كان يسير هائما في حديقة واسعة تحيط بها الاشجار المتناثرة في اكثر من مكان وفجأة احس بشئ قوي يرتطم بأسفل قدميه فنظر للاسفل ليجد كرة قدم مميزة الشكل يحس انه يعرفها جيدا فانحي بجسده ومد يديه للاتقاطها ثم قام بحملها وهو يطالعها بنظرة متفحصة متشككة ثم ما لبث ان صاح بخفوت :دي كورتي ايوة انا فاكرها كنت دايما بتخانق عليها انا وشذا واحنا صغيرين
علي ذكر اسم شذا سمع دوي لضحكات طفولية تأتي من بعيد فتحرك وهو يتلفت حوله وما زال متمسك بكرته لاكتشاف مصدر الصوت حتي وقف في مكان ما بالحديقة يملؤه الزهور
ليجد فتاة عمرها لا يتعدي السابعة ترتدي فستان قصير يصل حد الركبة من اللون البينك تجري بمرح في أرجاء الحديقة وهي توليه ظهرها وشعرها الاسمر الناعم الطويل الذي يصل لنهاية ظهرها يتطاير من حولها بفعل النسيم فنظر اليها بتركيز وصوت ضحكاتها الناعمة يخترق أذنيه وفجأة هدئت ضحكاتها الطفولية لتجلس علي الارض العشبية الموجودة بجانب حلقة الورود لتضع رأسها بين قدميها ويتبدل حينها صوت الضحكات الطفولية الناعمة التي كانت تملئ الارجاء بصوت انين مكتون حزين فالقي كرته ارضا وقام بالاقتراب منها بخطوات حذره ثم جثي امامها وقام بثني ركبتيه ليميل وهو ينظر اليها بتفحص فرفعت الصغيرة رأسها علي حين غرة فلم يدرك هو سوي عيون زرقاء جميلة تطالعه بنظرة يجهلها وقد ابتلت اهدابها و احمرت تلك العيون بفعل البكاء ولكنها رغم الحزن العميق الذي تحويه تلك العيون رأى بهما شئ من القوة ممتزجة مع انكسار وضعف بامتزاج فريد من نوعه فكاد ان يتكلم او يكمل تفحصه لها لأكتشاف بقيت ملامحها الصغيرة ولكنه احس ببرودة شديدة تتسلل بجسده ففتح عيونه ببطء شديد ليبصر عيون بنية تطالعه في ضجر فاعتدل جالسا ليخرج قطعة من الثلج كانت موضوعه بداخل ملابسه فنظر الي مازن بحنق شديد
ثم صاح هادرا بحدة :ايه اللي نيلته دهفرد عليه مازن ببرود :يعني عايزني اعملك ايه بقالي نص ساعة بحاول اصحي فيك ومفيش فايدة مالقتش حل غير كده
محمود بغضب وهي يستقيم واقفا ليقوم بخلع الجزء العلوي من ملابسه والذي كان قد ابتل بفعل الثلج ثم قام بقذفه بقوة في وجه مازن الذي تفاداه بمهاره
ليهدر محمود :تقوم تحطلي ثلج يا اسقع من الثلاجة ذات نفسها
فاجابه مازن بحنق مبررا :ما ان اعملك ايه يعني نتأخر عن المحاضرة مثلاً وبعدين دي مش أي محاضرة دي محاضرة دكتور فوزي عارف يعني ايه دكتور فوزي وبعدين انا لو كنت سيبتك وروحت عارف اللي هتعمله يعني هو لا كدا عاجب ولا كدا عاجب اعملك ايه انا
فاجابه محمود بعد ان بدء بالين :ماشي بس في طرق احسن للصحيان
مازن موضحا بضجر :تفتكر معملتش الطرق دي... حضرتك ده انت لو كان حد دخل عشان يقتلنا كان هيقتلني انا ويسيبك يفتكرك ميت جاهز و..
أنت تقرأ
"أحببت اينشتاين " بقلمي هند صقر (مكتملة)
Romanceكانت صغيرة حين أستمعت الي حديث والدها ورغبته في إنجاب طفل ذكر ... تمحورت شخصيتها وتغيرت حياتها منذ ذلك اليوم وهي تحاول أن تأخذ دور لم يكتب لها فهل ستظل اينشتاين كما يلقبها الجميع... ام الانثي بداخلها ستحارب للظهور ؟!