم ‘ ولهفتها عليه ‘وعذابه هو لروأيتها تتالم ‘ولكنه لا يستطيع ان يساعدها ‘تساقطت بعض الدموع من عينيها
نانا بالم : مش هسمح للحب ده يقرب مني ‘ ولا هسمح لاي واحد انه يكون سبب في عذابي ‘
وانت يا بدر ياتبعد عن طريقي ‘يا اما هسبلك البلد وامشي ‘ لكن مش هسمح للحب يدخل قلبي ‘وعيش عذاب امي كل ليله ‘ولا عذاب ابويا بعد فرقها ‘ ولا هسمح لحد يملك قلبي  .
اخذت حمام دافئ لتصفي ذهنها ‘وحاولت النوم لكن كلمات بدر كانت تملأ راسها‘ وصورته لا تفارق ذهنها ‘وكان هذا يصيبها بالتوتر ‘ فاخذت قرص مهدأ ونامت
في الصباح استيقظت ‘وبدأت يومها بالتريض كعادتها ‘واخذت حماهما وذهبت الي الشركه ‘ودخلت مكتبها ‘ونادت علي السكرتيره ‘فدخلت لها .
ماهي : ايوه يافندم ‘البسطه جاهزه علي الكتب ‘ممكن حضرتك تمضيها.
نانا : اوكيه هشوفها وامضيها ‘في معاد للاستاذ بدر هيكون الساعه عشره ‘ خلي مندوب المشتروات‘ يجهز كل قيمه بكل الاجهزه المطلوبه ‘وماركتها ‘عشان لما يجي يقدمهاله
ماهي : حاضر يافندم ‘ في اي اوامر تانيه ؟
نانا : في عندنا موعيد تانيه ‘ جهزي الاوراق بتعتها ‘عشان مش بحب التاخير في الشغل مفهوم. .
ماهي : مفهوم يا فندم
وخرجت ماهي وجلست نانا تعمل‘ وكانت تشعر بالتوتر ‘ولكنها هدأت نفسها ‘لتستطيع ان تكمل عملها
نانا لنفسها : انا ليه كبرت الموضوع ‘الكلام اللي قاله كان مجماله ‘ونظراته نظرات عاديه ‘هو بس اللي عنيه حلوه ‘عشان كده الموضوع زاد معيا ‘لكن انا قويه ‘ وهعرف كويس اوقفه عند حده
واستطاعت فعلا ان تهدأ نفسها ‘وتكمل عملها ‘وقبل الموعد بعشر دقائق ‘اتي مندوب المشتروات ‘وكان معه قائمه المشتروات المطلوبه ‘دق الباب ودخل
نانا: اتفضل يا استاذ محمود ‘جهزت القيمه بكل المشتروات ؟
محمود بعد ان جلس علي الكرسي امام المكتب ‘قدم لها قائمة المشتروات ‘اخذتها نانا وبدأت تنظر بها ‘
نانا بغضب : ليه مش كاتب الة التصوير اللي قولتلك عليها ؟
محمود : يافندم ‘دي غاليه جدا ‘ومش هتنفع ‘في التصوير هنا في مصر .
نانا : انا عايزه اوصل الفن المصري للعالميه ‘فهمت ؟
محمود : يا فندم ‘انا فاهم لكن عشان توصلي للعالميه ‘لازم تقدم اثاره ‘وحضرتك رفضه ده تماما .
نانا بعصبيه : انا عايز اقدم فن هادف ومحترم ‘ ومش ممكن اقدم حاجه مش محترمه ‘ والحمد لله رغم ان كل افلمنا اللي انتجنها محترمه ‘الا انها كلها نجحه.
دق الباب ودخل بدر زهران‘ اشارت له نانا ليجلس
فدخل وجلس‘ بالكرسي المقابل لل محمود
نانا : اتفضل يا استاذ محمود ‘ وهنكمل كلام بعدين.
فخرج محمود ‘قدمت نانا قائمة المشتروات لبدر
نانا : اتفضل قائمة المشتروات
اخذها بدر ونظر بها ‘واخرج هاتفه ‘وحسب عليه بعض الارقام
بدر : الحجات دي غاليه جدا ‘وهتعدي معاكي جدا.
نانا : بس انا محتجاها ‘عشان اقدر اعمل افلام عالميه
بدر : اعتقد انك غلطانه ‘في اختيار مصر للموضوع ده.
نانا: بس انا بقالي فتره ‘ونجحت نوعا ما في تنفيذ ده.
بدر : انك تعملي افلام نظيفه ‘ومحترمه ‘وتنجح ده شئ جميل ‘انما انك توصلي للعالميه هنا صعب  ‘الافضل لك انك تنقلي شغلك البرازيل ‘وهناك ممكن تنجحي.
نانا : بس ده مش حل‘ انا عايزه انجح هنا ‘ومصره علي ده
بدر : طب ايه رايك اشركك ‘واجيب الاجهزه دي ‘ونشتغل سوي‘ بحيث انك لو خسرتي‘ تبقي محتمله.
نانا : طب وانت هتكسب ايه من كده ؟
بدر : هكسب حجات كتير ‘اولا مكسب مادي .
قام بدر من مكانه ‘واقترب من كرسي نانا‘ فقامت نانا وقفت حتي اصبحا يقفان امام بعضهم
بدر وهو ينظر الي عين نانا : ثاني حاجه هيقربني منك ‘ويسمحلي اشوف عنيكي الساحرتين دول كل يوم يا احلي من القمر ‘مش شبية القمر
نانا بتوتر وهي تبتعد عنه : هفكر وارد عليك ‘وكمان هستشير .
فاقترب منها بدر مره اخري وهمس في اذنها : بس ماتتاخريش عليا ‘عشان قلبي ما يوجعنيش
وظل ينظر لها حتي خرج من الباب ‘جلست نانا علي كرسيها وهي غاضبه ‘رنت علي ماهي واخبرتها الا تدخل احد عليها نهائي.
كان بدر لم يذهب بعد وسمعها ‘فابتسم ونظر نظرتا ماكره وقال في نفسه : نجحت في مهمتي‘ وقدرت اقتحم قلبها ‘المره الجايه هاملكه ‘ثم خرج وهو يشعر بسعاده كبيره.  .